أخبار عاجلة

مدير آثار دمياط السابق لـ"الوطن": اللصوص يستخدمون "سيارات الموبيليا" في التهريب

مدير آثار دمياط السابق لـ"الوطن": اللصوص يستخدمون "سيارات الموبيليا" في التهريب مدير آثار دمياط السابق لـ"الوطن": اللصوص يستخدمون "سيارات الموبيليا" في التهريب
أبو الدهب: "الجهل" هو العدو الأول للآثار.. والمهربون تفننوا في جرائمهم بعد الثورة

كتب : سهاد الخضرى الثلاثاء 29-10-2013 20:41

قال عاطف أبو الدهب، رئيس قطاع الآثار المصرية سابقًا ومدير عام آثار دمياط سابقًا، إنه قد شهدت عقب الثورة انفلاتًا أمنيًا لم تشهده من قبل عقب ثورة الـ25 من يناير، حيث تفننت "مافيا الآثار" والعصابات المسلحة في استباحة عمليات التنقيب يومًا تلو الآخر بحثًا عن القطع الأثرية.

وأوضح أبو الدهب، أن تلك العصابات المسلحة يبلغ عدد المنضمين إليها مابين "20 و40" يقومون بالتنقيب ليلاً للبحث عن الآثار، حيث تم التنقيب في 90% من المناطق الأثرية على يد العصابات المسلحة مستخدمين أسلحة آلية وطبنجات ومسدسات.

حزين لعدم الاهتمام بالآثار المصرية بعد الثورة

وأكد، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن أهم المناطق التي هاجمها المسلحون للتنقيب عن الآثار تل الدير بدمياط الجديدة وهو عبارة عن جبانة رومانية ولم يعثروا على شيء لأننا نقلنا الآثار وتحفظنا عليها بالمتاحف ناحية فارسكور وتل آثار الدهب ببحيرة المنزلة، حيث تعود الآثار بها للعهد الروماني والصعيد والوادي الجديد ودهشور وتل البراشية أما عزبة البرج فهي آثار إسلامية كالقلعة وماكينات الجيش والمدافع.

وشدد أبو الدهب على أن أغلب عمليات التنقيب بالوجه البحري ما هي إلا عمليات نصب، خاصة وأن أغلب آثار مصر بمنطقة الصعيد وجنوب الجيزة، مشيرًا لوجود مناطق أثرية بمحافظات الشرقية والإسكندرية والبحيرة، أما محافظة دمياط فبها بقايا آثار، حيث قضت الرطوبة على أغلب معابد الآثار بدمياط.

وأبدى أبو الدهب استياءه من عدم وجود أدنى اهتمام بالآثار المصرية بعد الثورة فلا توجد عمليات ترميم، مشيرًا لكارثة قيام مصنع أدفينا بعزبة البرج بالاستحواذ على مساحة من ثكنات العسكائر واستغلالها كمخازن بطابية عرابي.

وطالب رئيس قطاع الآثار المصرية السابق، بتدريس مادة التوعية الأثرية لطلاب المدارس حتى يعلموا مدى أهمية الآثار لمصر وتكثيف حراسة قوات الجيش والشرطة على المناطق الأثرية لمنع عمليات النصب والتنقيب التي يرتكبها لصوص الآثار مع قيام الإعلام بواجبه تجاه الآثار بالتوعية، ولفت انتباه الجهات المسؤولة للقيام بواجبها، مشيرًا إلى أن 95% من أعمال الحفر نصب حيث يتكلف المنقبون مبالغ مالية أعلى مما يستخرجونه.

وأوضح أبو الدهب، أنه لدى وصول بلاغ بضبط قطع أثرية مسروقة يتم إبلاغ جهاز الإنتربول لتتبع الآثار المسروقة.

وأكد أنه أثناء ثورة 25 يناير هاجم لصوص آثار مخازن بسقارة والهرم وأبلغوا الإنتربول حتى لم يتم تداول تلك الآثار بالبورصة العالمية للآثار وكان من بين تلك الآثار مخزن بالهرم تمت سرقة 2000 قطعة هامة متمثلة في عمولات وأطباق المرمر.

واعتبر أبو الدهب تمثال نفرتيتي مسروقًا لخروجه بطريقة غير شرعية وكذلك حجر رشيد، مشيرًا لخروج الآثار المصرية من عام 91، فالآثار الموجودة بالمتاحف لا يمكن تداولها.

وتذكر أبو الدهب حينما قام أحد رجال الأعمال من خمس سنوات بتهريب شحنة آثار داخل شحنة أخشاب مصدرة وحينما تم فحص الموبيليا تبيّن إخفاء 400 قطعة أثرية أغلبها آثار إسلامية والرومانية واليونانية وتم ضبطها عبر شرطة الجمارك وادعى صاحب الشحنة حينها أنها غير مملوكة له وبالفعل تم استرداد الآثار.

وكشف أبو الدهب، لـ"الوطن"، الأسلوب المتبّع في تهريب الآثار عبر سيارات الموبيليا، قائلاً: "المهربون بالصعيد يرحّلون القطع الأثرية في سيارات الأخشاب الضخمة، فيقوم رجال الأعمال الدمايطة بتهريبها للخارج عبر ميناء دمياط، حيث تعتبر مافيا الآثار الدمايطة لقمة سائغة حيث يوهمونهم بالغناء الفاحش حال القيام بأعمال التنقيب والتهريب"، مشيرًا لتهريب المخدرات والآثار في سيارات الموبيليا المغلقة التي تخرج محمّلة بالموبيليا وتدخل دمياط محملة بالآثار المهربة.

وشدد أبو الدهب على أن كل الموانئ باتت مزودة بمندوب من هيئة الآثار، حيث تعد الآثار أهم منتج بمصر فلو كان أبو الهول ذهبًا لانتهى من زمن.

أطالب بتدريس مادة "التوعية الأثرية" لطلاب المدارس

واعتبر أبو الدهب أن "الجهل" هو العدو الأول للآثار، مستنكرًا الاعتداء على الآثار المصرية خلال ثورة 25 يناير و30 يونيو حيث ارتكب الإرهابيون أعمال السرقة والحرق والتخريب للمناطق الأثرية، مطالبًا بحبس من طالب بهدم أبو الهول، قائلاً: "العالم كله بيحترم المصريين لمحافظتهم على الآثار فيكفي أن لدينا قانون يجرم تداول الآثار".

DMC