أخبار عاجلة

حكومة «الجوادى» فى «المنفى»!

عاتبتنى صديقتى الإعلامية الكبيرة، سلمى الشماع، أننى جمعت بينها وبين الدكتور محمد الجوادى والمستشار زكريا عبدالعزيز، فى إحدى الأمسيات، بعد ثورة 25 يناير.. قالت إنها نادمة.. قالت أيضاً إنها لم تشك لحظة فى انتمائهما للجماعة المحظورة.. دافعت بأننى لم أكن أضرب الودع.. بالأمس أعلن «الجوادى» عن حكومة منفى فى باريس.. المثير أن الجماعة نفسها تبرأت من الفكرة!

لا أدرى كيف استساغ «الجوادى» فكرة من هذا النوع، قبل أن يلقى بها للإعلام؟.. كيف طاوعته نفسه؟.. من الذى دفع به ليعلن عنها؟.. هل يدرى أنه اختار «منفاه» مدى الحياة؟.. هل يعرف أنه يخون الوطن؟.. محمد على بشر قال أمس: إن الجماعة لا تعرف شيئاً عن حكومة المنفى.. تبقى اجتهاداً شخصياً.. الأغرب أنه اتهم ضمنياً من يقول ذلك بالخيانة.. قال: لسنا ضد الدولة لنطرح حكومة منفى!

ماذا تقول يا «جوادى» بعد أن باعك الإخوان؟.. كيف تتصرف الآن؟.. هم يقولون إنهم يرفضون الفكرة أساساً.. يقولون أكثر: ليست سوريا.. يعلّمونك درساً: لسنا ضد الدولة لنشكل حكومة موازية.. لحساب من تعمل حضرتك؟.. الجماعة باعتك.. لا هى تقبل الفكرة، ولا مصر مثل سوريا.. كيف طاوعتك نفسك؟.. هل تريد أن تصبح وزيراً، ولو فى حكومة منفى؟.. أى مجنون أنت يا رجل؟!

هل تحافظ على بقية من عقلك وأنت تتحدث عن وطنك؟.. هل نسيت كل شىء؟.. هل نسيت طعم مياه النيل فى فمك؟.. هل نسيت أهلك وأصحابك مقابل حفنة دولارات؟.. هل تتصور أنك سوف تعود بعد أيام مثلاً؟.. عداؤك الآن للشعب.. خيانتك الآن للوطن.. الجماعة تنكر فكرتك أصلاً.. تنكر ما أعلنته عن حكومتك.. تتهمك ضمنياً بالخيانة.. تقول: الجماعة ليست ضد الوطن.. إيش حالك بقى؟!

أعترف بالصدمة فعلاً.. كثيرون ممن جمعتنا بهم الأمسيات لم يستريحوا لك.. صارحونى بأنهم لا يطمئنون لمواقفك.. كنت أكذّب نفسى طوال الوقت.. أشرح لهم أنه خلاف فى الرأى.. كاشفنى أحدهم بأنك من «الخلايا النائمة».. سكتّ.. المتحدث كان من ذوى العلم.. لاحظت تصرفاتك ومواقفك بعدها.. كتبت فى يوم ما «الدولة النائمة».. كنت أقصدك مع آخرين.. كنت أعرف يقيناً أنك مشتاق للوزارة!

صدقنى يا دكتور «جوادى».. لا تدرى مدى حزنى عليك.. ضيّعت نفسك.. اخترت أن تستعدى الأعداء على وطنك.. صدقنى لن ينفعك أمير قطر.. لن تنفعك أموال الدنيا، إذا بعت الوطن.. لا تتصور أنك أصبحت نجماً، حين تجلس بالساعة على شاشة «الجزيرة».. تبث أكاذيب التدويل وتشكيل حكومة المنفى.. ترمى أشراف مصر بالرشوة.. تُطلق نكاتاً هابطة لا تُضحك.. خاصة نكتة «السيسى» ومنتخب غانا!

هناك من سيغضب أكثر، لأنى أعاتبك، ولا أكشف خطاياك.. هناك من يتحدث عن انتهازيتك وابتزازك.. لا أفعل لأنى أحتفظ بذكريات قديمة.. هل تذكر أمسياتنا على نيل القاهرة؟.. لم يعد لها مجال الآن.. خيانة الوطن ليست وجهة نظر.. كرسى الوزارة فى حكومة منفى، لا ينبغى أن يكون على حساب الوطن.. هل أنت مجنون؟!

SputnikNews