أخبار عاجلة

مركز كارنيجى: حزب "الإخوان" فى سوريا ينتظر مستقبلاً غامضاً

مركز كارنيجى: حزب "الإخوان" فى سوريا ينتظر مستقبلاً غامضاً مركز كارنيجى: حزب "الإخوان" فى سوريا ينتظر مستقبلاً غامضاً

قال تقرير جديد صادر عن مركز كارنيجى، إن هناك مستقبلا غامضاً ينتظر حزب الإخوان المسلمين فى سوريا.

وأشار مؤلفا التقرير، يزيد صايغ ورفاييل لوفيفرن، إلى أن جماعة الإخوان المسلمين فى سوريا، تعكف وسط كل الموت والدمار الذى يجتاح سوريا كى تشكل حزب سياسياً يحمل اسم "وعد"، كى يمثل جماعة الإخوان الموجودة فى المنفى حاليا فى أى عملية تحول ديمقراطى تشهدها البلاد.

ويرى التقرير أن حرص جماعة الإخوان على إظهار التزامها بحياة سياسية جامعة وتعددية، وتأكيد هويتها باعتبارها تنظيماً إسلامياً "وسطياً"، أمر يستحق الثناء نظراً لتنامى موجة التطرف والطائفية فى سوريا، إلا أن الوفاء بوعدها سيشكل تحدياً صعباً، حيث من المرجح أن ترفض الأقليات الدينية والعرقية، فضلاً عن المسلمين السنة والعلمانيين، حزب "وعد" بوصفه مجرد واجهة لجماعة الإخوان المسلمين.

وفى المقابل، فإن السنة المحافظين، بمن فيهم بعض أعضاء جماعة الإخوان نفسها، والإسلاميين المتشددين سينفرون من صورة "وعد" المتعددة طائفياً وغير المتجانسة عقائدياً ولن يثقوا بوجود أشخاص من غير السنة وغير العرب فى قيادته.

ويتابع التقرير قائلا: "إن جماعة الإخوان السورية ستواجه تحديات أصعب فى حال حصول انتقال ديمقراطى فى سوريا، ولكى تتخلص من صورتها كتنظيم سرى يسيطر على حزب "وعد" من وراء الكواليس، سوف تضطر جماعة الإخوان إلى التنازل عن النشاط السياسى لصالح الحزب، وسوف تطالب أعضائها أن يركزوا بشكل حصرى على إنجاز مهمتهم الإسلامية الأساسية المتمثلة بالنشاط الدعوى الدينى والاجتماعى.

ويذهب الكاتبان إلى القول بأن جماعة الإخوان لديها كما هو واضح أولويات أخرى مع استمرار الصراع السورى، ولذلك فهى لن تعمد إلى إجراء مثل هذا التحول الجذرى قريباً؛ إلا أن هذا يلغى أى أمل فى إمكانية أن يتمكن حزب "وعد" من بناء نفسه كتنظيم سياسى مستقل ذو قاعدة شعبية فى هذه الأثناء.

من ناحية أخرى، تواجه جماعة الإخوان المسلمين مهمة شاقة فى محاولة طمأنة السوريين بشأن أهدافها الكامنة وراء تأسيس حزب "وعد" وتبديد الأفكار التى تشير إلى أنهما توأمان متلازمان.

وفى تغريدة نشرها على حسابه الشخصى فى موقع "تويتر" مطلع نوفمبر الماضى، أكد رياض الشقفة، المراقب العام للجماعة، أن حزب "وعد" سيكون "قريباً من جماعة الإخوان المسلمين"؛ لكن مسئولين آخرين فى جماعة الإخوان شددوا على أن "وعد" سيكون مستقلاً.

وأكد الناطق باسم جماعة الإخوان زهير سالم، فى منتصف أكتوبر أن الحزب الجديد لن يكون واجهة أو ذراع سياسى لجماعة الإخوان، وهو التأكيد الذى كرره رئيس الحزب.

وكان الهدف من هذه التصريحات أيضاً الرد على مطالب أعضاء فى جماعة لإخوان بإنشاء حزب سياسى مستقل منذ بعض الوقت، لاسيما جناح الشباب المتقدم فى ذلك بشكل خاص، حيث قال أحد قياديه: "لم نكن نريد النموذج المصرى الذى كان فيه حزب الحرية والعدالة فى الواقع صورة منعكسة لجماعة الإخوان".

وأضافا الكاتبان: "رأينا أن ذلك النموذج فشل بصورة واضحة، وظلت شخصيات بارزة فى جماعة الإخوان فى سورية تنتقد بصورة علنية الأداء السياسى لحزب الحرية والعدالة حتى إطاحة مرسى وحذرت من أن تنامى عدم شعبيته سينعكس سلباً على جماعة الإخوان المسلمين فى ".

وخلص التقرير فى النهاية على القول بأن جماعة الإخوان المسلمين قد بصدق لتأسيس حزب جديد جامع وقابل للحياة، ولكن الغموض الذى يكتنف الغرض من "وعد" واحتمالات نجاحه لا تبشر بالخير للحزب، إذ لم تتخلص جماعة الإخوان أبداً من نظرة الآخرين بأنها تمسك بكل خيوط المنبر الأول للمعارضة فى المنفى، المجلس الوطنى السورى، حيث يعتقد المراقبون المتشككون بأنها ستفعل الشىء نفسه مع حزب "وعد"، كما أن محاولة التعويض عن عدم حضور "وعد" على الأرض من خلال ملئه بـ"شخصيات وطنية" معتبرة تقلل من الثقة فى قدرته على البقاء كحزب مستقل.

اليوم السابع