أخبار عاجلة

يا عم الشيخ الحوينى.. اعلم أنك لا تعلم!

عم الشيخ أبوإسحاق الحوينى دائما ما يشمر أكمامه، ثم يلقى فى وجوهنا بفتاوى يتم تفصيلها حسب الطلب، وعندما جاء له طلب بفتوى عن التصويت على الدستور قال: «لا تذهبوا للتصويت على الدستور، سواء بنعم أو لا، فالمقاطعة فريضة ومخالفة هذه الفريضة حرام».

وسبحان الله الذى جعل الفتوى على يد الحوينى وشركاه تتحول إلى لعبة سياسية! فحين قام الإخوان عن طريق عدو الشعب المأسوف على تاريخه طارق البشرى بتعديل دستور 1971 كانت الفتوى بوجوب التصويت بنعم على هذا التعديل، والذى سيقوم بالتصويت بـ«نعم» سيدخل الجنة من أوسع أبوابها، ليس هذا فحسب، ولكن الله سيبنى له قصرا فى الجنة، ثم عقب النتيجة خرج علينا الأخ محمد حسين يعقوب، شيخ التعسير، ثقيل الظل، وهلل قائلا: لقد انتصرنا فى غزوة الصناديق! ثم مرت الأيام، وجاءت انتخابات الرئاسة، فخرج علينا أصحاب الفتوى بأن من لم يصوت لمحمد مرسى فسينال عذابا كبيرا من الله، وسيلدغه الثعبان الأقرع فى القبر! وبعد فتوى الثعبان الأقرع هذه، قال أحد شيوخ الإخوان المدعو صفوت حجازى، وهو يضع نظرية إسلامية للحكم هى أن «محمد مرسى عندما يصل إلى الحكم سيحقق الله على يديه صرفا صحيّا إسلاميّا». وقد أعيانى التفكير حينها، كيف هو الصرف الصحى الإسلامى؟! هل سيكون بإلغاء قعدة «بيت الراحة» الإفرنجية اللعينة، وسيضع بدلا منها قعدة بلدية تجعلك تقضى حاجتك وأنت مقرفص، فتصاب بما لا يحتمل من خشونة الركبة، أم أنه سيجعل قضاء الحاجة فى الخلاء، وبذلك يتم تخصيب الأراضى، ويتم حل مشكلة تناقص رقعة الأراضى الزراعية؟! وحين سألنى أحد الصحفيين بعد انتخابات الرئاسة وفوز مرسى عن هذا المشروع النهضوى الذى أطلقوا عليه مشروعا إسلاميا، والذى يحتوى على صرف صحى إسلامى، أذكر أننى قلت ساخرا: «من المناسب حتى يكون الصرف الصحى إسلاميّا إسلاميّاـ مش أى كلام- أن تقوم حكومة الإخوان بصرف عدد من الحجارة والحصى لكل مواطن حتى يطهر نفسه بعد قضاء الحاجة فى الخلاء، أو أثناء الاستنجاء»! وقد جرى فى خاطرى وقتها أن الصرف الصحى الإسلامى هو ما قالوه لنا عن تفسيرهم الظاهرى السطحى لحديث إن الشيطان يبول فى أذن النائم عن الصلاة، مع أن الحافظ (ابن حجر العسقلانى) قال إنها كناية عن أن الشيطان يسد أذن النائم عن الصلاة أو هى كناية عن ازدراء الشيطان به، وقد يكون الصرف الصحى الإسلامى هو أن يضع الشيخ محمد مرسى فى السيفون أسطوانة صوتية تقول لمن قضى حاجته «شُفيتم»، ولكن المشكلة هو ماذا يفعل الإخوة الأقباط عند قضاء حاجتهم؟.

وحين احتدم الأمر فى انتخابات الرئاسة، أصدر الشيخ السياف، عضو مجلس شورى الإخوان، فتوى بأن انتخاب محمد مرسى فريضة على كل مسلم ومسلمة، طبعا فريضة، هل سيعترض أحد؟ طالما أنه يحمل الإسلام بعد أن حوله من دين إلى مشروع، فإن انتخابه سيكون فريضة، ولكن سيادته لم يشرح تفصيلات الفتوى لذلك، فقد أشكلت علينا، إذ طالما أن انتخاب الحاج محمد مرسى هو فريضة، فهل يجوز فيها الجمع؟ بحيث أنتخب الرجل مرتين ببطاقتين مختلفتين، أو أن أنتخب الحاج محمد مرسى مع الدكتور سليم العوا، فقد أفتت لجنة الانتخابات وقتها بأنه يجوز التصويت لاثنين! وهل التصويت لمرشح إسلامى آخر سُنة مؤكدة؟ وما حكم التصويت لمرشح غير إسلامى؟ هل هو حرام، أم مكروه كراهة تحريمية؟ هذه أسئلة لم يجب عنها الشيخ السياف.

وبعد هذا الفاصل الهزلى من الفتاوى وضع الإخوان دستورا هزليا لقيطا خرج إلى الحياة مبتسرا، فكانت فتاوى الحوينى وصاحبه يعقوب تقول «اذهبوا للتصويت، ولا تقاطعوا، وقولوا نعم نضمن لكم بها الجنة» وكأن الحوينى أصبح صاحب شركة مقاولات متخصصة فى بناء قصور فى الجنة. أما الشيخ يعقوب، فقد أصبح صاحب شركة سفريات تنقل الناس مباشرة إما إلى الجنة أو إلى النار، إلى أن وصلنا لفتوى الحوينى الذى يقولون عنه إنه أعلم أهل الأرض، حيث حرَّم هذا الأعلم المشاركة فى التصويت على الدستور! لأنه وفقا لنص فتواه «لا يجوز لمن اغتصب دارا أن يدعو أهل الحى لوليمة»! أنعم، وأكرم بالعلم وأصحابه! أهلا بمفتى الفتة، ويا لَبراعة القياس الذى أجراه.

يا هذا الحوينى الذى يجلس بين الناس متفاخرا، يظن أنه العالم الذى لم تنجب امرأة مثله، ويا أيها الناس الذين تقولون عن واحد من أجهلكم إنه أعلم أهل الأرض: «اعلموا إذن أنكم لا شىء، أنتم وعالمكم مجرد كلام فارغ لا قيمة له».

SputnikNews