أطفال “شنتنا الحجر” بالمنوفية ينتظرون الموت يوميا خلال ذهابهم للمدرسة
“قلق دائما ورحلة عذاب يومية ” يعيشها تلاميذ وأولياء أمور مدارس منطقة شنتنا الحجر، بمركز بركة السبع، بسبب خوفهم من مزلقان السكة الحديد، ويعتبرونه أخطر مزلقانات السكة الحديد بالمنوفية والذي يفصل بين مجمع لمدارس معهد أزهرى ومدرسة ثانوى صناعى ومدرسة إبتدائى، المزلقان عبارة عن سلسلة صغيرة تقوم بايقاف السيارات والمشاه وجرس للتنبية بمرور القطار وعاملان أحدهم من السكة الحديد والاخر من المرور لتنظيم الحركة، وحجرة صغيرة -2 متر فى متر واحد- يجلس فيها العامل، وتصل معدلات عبور القطار به نحو قطار كل 5 دقائق لوقوع مدينة بركة السبع على شريط السكة الحديد الواصل بين الاسكندرية والقاهرة.
بعد تكرار حوادث القطارات بحادث أسيوط العام الماضى وحادث دهشور فى نفس التوقيت من العام نوجه أنظار المسئولين لمزلقان “شنتنا الحجر ” الذى يعبر من خلاله يوميا المئات من الاطفال ذهابا وإيابا ، يحتاج فقط إلى كوبرى أو نفق مشاه لعبور الأطفال لمنع تكرار كوارث وتهديد حياة المواطنيين.
يقول على لطفى أنه منذ العام الماضى وهو حريص على إصطحاب نجله – الصف الثالث الابتدائى” بنفسه ليعبر به مزلقان السكة الحديد مؤكدا انه يضطر إلى الخروج مبكرا لاصحاب نجله للمعهد وبعد ذلك يذهب الى عمله وتقوم والدته باصطحاب نجلهم بعد خروجهم من المدرسة. كما يطالب بنفق او كوبرى يحمى مئات الأطفال من خطر المزلقان.
وقال عبد الرحمن مصطفى - تلميذ بالصف الاول الابتدائى – إنه يقوم يوميا بالذهاب إلى المدرسة مرورا بالمزلقان ولكنه يعمل بواصية أمه أن يمسك بأيدى أحد الاشخاص وهو يعبر المزلقان قائلا ” ماما قالتلى خلى بالك من القطر وانت بتعدى وامسك فى أيد أى حد كبير” .
واكد حافظ الشيخ عامل المزلقان وملاحظ البلوك أنه يعمل فى هذه المهنة منذ 15 عام وهى مهنة شاقة حيث انه يعمل 12 ساعة كل 24 ساعه مع 3 عمال بالتناوب حيث ان المزلقان يجاوره مجمع ازهرى ومدرسة ابتدائى ومدرسة صنايع وهناك قطار كل 5 دقائق ومهمته تنظيم العمل ومنع الاطفال والسيارات من المرور .
واضاف ان هناك عجز فى العاملين بالسكة الحديد منذ 10 سنوات حيث ان وظيفته ملاحظ بلوك والمسئول عن المزلقان هو غفير مزلقان مشيرا ان السلوك العام من الاهالى هو عدم الاستماع لكلامنا وهناك من يخترق السلسلة من السائقين حيث انها سلسلة ارضية مطالبا بضرورة عمل مزلقانات الكترونية لمنع تكرار الحوادث الى جانب تكرار الحوادث الليلة لان السائقين لا يرون الجنزير لعدم وجود اضاءة ولا يهتمون لجرس التنبيه فتحدث الكارثة
وأشار إلى أنهم يقضون الخدمة فى مكان غير ادمى لا يوجد به مرافق حيث انه يجلس لمدة 12 ساعه بجانب حجرة 2 متر فى متر واحد بها المهمات فقط ومن الممكن ان يذهب عامل المزلقان الى اى مكان وتقع الكوارث وعند سؤاله يؤكد انه كان يقضى حاجته فى اى مكان نظرا لانعدام الخدمات .
