أخبار عاجلة

جمال عبدالناصر يصوّت للسيسى؟!

حقاً حمدين صباحى قضى أربعين عاماً ونيفاً من عمره يتعبد فى محراب عبدالناصر، ويلهج بذكر عبدالناصر، ويقص صور عبدالناصر ويلزقها فى ألبوم تحت المخدة الصغيرة، ويحفظ خطب عبدالناصر عن ظهر قلب، يسمعها غيباً، وينام ويصحو على مأثورات خالد الذكر، ويرتدى قميص عبدالناصر على اللحم فى الشتاء الساداتى القارس، وقيل فى الأثر إن حمدين فى المهد صبياً أول كلمة تهتهها عند ترجمتها كانت المفاجأة.. نننناصصصصر.

فى أيام خوالٍ كنت أشفق على حمدين من عبء التبشير بالناصرية، وهب جل عمره لخدمة القضية، لا شغلة ولا مشغلة، وفى لحظات أخرى كنت أعدد أبناء عبدالناصر (خالد وحكيم وعبدالحميد وهدى ومنى) وسادسهم حمدين، أولاد عبدالناصر من صلبه كانوا يحبونه حب الأب الوالد، لكن حب حمدين كان أشد، حب الأب الروحى، حمدين كان مزودها حبتين، كان يزايد بها حتى على أولاد الزعيم، كان يتصدر المشهد باعتباره ابن ناصر البكرى فى حياة خالد جمال عبدالناصر.

لا تثريب على حمدين أنْ عَشِق ناصر، ولكن بالله عليك يا حمدين، هل لديك تفسير لوقوف أولاد عبدالناصر من صلبه ضد ترشحك رئيساً، واصطفافهم جميعاً فى جانب المشير فى انتخابات أنت (ابن عبدالناصر) منافسه الوحيد فيها؟

موقف الدكتورة «هدى»، مشهود لها بالوقوف وراء الجيش المصرى انتصاراً للقضية الوطنية ضد المؤامرات الغربية التى تعيها جيداً علماً ودراسة وتخصصاً، تخصصت فى فض مغاليق المؤامرة الغربية ردحاً طويلاً من عمرها، أطال الله فى عمرها، ولكن ما الذى غيّر «عبدالحكيم» هذا التغير اللافت، «حكيم» لفت وجهه تماماً عن تأييد حمدين، يمَّم وجهه نحو المشير، كنتما لا تفترقان، مشواراً واحداً تقطعانه سوياً حتى قبر الزعيم، تصطحبه للتصوير، (ابن عبدالناصر) جنب (ابن عبدالناصر).

أليس هذا غريباً يا حمدين؟..ألا تتوقف هنيهة لتتبين موضع قدمك الذى غرزت فيه ففارقك أولاد الزعيم، وهجرك غلاة الناصريين، وهاجمك رموز الاشتراكيين، كيف استقبلت يا حمدين خبر استقبال المشير وفد الناصريين والاشتراكيين؟ كيف ولماذا ومتى نفض الناصريون أيديهم من حلفك؟ معذور شباب يهتف فى حملتك.. ناصرية يا حرية، ربما لا يعرفون عنك ما يعرف الشيوخ، أو ضنّ عليهم شيوخ الناصرية بما يعلمون!!

آه لو تكلم سامى شرف، شيخ مشايخ الطرق الناصرية، سامى شرف إن حكى، لكنه يلتزم الصمت إجلالاً لذكرى خالد الذكر الذى تتلبس اسمه، وليرحم الله خالد عبدالناصر رحل قبل أن يصرح بما كتمه فى حق من ينتسب زوراً وبهتاناً لنضال والده، رحم الله جمال عبدالناصر.. لو كان حياً لصوَّت للسيسى، خير خلف لخير سلف.

SputnikNews