أخبار عاجلة

سكر السيسى...

واضحة مستقيمة لا تعرف اللوع السياسى، لا تحب الـ«محفلطين»، تعبر عن نفسها بالصوت الحيانى، ترقع بالصوت، لا تخشى إخوانيًا ولا سلفيًا، تكره الدقون كره العمى، لم تهادن مرسى وهو فى الحكم، كانت تدعو عليه بشأفة رأسها، ربنا يخده ابن سنية، رقصت وزغردت يوم خلع مرسى فى عرض الطريق، 30 يونيو كان عندها عيد.

«سكر» تبكر مع العصافير، لا تبالى ببرد ينخر فى العظام، ترتدى جلبابها الأسود على ما توفر من وقاء البرد، تصبّح على المارة بحب كل باسمه، فاردة طولها بإباء، تضحك من القلب، تقفش النكتة من على الشفاة، يزورها حزن شفيف وضيق مع مانشيت صباحى فى صحيفة صفراء بلون رابعة على فرشة صحف تجاورها، شوف يا أستاذ ولاد ستين فى سبعين كاتبين إيه عن السيسى، ترد عنه وعن السامعين، لا مانع تفرد قلوعها راقصة سيسى يا بطل، سيسى يا بطل، يضحك من مشهدها أبوقلب سليم، ويهرب من صاعقتها من فى قلبه مرض، تضحك «سكر» على المهرولين أمامها خشية البهدلة والتهزيق، «سكر» تخصص بهدلة الإخوان.

فى تفسير الحالة السكرية لا تحتاج إلى تنظير ولا تقعير، قلب طيب وفطرة سليمة ومزاج حاد لا تبالى فقرًا، تحمد الله فى السراء والضراء، لا تطمع فى كثير، لقيمات يقمن صلبها، تبيع العيش طازجا، لا تستمرئ عطفا، ولا تنتظر فضلا، ولا تستجدى، مثلها كثير تحسبهم أغنياء من التعفف.

«سكر» حالة مصرية مستقيمة، عندها الأبيض أبيض والأسود أسود، لا تحب الرماديين، ولا المتحذلقين، تبيت جزعة على جندى قضى نحبه فى سيناء، يا قلب أمك قتلوك الإخوان، تنوح تبكيه لا تعرفه، قلب أم، «سكر» أم ناس كتير لا تعرفهم ولكن تبكيهم كل يوم.

«سكر» التى لا تشبه الأخوات، لم تتعلم لكن علمتها الأيام السودة، تعالج توترها بتدخين سيجارة شعبية، تنفخها من خياشيمها لأعلى فى الهواء، وهى تزعق بين الفينة والفينة، اللى ميعرفوش ربنا ذبحوا السواق الغلبان، البنات اللى مش متربية عضوا (من العض)، شوفتوا البنات، وتسأل بهمس خفيض، قول لى يا أستاذ احنا ماشيين صح ولا الحال مال.

«سكر» تفاجئك على ريق الصباح الرائق، متعكرة المزاج، تسأل من السؤال هو السيسى هيترشح إمتى؟.. لا تدرى جوابا، ربنا يسهل، تهدده بينها وبين نفسها، على الله يخلى بينا. «سكر» تتمناه رئيسا، لا تطلب شيئا منه، لا يعرفها بأية حال، ولكنها لا تكف عن السؤال، لازم يقطع عرق ويسيح دمه، خليه يلم الكلاب.

تعطف «سكر» على الكلاب الضالة، ولكنها تخشى كلاب السكك، ترى البلطجية والزلنطحية يتلمظون للفريسة، تهشهم عن فرشتها، عن خبزها، تكرههم كراهية التحريم.

SputnikNews