أخبار عاجلة

كم أدهم طلعت تملكهم ؟

فى العدد الأسبوعى الأخير من «واشنطن بوست»، وضعت الصحيفة الأمريكية الشهيرة على غلاف المجلة التى تصدرها مع هذا العدد صورة لشاب كتبت تحتها: هل يصبح أدهم طلعت لاعبا أبكم فى ناد أمريكى كبير؟!.. وفى الصفحات الداخلية، كانت الحكاية التى كتبتها الصحفية آنا كاثرين الحاصلة على ماجستير الصحافة من جامعة بوسطن.. أما بطل الحكاية فكان الشاب المصرى أدهم طلعت الذى توقعت له آنا كاثرين أن يصبح قريبا جدا أحد اللاعبين النادرين الذين يلعبون فى دورى كرة القدم الأمريكية، على الرغم من إصابته بالصمم.. حكاية بدأت منذ ولادة أدهم طلعت عام 1990 لأبوين مصريين يعيشان فى إحدى ضواحى العاصمة واشنطن.. يوسف ونسرين.. وبدأ الأب والأم يلاحظان أن طفلهما الصغير لا يستجيب لأى نداء أو أصوات.. وتخيلوا أنه مجرد تأخر فى النمو.. وحين أتم أدهم شهره الثامن عشر كان مع والديه فى زيارة لجدته ليلى البنان فى القاهرة.. ولاحظت الجدة أن حفيدها لا يسمع الأصوات حوله، وأصرت على الذهاب به لأكثر من طبيب أكدوا لها أنه يعانى من صعوبة فى السمع.. وعاد الأب والأم بطفلهما إلى الولايات المتحدة.. وهناك فى المركز الوطنى الطبى للطفولة..

قيل للأم إن طفلها عاجز عن السمع.. وكانت أكبر صدمة تلقتها نسرين طوال حياتها.. وتم إلحاق أدهم بعد ذلك بمدرسة خاصة للأطفال الصم، حيث بدأ دراسته وتعلم لغة الإشارة كما تم تعليمه قراءة حركات الشفاه ليستطيع فهم ما يقوله له أبوه وأمه والآخرون.. وبدأ أيضا يلعب كرة القدم الأمريكية التى أحبها.. وواصل أدهم تعليمه بتفوق سمح له بالالتحاق بجامعة ماساتشوسيتس، حيث بدأ يعتمد على الكمبيوتر والآى فون للتواصل مع الآخرين.. وعن طريق صديق له عبر الفيس بوك.. عرف أدهم أن جامعة جولوديت للصم فى واشنطن ممكن أن تقبله بمنحة مجانية مقابل أن يلعب فى فريقها.. وهو ما جرى بالفعل.. وقضى أدهم سنوات دراسته الجامعية لاعبا مميزا فى فريق الجامعة..

لاعبا بدأ يجذب الانتباه لإجادته اللعب على الرغم من ظروفه الصعبة، إلى حد أنه لم يعد مستبعدا أن يتلقى أدهم عرضا من أى نادٍ كبير ليصبح أدهم لاعبا فى دورى المحترفين هناك.. بل تؤكد آنا كاثرين أن ذلك سيحدث قطعا وقريبا جدا، وسيغدو المصرى أدهم طلعت أحد أهم وأشهر دورى المحترفين لكرة القدم الأمريكية.. ولكن لا تتوقف آنا كاثرين أمام تفوق أدهم طلعت الرياضى والكروى فقط.. إنما تتوقف أكثر أمام هذا الإصرار الجميل الذى يمتلكه أدهم والقدرة الخرافية على تحدى أى ظروف أو موانع بفضل إيمانه بالله واعتزازه بنفسه.. وإذا كانت آنا وواشنطن بوست قدما هذا الأسبوع حكاية أدهم كدرس للأمريكيين فى الإرادة والتحدى.. فنحن فى أولى بهذا الدرس.. وبدلا من الولع بالفضائح وحكايات الفساد والعمالة، فمن الأفضل التوقف أمام حكاية أدهم، وكل أدهم آخر سواء داخل مصر أو خارجها.. وواثق أن لدينا وسط المصريين ألفا أو مليون أدهم طلعت يستطيعون تغيير حياتنا كلها.

SputnikNews