أخبار عاجلة

لماذا أصبح مرسى شخصية 2013؟

ربما ابتعدنا قليلا عن عام 2013، لكننى أعترف عندما راجعت آراء الكثيرين عن ذلك العام بأننى وجدت من الشجاعة التراجع والاعتراف بأن الدكتور محمد مرسى العياط كان أهم شخصية لها تأثيرها ليس فقط على عام 2013 وإنما على الأعوام القادمة. وقد كان رأيى ومازال أن الشعب المصرى هو رأس قائمة شخصيات العام، أولاً للثورة التى فاجأ بها العالم وفاجأ بها نفسه أيضا فى 30 يونيو والتى تمكن بها من الإطاحة بحكم مرسى العنصرى، وثانيا لممارسته حياته العامة بطريقة عادية طوال الشهور الستة الماضية التى تصور الإخوان فيها أنهم سيرعبون هذا الشعب من خلال عملياتهم الإرهابية التى يرتكبونها والتى أزالت الأقنعة التى كانوا يتخفون وراءها، وعلى رأسها قناع «الإسلام هو الحل». فأى إسلام يحكون عنه وهو الذى يقول الحق فيه: «من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا»، وها هم يقتلون جميع الناس كل يوم بغير حق؟!

بالنسبة لمحمد مرسى فقد كان من حظنا أنه تم دفعه من جماعته كمرشح احتياطى لخيرت الشاطر، فلما استبعد الشاطر جاء مرسى بشخصيته الكارتونية التى ألهمت برنامجا مثل الذى قدمه باسم يوسف كل إفيهات الضحك والسخرية التى لم يكن يستطيع أن يفكر فيها من أول حديثه عن القرداتى عندما يموت القرد، مرورا بـ«دونت مكس» التى أصبحت مثلا، ووقوف المرشد العام إلى جواره وهو يخطب ويلقنه الكلمات التى يقولها مركزا على كلمة «القصاص» التى كررها عليه ثلاث مرات ليقولها لدرجة أنه اضطر لقطع حديثه والنظر إليه باستغراب، وصولا إلى مشهد مرسى وهو فى مؤتمر صحفى عالمى فى ألمانيا وقد وقف إلى جوار المستشارة الألمانية ميركل وإذا به فى عز المؤتمر وأمام العدسات والأضواء والعيون المتجهة إليه يرفع يده اليسرى ليكشف عن ساعة يده حتى يمكنه قراءة «الساعة كام» فى مشهد لم يحدث أن سبقه إليه أحد، مما يستحق أن يسجل فى موسوعة الأرقام القياسية. وبذلك اكتمل الشكل مع الموضوع فى تمكن مرسى من فضح جماعة الإخوان مصريا وعربيا وعالميا وأظهر ما يتمتعون به من جهل وعنف وإجرام. وعلى وصف «محمد عياد» أحد الذين كتبوا إلى تليفزيون «بى. بى. سى»، فإن مرسى يعد ثانى شخص نجح فى الإساءة إلى المسلمين بعد صاحب المرتبة الأولى أسامة بن لادن.

من الشخصيات التى تولت رئاسة أمريكا الرئيس رونالد ريجان الذى بدأ حياته ممثلا وكان كما اشتهر عنه يتميز بالضحالة وبعد 8 سنوات فى الرئاسة لم يترك علامة يمكن أن يشار بها إليه. مع ذلك تم انتخاب الرجل مرتين فقد أحبه كثيرون لنجاحه فى أداء دور الرئيس وحفظ مظاهره، وما يمكن أن يقوله ويظهر به أمام العدسات والجماهير. وهو ما يعنى أن أداء الرئيس له أهميته حتى فى التغطية على جهله وفراغه وهذا ما لم ينجح فيه مرسى. فقد فشل مرسى فى أداء دور الرئيس، ما جعله أهم شخصية فى قدرته على كشف حقيقة الإخوان بعد أن عاشوا فى أذهان الملايين طوال 80 سنة كجماعة صاحبة دعوة، وأنه تم ظلمها عبر العصور لأن النظم كانت تخشى وصولها إلى الحكم. ولكن ها هم وصلوا إلى الحكم وصعدوا على المسرح وبدأنا نراهم على حقيقتهم سواء فى الكواليس أو من خلال رئيسهم الذى عراهم بقسوة.

ليس كثيرا على مرسى إذاً أن يأخذ مكانه فى أهم شخصيات هذا العام، فبسببه ذاق الملايين حكم الإخوان، وسيبقى هذا الحكم ذكرى لا تُنسى لعشرات السنين ولا تستدعى مرة ثانية!

salahmont@ahram.org.eg

SputnikNews