أخبار عاجلة

| "منصور" يدعو الشعب للاستفتاء 14 و15 يناير: حان دوركم كي تبهروا العالم مرة أخرى

بالفيديو |  "منصور" يدعو الشعب للاستفتاء 14 و15 يناير: حان دوركم كي تبهروا العالم مرة أخرى | "منصور" يدعو الشعب للاستفتاء 14 و15 يناير: حان دوركم كي تبهروا العالم مرة أخرى
هذا الدستور هو حصاد لدماء الشهداء الذين بذلوا أرواحهم على درب النضال من أجل الحرية للوطن وللشعب

كتب : أحمد البهنساوي السبت 14-12-2013 13:35

حصلت "الوطن" علي نص كلمة المستشار عدلي منصور، رئيس الجمهورية المؤقت، بمناسبة إعلانه موعد الاستفتاء على الدستور يومي 14 و15 يناير المقبل.

آن لنا أن نواجه دعاة الدمار والتخريب بالبناء والعمل الجاد

وفيما يلي نص الكلمة:

بسم الله الرحمن الرحيم:

"ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين"

صدق الله العظيم

السيدات والسادة.. شعب العظيم.. إنها بحق لحظة تاريخية.. لحظة فارقة في تاريخنا المعاصر..

لحظة حاسمة بالنسبة لمصر وخارطة مستقبلها.

السـيدات والسادة "أعضاء لجنة تعديل الدستور".. أتقدم إليكم بكل الشكر والتقدير على إنجازكم لهذا التكليف الهام.. الذي آمل أن يلقى تقدير شعبنا الأبي، صاحب ثورتي 25 يناير، و30 يونيو المجيدتين.. ومصدر سلطات وطننا الغالي.

أتوجه إليكم.. وإلى أعضاء لجنة الخبراء الذين شاركوا في هذا العمل الوطني الجليل، بكل الامتنان والاعتزاز.

وأقول لكم.. لقد وفيتم العهد لشعبكم، وكنتم خير معبر عن آماله وتطلعاته.. اجتهدتم بشرف.. وأديتم الأمانة بمـا يلزم من سمو وتجرد.

لقد تابعت جلسات لجنتكم الموقرة.. وشاهدت حيوية النقاش بين أعضائها، وما جسده من ديمقراطية وحرية رأي، وما أبديتموه من حماس ووطنية.. مستهدفين إعداد الدستور الأمثل لمصر وشعبها، في ظل أوضاع وظروف استثنائية يمر بها الوطن. بيد أن ثَنَائي الحقيقي على هذا الإنجاز ينصب على نجاحكم، بعد هذا النقاش المحتدم، في تحقيق التوافق، وتغليب الصالح العام، والتسامي عن الرؤى الذاتية، للوصول إلى نقطة التوافق والتلاقي.. نقطة التوازن والوسطية.. التي ميزت شعب مصر دائما، وكانت سر قوته، وخلود حضارته.. إن هذا التوافق هو أصعب اختبارات الوطنية، وأول دروس الديمقراطية.

يجب التصدي لمن يؤمنون بالإرهاب وسيلة بالمزيد من الإصرار على الحياة

إن الوثيقة التي أنتجتموها، هي حصيلة جهد مخلص لكوكبة من أبناء مصر.. مثلوا كل فئات الشعب بأقصى قدر ممكن من العدالة والأمانة.. شاركهم فيها آلاف، بل ملايين، من أبناء الشعب الذين تفاعلوا مع أعمال ومناقشات اللجنة من خلال الإعلام ووسائل التعبير عن الرأي المختلفة.. وهي المشاركة المجتمعية التي وجدت دائما صدى واحتراما من حضراتكم. هذه الوثيقة، هي أيضا، خلاصة علم نخبة من أرفع قامات القانون وخبرائه.. الذين تفخر بهم مصر.. وتباهي بعلمهم الأمم.

واسمحوا لي بهذه المناسبة أن أتقدم بشكر خاص لرئيس لجنتكم الموقرة.. السيد/ عمرو موسى، الذي قاد مسيرتكم بكل حكمة واقتدار.. ونجح في تقريب وجهات النظر وصولا لهذا الإنجاز الهام.. الذي سيمثل بإذن الله أولى استحقاقات خارطة المستقبل.

واسمحوا لي أيضًا أن أتقدم بكل الشكر والتقدير للسيد المستشار أمين عام مجلس الشورى وجميع العاملين بالمجلس على ما قدموه من جهد مخلص لمساعدة اللجنة التأسيسية طوال فترة انعقاد جلساتها.

