أخبار عاجلة

بالصور.. وادى فيران مدرسة معمارية عالمية لطرز الكنائس فى مكان واحد

أكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، مدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى، بسيناء ووجه بحرى أن وادى فيران يضم ستة طرز للكنائس فى موقع واحد، تعود للقرن الخامس والسادس الميلادى تمثل مدرسة معمارية لدراسة الكنائس، وقد كشفت عنهم بعثة آثار ألمانية برئاسة د. بيتر جروسمان تحت إشراف منطقة جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية.

وأضاف د. ريحان أن الطراز الأول عبارة عن كنائس صغيرة مربعة تتصدرها شرقية بجدارها الشرقى وقد اكتشف منها ثلاث كنائس على جبل الطاحونة الذى يرتفع 886م فوق مستوى سطح البحر بنيت بالحجر الجرانيتى، وهى كنائس صغيرة استخدمت للدفن ويتردد عليها أقارب المتوفى للاحتفال بالوجبات التذكارية التقليدية.

وتابع: "قد شاهد علماء الحملة الفرنسية إحدى هذه الكنائس على قمة جبل الطاحونة بوادى فيران، تم تأريخها للقرن الخامس والسادس الميلادى الكنيسة الأولى تقع فى أول الطريق الصاعد لجبل الطاحونة مربعة3.50م طول 3.30م عرض سمك الجدران 50سم، ارتفاعها 2.08م لها مدخل بالجدار الجنوبى الشرقى اتساعه 75سم، وبها شرقية نصف مستديرة بالجدار الشرقى تبرز للخارج، والثانية على قمة جبل الطاحونة تخطيطها مستطيل 5.60م طولاً،3.70م عرضاً، والثالثة بين الكنيستين مساحتها4.50م طولاً،4.30م عرضاً، ارتفاعها 2.30م، وقد كشف عن نماذج مشابه لهذا الطراز بدير الوادى المكتشف على بعد 5كم شمال مدينة طور سيناء، ويعود للقرن السادس الميلادى".

ويضيف د. ريحان أن الطراز الثانى يمثل كنيسة كشف عنها بتل محرض الأثرى المواجه لجبل الطاحونة، مكونة من صالة فقط مع وجود باستوفوريا وهما الحجرتان على يمين ويسار هيكل الكنيسة، الحجرة الشمالية تختص بالإعداد للموائد المقدسة والجنوبية وتختص بمتعلقات الدياكون من ملابس وأدوات مما يحتاجه فى أداء الطقوس داخل الكنيسة والطراز الثالث هى كنيسة بازيليكا والبازيليكا هى النموذج الأقدم كمكان عبادة للمسيحيين ومنها أخذت كل الأشكال المعمارية للكنائس حتى اليوم وتتكون بازيليكا وادى فيران من صالة وجناحان مع عدم وجود باستوفوريا ومدخلها الغربى يؤدى لصالة الكنيسة مباشرة وتقع على قمة جبل الطاحونة وبنيت من الحجر الجرانيتى.

ويشير د. ريحان للطراز الرابع الذى يمثل بازيليكا من صالة وجناحين جانبيين ومدخل بالجهة الغربية، يؤدى لصالة الكنيسة مباشرة بالإضافة إلى مدخلين جانبيين أحدهما بالجدار الشمالى والآخر بالجنوبى، وتقع على جبل الطاحونة وقد بنيت من الحجر الجرانيتى والحجر الرملى الأحمر المتوفر بوادى فيران دليل على النفاعل بين الإنسان والبيئة.

أما الطراز الخامس بازيليكا من صالة وجناحين جانبيين مدخلها بالناحية الغربية ويؤدى إلى نارزكس وهو جناح مستعرض يفصل ما بين صالة الكنيسة والمدخل الرئيسى مع وجود مكان مخصص لعلاج المرضى باعتبار الكنيسة مؤسسة دينية واجتماعية لعلاج المرضى المقيمين بالمدينة ويمثل هذا الطراز كنيسة المدينة المكتشفة بتل محرض.

وينوه د. ريحان للطراز السادس وهى بازيليكا من صالة وجناحين وحجرات جانبية كالكنيسة الأسقفية بتل محرض والتى تشبه كنيسة التجلى بدير سانت كاترين وكنيسة تل مخزن بمنطقة الفرما شمال سيناء وقد استخدمت هذه الحجرات فى استضافة المقدّسين المسيحيين القادمين لجبل سيناء من القدس بطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين للقدس عبر سيناء، وكان هناك طريق شرقى للمسيحيين القادمين من القدس عبر أيلة (مدينة العقبة حاليا) وعبر أودية سيناء للجبل المقدس جبل موسى وطريق غربى للقادمين عبر الإسكندرية ومنها عبر نهر النيل إلى بابليون بمصر القديمة ومنه برياً للقلزم (السويس) ومنها برياً إلى موسى ووادى غرندل ووادى فيران إلى الجبل المقدس ومنه إلى القدس أو القادمين لجبل سيناء من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس.

ويطالب د. ريحان بتحويل وادى فيران لمتحف حضارى مفتوح للعمارة والفنون المسيحية يشهد بقيمة التواصل الحضارى على أرض ويؤكد أن حفظ هذه الكنوز المعمارية المسيحية حتى الآن فى سيناء وكل ربوع مصر هو عنوان لتسامح الأديان على أرضها يعظّم من قيمة الحضارة الإسلامية التى حرصت على حفظ الآثار والعمارة والفنون بكل أشكالها وتأثرت وأثرت فيها.

1.jpg

G52aed9948ce4b.jpg

G52aed9958e1d2.jpg

G52aed9968e1e0.jpg

G52aed997d4ec2.jpg

اليوم السابع