أخبار عاجلة

قطر والإخوان

لو كان الجمل شاف أتبه (أى سنمه) كان وطى عليه وقضمه، أى لو أبصرت ورأيت عيوبك ما عبت على الآخرين ولأصلحت من أعوجاجك. هذا المثل ينطبق على القيادة القطرية. فالبيان الذى أصدرته الخارجية القطرية يوم السبت الماضى ردًا على أحداث الجمعة الدامى، لا يشكل فقط ردًا على دعوة تسليم بعض الإرهابيين بقطر، بل هو أبعد من ذلك. فاللافت للنظر أن الولايات المتحدة لم تنتقد تلك الأحداث، فكانت قطر هى الوكيل الأمريكى، حتى لا ينال الرد المصرى من هيبة الولايات المتحدة، لذلك أوعزت إلى قطر بذلك.

المشكلة فى قطر التى راهنت هذه المرة على الحصان الخاسر فى مصر وهم الإخوان المسلمين، وأنها تسعى للعب دور أكبر بكثير من حجمها المادى والمعنوى، الحجم المادى تحدث عنه منذ عامين الشيخ حمد وزير الخارجية السابق نفسه، وهو يشير بالإبهام لعقلة أصبعه بالسبابة، بما يوحى بأن قطر دولة صغيرة كهكذا. ولمن لا يعرف فإن مساحة قطر نصف مساحة حلايب وشلاتين. المهم هذا الدور بدأ مع نقل قاعدة الظهران العسكرية الأمريكية إلى قطر، ليضيف إلى الإعلام وإلى البتروغاز ثلاثى يشعر صاحبه بضخامة حجمه المعنوى.

هنا عرفت قطر جميع المتضادات تقيم العلاقات مع إسرائيل وتدعم حماس دون فتح، تقيم الولايات المتحدة قاعدة العسكرية بها، وترفع لواء القومية العربية، تستضيف المثقفين القوميين وكذا الإسلاميين وكذا الصهاينة. موزايك غريب، تنتقد ما يحدث فى مصر وتسميه بالانقلاب العسكرى، فى حين أن الخلافة السياسية بها لم تشهد أى تداول طبيعى للسلطة، ففى العقدين الأخيرين كان الانتقال للسلطة يتم عبر الانقلابات البيضاء وانقلابات القصر. تسعى من خلال البتروغاز إلى لعب دور شائه بين فرقاء لبنان والسودان والصومال واليمن وسوريا وليبيا فى أوقات مختلفة.

ينتقد النظام فى قطر حقوق الإنسان فى مصر، مصر الشامخة صاحبة أقدم حضارة فى تاريخ الإنسانية، رائدة الفنون والعلوم وقتما كان الكثيرون غير موجودين أصلا. المهم أن المشاهد لحال حقوق الإنسان فى قطر يدمى قلبه على حقوق العمال البنائين لمنشآت كأس العالم 2022، والتى انتقدتها منظمات حقوق الإنسان الدولية. وهناك الشاعر النابه محمد الزيب الذى سجن15عاما لكتابة أبيات شعر. أما قانون 18 لسنة 2004 بشأن التظاهرات فى قطر فحدث ولا حرج، فالمظاهرات بالترخيص، ويبلغ قبلها بـ7 أيام، وتنتهى عند الغروب، ولا ترفع بها شعارات ضد الدولة أو أى دولة أخرى، أى أن حق التظاهر غير موجود بداية!.

SputnikNews