السيدات والسادة..

تباينت رؤى قوى المجتمع بشأن بعض القضايا.. وهو ما قد يظن البعض أن فيه إضعافا لقضية الوطن.. ولكني أقول لكم أن ثراء هذا الوطن في تنوع أفكار أبنائه.. وقوته تأتي من هذا الثراء إذا أحسن إدارته.

السيدات والسادة "أعضاء اللجنة التأسيسية"..

اختلفتم أحيانًا من أجل الوطن.. ولكنكم لم تختلفوا عليه.. ندرك جميعا أن هذا العمل الجليل الذي أنجزتموه.. لا يصل إلى درجة الكمال.. فالكمال لله وحده.. وذلك شأن أعمال العباد.. إلا أنه حقق إنجازًا وطنيًا تاريخيًا هاما، بحصوله على توافقكم في الرأي عليه، فلقد حققتم التوافق على الرغم من أن قواعد تمثيلكم بتلك اللجنة تأسست على تنوع انتماءاتكم للمجتمع المصري.

إن مشروع دستورنا الجديد يمثل ثمرة تطور طويل للمسيرة الدستورية في مصر.. التي شرعت بلادنا فيها منذ عشرينيات القرن التاسع عشر.

لقد خاض الشعب المصرى تجربة تلو الأخرى.. لوضع دستور شامل يحمي حقوقه ويحدد سلطات ومسؤوليات حاكميه.. استرشادا بالتجارب الوطنية والقومية والدولية.

لقد أخذ مشروع الدستور بأحدث ما عرفته الإنسانية.. من مواثيق ونصوص في مجال الحريات وحقوق الإنسان.. والفصل والتوازن بين السلطات، كما جاء، في الوقت نفسه، مجسدا لطبيعة شعبنا بإيمانه وعقائده.. باعتداله وتسامحه.. بتاريخه وثقافته.. بامتداداته الحضارية بدوائرها العربية والإسلامية والإفريقية .. ثم برسالته الإنسانية للعالم كله.

ـ السيدات والسادة.. الأخوة المواطنون..

أتوجه في هذه اللحظة إلى شعب مصر العظيم.. الذي عانى الكثير من الظلم خلال عقود طويلة.. ولم تتوقف معاناته خلال السنوات الثلاث الماضية.

لقد أنجز الشعب ثورتين مجيدتين في ثلاث سنوات.. وكانت نفسه تواقة كي يرى تجسيدا أمينا لأهداف ثورتيه .. من خلال دستور عصري.. ومؤسسات حكم وطنية رشيدة تعبر عن إرادته.

ـ الأخوة والأخوات..

آن لنا أن نواجه دعاة الدمار والتخريب بالبناء والعمل الجاد.. وأن نتصدى لمن يؤمنون بالإرهاب وسيلة.. بالمزيد من الإصرار على الحياة.. تلك الحياة التي وهبنا للـه إياها.

أمامنا تحديات ضخمة.. نحن قادرون على التغلب عليها.. أوضاعنا الاقتصادية صعبة.. إلا أن لدينا كل مقومات النجاح. إن تلك اللحظة الاستثنائية.. هي لحظة المكاشفة والمواجهة والتكاتف والمسؤولية.

إن اقتصادنا راسخ في أسسه.. وواعد بقدراته.. لكن بغير انتظام في مسؤولية العمل الجاد المنتج.. نكون قد قصرنا في حقه. بغير قبولنا تحديات الواقع من محدودية الموارد الحالية.. وبغير مكاشفة لأنفسنا لمحدودية بعض القدرات والكفاءات.. سنضيف إلى تحديات ماض فرضت علينا، تحديات من عند أنفسنا.. لنصبح غير قادرين على تخطي أزمات الحاضر.. بسوء ترتيب أولوياتنا.. وعدم الصدق مع أنفسنا.

فلنبدأ في إعادة بناء هذه الدولة العريقة.. التي بدأت في استعادة هيبتها.. والتي لديها من الثروات والخيرات.. ما يحقق تقدمها في مستقبل قريب.. ويعوض شعبها عما قدمه من تضحيات كثيرة، فبعد أن أضعنا وقتا طويلا مــر، بطيئا، ثقــيلا، قاســيا، على العديد من بسطاء وفقراء مصر.. آن الأوان لاستكمال ثورتنا، وإعادة بناء هذا الوطن تحقيقا للتطلعات والطموحات الشعبية.. لنجني الثمارالاقتصادية لما حققناه من نجاح ونضج سياسي.

