أخبار عاجلة

جامعة حوض وادى النيل

الذى يتابع الصحافة ونشرات الأخبار فى الفترة الأخيرة يدرك أن بدأت تستعيد اهتمامها بانتمائها الأفريقى ومدى أهمية هذا الانتماء الذى لا يقل بحال – إن لم يزد – على الاهتمام بالعلاقات الخارجية بدول العالم الكبرى سواء فى ذلك أو الصين أو الهند، فضلاً عن العلاقات التقليدية التى تربطها بالولايات المتحدة الأمريكية رغم إدراك مصر جيداً أن علاقة الولايات المتحدة الأمريكية يدور محور اهتمامها بالشرق الأوسط على إسرائيل، وأن تكون إسرائيل هى أقوى دول المنطقة وأنها الوحيدة التى تملك ترسانة نووية لا تقل عن غيرها من دول العالم الكبرى، وذلك وسط عالم عربى يتحدث – مجرد حديث – عن الطاقة الشمسية منذ سنوات.

فى خضم هذا الاهتمام المصرى بأفريقيا تقدمت «منظمة التضامن الأفريقى الآسيوى» التى أعتز بأنى كنت أحد قدامى مؤسسيها بمبادرة مهمة أرجو أن تأخذ طريقها إلى التنفيذ الفعلى وألا تبقى حبراً على ورق.

هذه المبادرة عبارة عن إنشاء جامعة يطلق عليها جامعة حوض النيل أو جامعة النيل أو الجامعة الأفريقية – ولا أهمية للأسماء – المهم جوهر الموضوع الذى يقوم على إنشاء هذه الجامعة بحسبان أن قوة مصر الثقافية هى أكبر ما تملكه وأهم ما تملكه. وقد اقترحت المنظمة أن يكون مقر الجامعة الجديدة فى منطقة «حلايب وشلاتين» وقد يكون من الأفضل عندى أن يكون مقر الجامعة فى قلب أفريقيا إن كان ذلك ممكناً.

واقترحت المنظمة أن تبدأ الجامعة بأربع كليات كلية للطب وكلية للهندسة وكلية للزراعة وكلية لإدارة الأعمال، وبعد هذه البداية تستطيع الجامعة أن تنشئ كليات أخرى حسب حاجة الدول الأفريقية. وجاء فى مذكرة المنظمة عن هذه الكليات:

1- كلية الطب البشرى:

العمل على رفع المستوى الصحى لأبناء دول حوض النيل مهمة عاجلة نظرا لتفشى بعض الأمراض مثل الملاريا وغيرها، وهناك قصور فى الموارد البشرية فى مجال الصحة، ومن هنا جاء اختيار هذه الكلية وستقبل الكلية مائة طالب كل عام.

وتخضع الدراسة فى هذه الكلية للقواعد التى وضعها المجلس الأعلى للجامعات، كما تخضع المناهج لموافقة اللجان المتخصصة بالمجلس. وتركز الكلية على تخريج ممارس عام له خلفية كاملة عن التخصصات الآتية:

2- كلية الهندسة:

وتضم التخصصات العامة وبعض التخصصات الحديثة مثل:

■ العمارة والتخطيط العمرانى.

■ الهندسة المدنية مع التركيز على إدارة المياه والسدود.

■ الهندسة الميكانيكية.

■ هندسة القوى الكهربائية والطاقة الجديدة والمتجددة.

■ الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

3- كلية الزراعة:

وتشمل الزراعة الحديثة والزراعة الحيوية والصناعات الغذائية.

4- كلية إدارة الأعمال:

ولا يخفى على أحد أن الإدارة الجيدة هى القادرة على تحقيق الأعمال المنتجة.

وبطبيعة الحال يقتصر القبول فى هذه الجامعة على دول حوض النيل الإحدى عشر ويكون القبول فى الجامعة بعد مستوى «الليسانس» أى أن تكون الجامعة أساسا للدراسات العليا المتخصصة. ويقبل فيها الطلبة الذين يجيدون اللغة الإنجليزية باعتبارها اللغة السائدة فى قلب القارة الأفريقية، وذكرت المنظمة فى مذكرتها أن أهداف الجامعة تتمثل فى:

■ خدمة تعليمية متميزة تعد خريجا قادرا على خدمة مجتمعه وسد احتياجاته سواء فى مجال الإنتاج أو الخدمات.

■ تطوير قدرات الطلاب التعليمية والثقافية والاجتماعية.

■ ستكون الجامعة حريصة على الاستفادة بخبرات عالمية فى التعليم والبحث العلمى.

■ التطور المستمر لقدرات أعضاء هيئة التدريس علمياً ومهنياً، مع تشجيع التواصل بينهم وبين الطلاب.

■ استخدام أحدث وسائل تكنولوجيا المعلومات بحيث يكون الأستاذ والطالب على صلة مستمرة بالمستجدات فى العلوم والمعارف.

■ تأهيل الطلاب لا يقتصر فقط على الجوانب العلمية، وإنما يمتد ليشمل النواحى القيمية والأخلاقية والوطنية والانتماء وتشجيع التفكير النقدى وبث روح التطوير والإبداع والتجديد.

■ إيجاد رابطة قومية بين الطلاب والخريجين والجامعة.

اعتقد أن هذا المشروع يستحق كل عناية واهتمام من كل أقطار أفريقيا. ولما كانت الجامعة لا تهدف إلى الربح فإن تمويلها فى تقديرى لابد أن يعتمد على مساهمة كل دولة أفريقية بما تملك أن تساهم به.

كذلك يمكن دعوة كل المواطنين الأفارقة إلى التبرع للجامعة بما قيمته على الأقل جنيه مصرى واحد ولكل أن يدفع ما يستطيع أن يدفع ما هو أكثر خدمة لهذا المشروع الجليل.

ليت هذا الأمل يتحقق فإنه من غير شك سيعود على أفريقيا كلها بنفع عميم.

والله المستعان.

elgamallawoffice@gmail.com

SputnikNews