واضاف أن هيئة السكة الحديد لا توفر دورات تدريبية على تشغيل المزلقان والهئية تكتفى بكشف وفحص المزلقان كل 3 سنوات وكتيب صغير للتعليمات لا يهتم به احد.
واكد سعيد على رقيب شرطة بالمرور ويقوم بتنظيم الحركة مع عامل المزلقان وتحرير المخالفات للسيارات التى تخترق السكة الحديد مشيرا الى انهم يعانون فى الفترة من الساعة السابعة صباحا وحتى الثالثة مساءات من عبور الاطفال الى مدارسهم وعودتهم.
واضاف انهم يتعرضون للعديد من المخاطر اليومية الى جانب السلوك البشرى الخاطى الذى يصر فيه السائقين على عبور المزلقان على الرغم من تحذيرهم من قدوم القطار، مطالبا بضرورة الاهتمام بالعمال وتدريبهم ووجود مكان ادمى حتى يراعى العامل ضميره اثناء قيامه بتنظيم المزلقان.
كما اكد فتحى زيدان سائق اتوبيس اطفال كان ينتظر عبور المزلقان انه يخشى تكرار حوادث القطارات بسبب المزلقانات والاهمال الجسيم حيث ان معظمها لا يوجد بها غير سلسلة بسيطة تفصلهم عن القطار وهى سلسلة ارضية لا ترى للسائقين ولا يتم تنبيهما سوى من الجرس او من عامل المزلقان الذى لا يتواجد فى معظم الاماكن .
ومن جانبه أكد مرسى سلطان ناظر المعهد الدينى الابتدائى المجاور للمزلقان أن المعهد انشى من سنة 1992 وليس هو فقط ولكن هناك مجمع ازهرى بالكامل فى نفس المنطقة ويعتبر المزلقان من الاماكن الحيوية حيث ان الاطفال يعبرونه يوميا مشيرا انه يتم التنبيه على معظم الطلاب بعدم العبور فى حالة سماع جرس التنبية بقدوم القطار.
واشار رجب الشبراوى مشرف عام بمدرسة ابو بكر الصديق الابتدائية المجاورة لشريط السكة الحديد انه يتم التنبيه يوميا على الطلاب لاتباع اساليب السلامة بينهم داخل وخارج المدرسة مطالبا بضرورة عمل كوبرى مشاه او نفق صغير يساعد على مرور الطلاب فى اأمان حرصا على سلامتهم. واضاف انه اثناء خروج الطلاب يكون هناك مشرف نشاط وحارس المعهد يقومون بتسليم الطلاب الى اولياء امورهم كما يتم التنبيه على عامل المزلقان بمراعاة الاطفال والاهتمام بهم اثناء العبور .
فيما أصدرت لجنة التخطيط العمرانى بمحافظة المنوفية مؤخرا تقريرا يشير إلى وجود 28 مزلقان علي مستوي المحافظة منهم 23 مزلقان لا تصلح للاستخدام وخطر يهدد حياة المواطنيين وتحتاج للتطوير ورفع الكفاءة كما يوجد 5 مزلقانات بها بعض الملاحظات سيتم معالجتها بالتنسيق بين اللجنة وممثلين هيئة السكة الحديد كما أن هناك بعض الكثير من المعابر العشوائية.
وأوصى التقرير بمخاطبة وزير النقل للنظر في عدد ساعات العمل لعمال السكة الحديد وتوقيع حضور وانصراف لأفراد الشرطة بجميع المزلقانات كما أوصى بإتخاذ اجراءات للتعامل مع المعابر غير الشرعية وعمل حصر لها وعمل لجان لمعاينة المزلقانات علي اسس ومعايير معينة يتم من خلالها فحص ومعاينة المزلقان واختبار جودته.
ومن جانبه أكد الدكتور أحمد شيرين فوزى أن المحافظة تسير على خطة لإعادة هيكلة مزلقانات السكة الجديد وتوحولهم لمزلقانات إلكترونية منذ العام الماضى حفاظاً على سلامة وأرواح المواطنين وايجاد الحلول والبدائل المناسبة لتوسعة بعض المزلقانات.