وكما كان تكاتفنا.. شعبا ومؤسسات.. في كسر شوكة ماضٍ لم يع قيمة هذا الوطن.. وفرط في مقدراته بسوء نية.. أو بسوء تقدير.. أصبح لزامًا علينا أن نتكاتف من أجل بناء دولة حديثة.. تصون للشعب حقوقه.. وترعى مصالحه.. وهو ما لن يتأتى إلا من خلال العمل والمثابرة والإيثار.. وتحمل المسؤولية الوطنية.. وفي ذلك جوهر الثورة وحقيقتها.

صبرنا وقاسينا وثرنا من أجل مستقبل نحيا فيه كلنا أحرارًا في كنف دولة ترعى حقوق ومصالح مواطنيها.. ولن نتنازل عن حريتنا.. اعتقادًا وتعبيرًا وإبداعًا.

مصر بمشروع هذا الدستور تؤكد أنها تسير على الطريق السليم في تطبيـق خارطة المستقبل

لكن ما ثرنا من أجله كان حريتنا المسؤولة.. التي تبني ولا تخرب.. والتي تجمع ولا تفرق. ولنعلم جميعًا أن مصر وطن لا يتحمل فرقة.. ومستقبله لا يقبل الانقسام.. هذا هو قدره قبل أن يكون اختياره.

ـ الأخوة والأخوات..

علينا أن نتذكر دائمًا أن مشروع دستورنا هذا.. هو حصاد لدماء الشهداء.. الذين بذلوا أرواحهم على درب النضال.. من أجل الحرية للوطن وللشعب.. في ثورات متتابعة، منذ وقفة أحمد عرابي الشجاعة في وجه الاستبداد والطغيان.. ثم ثورة 1919 التي وحدت مطلب استقلال الوطن بمطلب الحرية والديمقراطية..

ثم ثورة 23 يوليو عام 1952.. ثورة التحرر الوطني.. والنهضة الشاملة.. والعدالة الاجتماعية.. وصولا إلى ثورتى 25 يناير و30 يونيو.. اللتين جسدتا إصرار الشعب على بناء دولة تستأصل الفساد وتغلق أبواب الاستبداد.. وترسخ حقوق الإنسان.. تبني دولة عصرية عزيزة قادرة.. تعلي من قيم الوطن والمواطنة.

ـ الأخـوة المواطنون..

لايمكن أن ننسى شهداء تحرير الأرض والإرادة في حروب مصر المتتالية.. وهم نفس الرجال الذين يضحون بحياتهم كل يوم جيشًا وشرطة في سيناء وفي كل أنحاء مصر.. لحماية أمن الوطن، وكرامة المواطنين في مواجهة إرهاب بغيض.. يستهدف حياة البشر واستقرار البلاد.. ويهدد الحرث والنسل.

ـ السيدات والسادة.. الأخـوة المواطنون..

إن الوثيقة التي بين أيدينا اليوم.. هي نص يفخر به كل مصري.. ونقطة بدء صحيحة لبناء مؤسسات الدولة الديمقراطية الحديثة التي نتطلع إليها جميعا. إن الشعب بعد كل التضحيات التي قدمها.. سئم من طول انتظاره لإنجاز عملي.. يضع حدا لهذه الدائرة المفرغة، وها نحن اليوم.. نقدم لشعبنا هذه الخطوة الكبرى على طريق تحقـيق أهدافه.. لكن أقول لهذا الشعب العظيم.. مقتبسا ما قاله الصحابي العبقرى عمر بن الخطاب لقاضيه "واعلم أنه لا ينفع تكلم بحق لا نفاذ له".. أقول إن هذه الوثيقة الهامة التي كانت نتاج عمل لجنة الخمسين.. لا نفاذ لها إلا بأصواتكم المؤيدة.. فأنتم مصدر السلطات.. وأنتم من سيجعلها ترسي أسس دولة المستقبل.. وتنشئ البناء التشريعي الذي سيبلور الحقوق والحريات التي تضمنتها هذه الوثيقة على أرض الواقع.. حقوق وحريات ثورتي 25 يناير و30 يونيو.

ـ شعب مصر العظيم..

ها قد حان دوركم.. كي تبهروا العالم مرة أخرى.. كي تجعلوا من الخروج للاستفتاء.. يوم تعبير عن إرادتكم الحرة.. يوم عزة لشعب جدير بالديمقراطية وباحترام الدنيا كلها.

