أخبار عاجلة

السيسى: الجانب الإنسانى..وإرادة التحدى

فى الجزء الأول من حواره التليفزيونى، نجح المشير السيسى فى الوصول إلى قلوب قطاعات عريضة من الشعب المصرى من خلال إبراز الجانب الإنسانى فى شخصيته.. البعض استخف بهذا الجانب، ونسى أن شعبنا فى عمومه عاطفى، ويعشق كل من عزف على أوتار العواطف وتغنى بها ولها.. البيت والزوجة والأولاد لهم مكانتهم الكبرى فى حياة المصريين، لذا فقد مس حديث السيسى عن زوجته، والمرأة المصرية، وأولاده وترا حساسا.. حتى وهو يتحدث عن المواجهة مع الإرهاب، حاول إبراز حرصه على النساء والأطفال والشيوخ فى سيناء، وأنه لولا الخوف عليهم وعلى حياتهم لأنهى مشكلة الإرهاب فى ساعات.. حديثه عن إنسانية الإسلام وكيف فشل الإخوان المسلمون وأنصارهم فى تقديمها، بل فشلهم فى تقديم المولى سبحانه وتعالى بالصورة التى تليق بمقامه وجلاله وكماله، أصاب الهدف بدرجة عالية من الدقة.. أكد على أنه مصرى مسلم، ابن الجمالية.. أطل على الأزهر والحسين، حيث عبق التاريخ وتألق الروح..

لم ينس أن يتحدث عن المعبد اليهودى وحارة اليهود، والكنيسة وأجراسها وشارعى الجيش وبورسعيد.. هذا التنوع الإنسانى والروحى شكل وجدانه ووعيه المتناغم مع الوعى الجمعى لعموم المصريين.. السيسى يدرك أنهم يريدونه إنسانا قبل أن يكون رئيساً.. أو رئيسا يحمل قلب إنسان، أو إنسانا فى شكل رئيس، حتى يشعروا أنه منهم وليس غريبا عنهم، فمن لم يكن كذلك لا يستشعر معاناة البسطاء وآلام الفقراء وأوجاع ذوى الحاجات من المصريين.

فى الجزء الثانى من الحوار، كان المشير السيسى أكثر قوة، وحسما، وحزما.. كانت إرادة التحدى واضحة وظاهرة فى كلماته، وبرزت نظرات الغضب ونبرات الصوت الحادة عند الحديث عن تهديدات الأمن القومى والإرهاب وأعمال التخريب وعودة الإخوان.. كانت روح المؤسسة العسكرية بتاريخها وانتصاراتها واعتزازها وثقتها بنفسها حاضرة وبقوة وهو يتناول رؤيته فى حل المشكلة الاقتصادية، والطاقة، والتعليم، والتنمية، والزراعة، والصناعة، والبنية الأساسية.. إلخ، أما الحديث عن العلاقات مع الدول العربية، وأمريكا، وأوروبا، وروسيا، والدول الأفريقية ودول حوض نهر النيل، وإثيوبيا، إضافة إلى السودان كعمق استراتيجى لمصر، فكان سياسيا بامتياز.. التأكيد على خصوصية العلاقة مع والإمارات، كان دافئا.. كما أن النظرة للقضية الفلسطينية وضرورة الفصل بينها وبين النظرة لحماس كان لافتا.. الإشارة الواضحة على الالتزام بمعاهدة السلام، وعدم إمكانية استقباله لرئيس وزراء «إسرائيل» أو زيارته لها فى المستقبل ما لم يرتبط بدولة فلسطينية عاصمتها القدس، دلت على أن المشير السيسى رجل دولة.. مصرى الهوية، عروبى الهوى.

نقطة شكلية فى الحوار، لكنى أراها مهمة وهى أننى مع السيسى عندما قال للمذيعين إنه جاء ليتكلم، حيث إن معظم المذيعين - إلا من رحم ربى - كثيرا ما يفسدون الحوارات بكثرة مقاطعاتهم ومداخلاتهم لغير ضرورة، وهو ما يؤدى إلى قطع أفكار الضيف وصعوبة استرساله، فضلا عن عدم تمكين المشاهد من متابعة الفكرة بشكل متكامل.

برنامج السيسى يتلخص فى كلمات قليلة؛ انضباط الشارع المصرى، أخلاقيا وقانونيا، تحفيز الشعب على العمل والإنتاج، إدارة فدائية ومقتحمة وحلول غير تقليدية للمشكلات المزمنة، المشاركة الإيجابية، والإقلال من الثرثرة.. فهل يستجيب الشعب المصرى؟! هذا هو التحدى الحقيقى الذى يواجهه المشير السيسى.

SputnikNews