أخبار عاجلة

وثائق أمريكية: "السوفييت" عارضوا "كامب ديفيد" وقالوا إن "السادات" لم يحصل على شيء منها

وثائق أمريكية: "السوفييت" عارضوا "كامب ديفيد" وقالوا إن "السادات" لم يحصل على شيء منها وثائق أمريكية: "السوفييت" عارضوا "كامب ديفيد" وقالوا إن "السادات" لم يحصل على شيء منها
الوثائق الأمريكية: وزير خارجية "السوفييت" قال إنه على "إسرائيل أن تشكرنا".. وشن هجوما على المفاوضات مع

كتب : عبدالعزيز الشرفي وسيد خميس: الإثنين 23-12-2013 17:01

قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أمس، إن "خطابا تاريخيا أرسله الرئيس الأمريكي جيمي كارتر لزعيم الاتحاد السوفييتي ليونيد بريجينيف، بعد توقيع اتفاقية (كامب ديفيد)، يشير إلى الغضب الروسي العنيف والانتقادات الضارية التي تعرضت لها مصر من جانب الاتحاد السوفييتي آنذاك"، لافتة إلى أنه جاء في وثائق أن وزير الخارجية السوفييتي، قال نصا: "على الإسرائيليين أن يشكروننا، ولكنهم لا يعرفون كيف يقولون هذه الكلمة".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الوثائق تبين مدى الغصب الذي انتاب الاتحاد السوفييتي تجاه إسرائيل، في الفترة التي لم يكن هناك علاقات دبلوماسية بين "تل أبيب" و"موسكو" والتي قاد خلالها الرئيس الراحل أنور السادات، المفاوضات بشكل مباشر مع إسرائيل. وأضافت: "قبل أن يحدث التحول التاريخي ويصعد مناحم بيجن إلى رئاسة الوزراء على رأس حزب (الليكود)، ناقش الأمريكان والروس محاولات إلزام الطرفين على الجلوس إلى مائدة الحوار للتوصل لاتفاقية سلام في الشرق الأوسط"، لافتة إلى أنه من خلال مئات اللقاءات التي تمت، كان يمكن إدراك كيف ينظر السوفييت إلى الإسرائيليين.

ومن بين الوثائق التي كشفت عنها الخارجية الأمريكية ونقلتها "يديعوت"، وثيقة بتاريخ 29 مارس 1977، تتضمن اجتماعا عقد في موسكو، تناول مسألة التخفيض المشترك للتسلح ومسألة السلام في الشرق الأوسط. وجاء في الوثيقة: "يجب الآن الحديث عن الشرق الأوسط لأنه الموضوع الأكثر إلحاحا الآن، وقد تم بحث هذا الأمر مع الرؤساء الأمريكيين السابقين، والآن قليلا مع إدارة الرئيس جيمي كارتر، ولكن لا حل لتلك المشكلة حتى الآن".

وتابعت: "وزير الخارجية آندريه جروميكو، الذي عرف بـ(مستر نيت)، والتي تعني (لا) في الروسية بسبب استخدام السوفييت حق (الفيتو) في كل تصويت بمجلس الأمن حول هذا الأمر، كان شريكا في كل النقاشات التي تمت مع الأمريكان، وطيلة فترة عمله وزيرا لخارجية الاتحاد السوفييتي على مدار 30 عاما، لم يكن مؤيدا لإسرائيل. وفي أحد اللقاءات، قال إنه على إسرائيل أن تنسحب من كل المناطق التي احتلتها عام 1967". وقال "جروميكو": "عليهم أن يسعدوا كثيرا بأن هذه هي وجهة نظرنا، فرغم كل شيء، إسرائيل بحدود 67 أكبر كثيرا من الدولة اليهودية التي أقرتها الأمم المتحدة عام 1947".

وتابع: "أحيانا ينسون أن هناك دولة فلسطينية أقيمت أيضا بموجب قرار الأمم المتحدة نفسه، وفي الحقيقة إن رفض تل أبيب للعودة إلى حدود 67، يعبر عن فقدانها تمام أي صلة بالواقع". وأضافت "يديعوت": "الأمريكيون كتبوا في تلك الوثيقة إن (جروميكو يظن أن الإسرائيليين يعتقدون أن البندقية أكثر قوة وفاعلية من القانون والعدالة، وأنهم عليهم أن يعتمدوا عليها)".

وقالت "يديعوت": "من بين الانتقادات الحادة التي قالها جروميكو تجاه إسرائيل أيضا، انتقاده الحاد للتعبير الذي يستخدمه قادة إسرائيل: (حدود يمكن الدفاع عنها)، وقال: (حدود يمكن الدفاع عنها؟ كم عدد الأذكياء الذين سهروا ليلا ونهارا وفكروا في هذا التعبير بمثل تلك اللغة؟ إسرائيل يجب أن تقول للاتحاد السوفييتي (شكرا)، ولكنهم لا يعرفون كيف يقولون هذه الكلمة)".

وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن "جروميكو" شن هجوما آخر على إسرائيل، بعد بداية المفاوضات بينها وبين مصر. وقال وزير الخارجية الأمريكي حينها، إن "نقاشا حقيقيا يجري في إسرائيل. نحن نعتقد أنه يجب أن نسمح لتلك المفاوضات بالاستمرار لأسابيع قبل أن نتخذ الخطوة المقبلة"، فيما رد عليه الوزير السوفييتي، قائلا: "في إسرائيل يحبون أن يناقشون الكلام، والأفضل لهم قضاء سنوات فيها وليس أسابيع فقط".

وأضافت الوثائق: "كانت زيارة الرئيس الراحل أنور السادات للقدس وبداية المفاوضات، محورا لمئات اللقاءات بين الأمريكان والسوفييت فيما بعد. وفي لقاء بين الرئيس كارتر والسفير الروسي في 1977، قال الرئيس الأمريكي إنه لم يكن لديه علم بزيارة السادات لإسرائيل، ولكنه يؤيدها بشكل كبير، ولهذا فإنه من المهم للاتحاد السوفييتي أن يتخذ هذا الموقف كذلك".

وتابعت: "لكن السوفييت لم يأخذوا بالنصيحة، وكجزء من الصراع والمخاوف من أن تصبح القاهرة مؤيدة للولايات المتحدة، عارضوا إجراء المحادثات المباشرة وطالبوا بحل شامل في الشرق الأوسط، وهذا لم يساعدهم". ونقلت "يديعوت" نص رسالة "كارتر" إلى "بريجينيف" في 1978، والتي جاء فيها: "يسرني أن أبلغكم أن السادات وبيجن وقعا وثيقتين كتبتا خلال المفاوضات المكثفة التي استمرت 13 يوما. إحداهما بعنوان "إطار للسلام في الشرق الأوسط"، والثانية بعنوان: "إطار استكمال اتفاق السلام بين مصر وإسرائيل". وسوف ينقل لك سفيرنا تلك الوثائق".

وتابع "كارتر": "من الواضح أنه لا يمكن حل جميع المشاكل في الشرق الأوسط ضمن اتفاقية كامب ديفيد، هذا إطار للسلام. ولكن مع الصبر وحسن النية، أعتقد أن هذا الإنجاز سيكون الحل المفيد للقضايا المتبقية".

وأشارت الوثائق" إلى أنه بعد أسبوعين، التقى "كارتر" و"جروميكو" وأعرب السوفييت حينها معارضتهم للاتفاق الإسرائيلي المصري المنفصل، وقال "جروميكو": "إذا حققت أي شيء، ستكون إسرائيل وصلت إلى ما أرادته منذ البداية، في حين أن السادات لم يحصل على أي شيء".

DMC