إن هذا الشعب الأبي الواعي لم يتخلف يومًا عــن تلبية نداء الوطن.. واليوم يا أبناء مصر.. مصر تناديكم.. فقولوا كلمتكم بكل حرية.. فأنتم مصدر السيادة.. وأنتم مانحو الدساتير شرعيتها.. فما هذا المشروع سوى محاولة لترجمة طموحات الشعب، واستلهام حكمته، وصياغتها في نصوص مكتوبة.. أما القول الفصل.. فهو لصاحب الكلمة الأولى والأخيرة لشعب مصر منبع السلطات وأصل الشرعية..الذي علينا جميعا الانصياع لإرادته.

لنبدأ في إرساء دعائم أولى لبنات بناء مصر المستقبل.. مصر التنمية الحقيقية.. التنمية الشاملة لكافة ربوع هذا الوطن.. دون تهميش أو إجحاف لحقوق مستحقة.. حرم منها كثير من أبناء هذا الوطن.

ولهذا العالم من حولنا أقول.. بعد أن أدركتم حقيقة ما جرى في مصر منذ 30 يونيو 2012 وحتى الآن.. وبعد أن راجعتم أنفسكم في مواقفكم من مصر الثورة وإرادة الشعـب المصري.. من خلال ما نلمسه من تحول في المواقف.. وجهود للعودة بالعلاقات إلى طبيعتها.

أقول لكم إن مصر بمشروع هذا الدستور.. تؤكد أنها تسير على الطريق السليم في تطبيـق خارطة المستقبل.. التي توافقت عليها إرادة ملايين المصريين في أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو.. وهي خطوة ستتلوها خطوات واستحقاقات أخرى نحو نظام ديمقراطي حقيقي. وإني لعلى ثقة في أن الشعب المصري صاحب الحضارة الإنسانية العريقة سيؤكد لكم، مرة أخرى، وعلى نحو لا يمكن لكم أن تخطئوه.. أن مصر ستظل دوما فجر ضمير الإنسانية وأمله.

ـ السيدات والسادة.. الأخوة المواطنون..

لا أريد أن أنهي هذه الكلمة، دون أن أتحدث إلى أولئك الذين كانت لهم آراء ومواقف مختلفة خلال الفترة الماضية.. إنني أدعوهم للتحلي بالشجاعة.. والتخلي عن العناد والمكابرة.. التي نعلم جميعا كم هي كُلْفَتُها على أمن الوطن ومصالح الناس.. أدعوهم للحاق بالركب الوطني.. والتوقف عن السعي وراء سراب وأوهام، فلنجعل هذا الدستور بمثابة "كلمة سواء".. تجمع ولا تفرق.. تؤلف قلوب الجميع.. فالبغضاء لاتبنى.. والكراهية أداة هدم للأواصر الإنسانية بين أبناء الوطن.. وأما الاختلاف فهو مشروع.. مادام تم في إطار سلمي يراعي صالـح الوطـن.

ـ السيدات والسادة.. الأخـوة المواطنون..

لقد قال الشعب كلمة مدوية في30 يونيو.. وأقول كم لا عودة للوراء.. فخارطة مستقبل هذا الوطن الأبي و"مصر المستقبل".. "المستقلة القرار" ماضية في استحقاقاتها.. من خلال دولة حريصة على إنفاذ

القانون.. واستعادة هيبتها وتلبية احتياجات شعبها.. الذي ضحى كثيرا من أجلها.. وآن الأوان لأن تتحقق له طموحاته وتطلعاته. فاثبتوا للوطن أنكم حماته.. ولا تجعلوه يفتقدكم حيث يريدكم.. الوطن يريدكم أن تتموا وعدكم لأنفسكم.. بدستور تستحقونه.. فكونوا على قدر ثقته.

ـ شعب مصر العظيم..

لقد اتخذت قرارى بدعوتكم للاستفتاء على مشروع تعديل الدستور المعطل الصادر سنة 2012، يومي الرابع عشر والخامس عشر من يناير 2014.. فلنمض على بركة اللـه.. عشتم وعاشت مصر.. وطنًا لنا متلاحمًا شعبًا وحكومة وجيشًا وشرطة.. بمسلميه وأقباطه.. بشبابه وشيوخه.. بنسائه ورجاله.. عزيزة أبية قادرة على مواجهة أي تهديدات أو تحديات.. بعون من الله .. ثم بعزيمة وسواعد أبنائها.

"وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون".. حفــظ اللــه مصـــر ،،،

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

DMC