عبدالله الكندري لـ «الأنباء»: ارتفاع عدد الدارسين في مدارس النجاة إلى أكثر من 10500 طالب وطالبة.. ونسعى لإنشاء مؤسسة تربوية للدراسات الجامعية

عبدالله الكندري لـ «الأنباء»: ارتفاع عدد الدارسين في مدارس النجاة إلى أكثر من 10500 طالب وطالبة.. ونسعى لإنشاء مؤسسة تربوية للدراسات الجامعية عبدالله الكندري لـ «الأنباء»: ارتفاع عدد الدارسين في مدارس النجاة إلى أكثر من 10500 طالب وطالبة.. ونسعى لإنشاء مؤسسة تربوية للدراسات الجامعية
  • 204 من طلاب «النجاة» حصلوا على أكثر من 90% في الصف الثاني عشر العام الدراسي الماضي
  • حصلنا على 5 مراكز في الثانوية للقسم العلمي و6 في الأدبي ضمن الـ 50 الأوائل على مستوى الكويت
  • رفعنا شعار «نحو جيل متميز» في مدارسنا النموذجية ونعمل على إنشاء جيل مميز علمياً وعملياً
  • مدارسنا وقفية غير ربحية وإيراداتها تصرف على العملية التربوية وليست لأهداف تجارية
  • «النجاة» أنشئت بهدف تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي وعلينا مسؤولية تربوية علمية
  • نهدف إلى صناعة إنسان صالح لوطنه ولأمته ودينه متفوق علمياً وملتزم بالدين الوسطي
  • زيادة رواتب معلمي المدارس الأهلية العربية بحاجة إلى دعم وزارة التربية ولا نقبل زيادة الرسوم على أولياء الأمور
  • نسعى لافتتاح مدارس لرياض الأطفال وأخرى ثنائية اللغة والتوسع نحو الجهراء والفروانية

حوار: مسعد حسني عبدالمقصود

أكد مدير عام مدارس النجاة د.عبدالله إسماعيل الكندري أن مدارس النجاة تسعى إلى تعزيز الجوانب القيمية والأخلاقية والعلمية في إطار المسؤولية التربوية، متوقعا ارتفاع عدد الطلبة الدارسين فيها للعام الحالي إلى قرابة 10500 طالب وطالبة. وكشف الكندري في حوار خاص مع «الأنباء» عن نية «النجاة» لإجراء عمليات توسعية لمدارسها نحو محافظتي الجهراء والفروانية، والتوجه لإنشاء مؤسسة تربوية للدراسات الجامعية، إضافة إلى افتتاح مدارس لرياض الأطفال وأخرى ثنائية اللغة، وذلك بهدف صناعة إنسان صالح لوطنه بعيد عن الغلو والانحراف، ملتزم بالمنهج الإسلامي الوسطي. وتحدث مدير عام النجاة عن تميز الهيئة التعليمية وبذلهم كل الجهود لتنفيذ رسالة مدارس النجاة التي تقوم على تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي لتنشئة جيل صالح لوطنه وأمته ودينه، متفوق علميا، وملتزم بالدين الوسطي.

فإلى التفاصيل:

نعلم جميعا أن جمعية النجاة جمعية خيرية تعمل على جمع وصرف تبرعات وصدقات المتبرعين، فكيف جاءت فكرة إنشاء مدارس تتبع لجمعية خيرية؟

٭ جاءت فكرة إنشاء مدارس النجاة من مجموعة من أهل الخير سنة 1968 عبر تأسيس مدرسة واحدة للبنين، وكان الهدف من تلك المدرسة خلق جيل مسلم مؤمن بربه محافظ على قيمه ومعتز بقيمه ودينه وأخلاقه.

ولم تكن في الكويت آنذاك أي مدرسة تحمل هذا الطابع وهذا النهج كالذي تسير عليه مدارس النجاة إلى وقتنا الحالي، لذا كان لمدارس النجاة قصب السبق في هذا المجال التربوي المتميز.

هل واجهتم أيا من الصعاب؟

٭ لا ننكر أن مسيرة مدارس النجاة كانت سهلة، ولكن هذا لا يعني أنه لم تواجهنا العديد من المصاعب والمشاكل، ولكن بالتوكل على الله عز وجل وبالإرادة استطعنا التغلب على كل المشاكل التي واجهتنا مما ساعد المدارس على إكمال المسيرة حتى يومنا هذا.

وهنا لا بد من أن نذكر أن جمعية النجاة الخيرية أنشئت لاحقا عام 1974، أي بعد إنشاء مدارس النجاة، فتم ضم المدارس تحت مظلة تربوية خيرية واحدة هي جمعية النجاة الخيرية، تتميز بالجانب القيمي والأخلاقي، فضلا عن أن مدارس النجاة مدارس وقفية غير ربحية، أي أن إيراد المدارس يعود لها، ويتم صرفه على العملية التربوية وليس لأهداف تجارية.

المسؤولية التربوية مسؤولية غاية في الخطورة، فلماذا تم اتخاذ قرار بإنشاء مدارس النجاة؟

٭ لا شك أن اتخاذ قرار بإنشاء مدارس النجاة كان غاية في الخطورة خاصة أن مجال التحديات كبير ومتعدد، وأولها التنافسية الشديدة بين المدارس، ووجود مسؤولية تربوية وقيمية نحافظ بها على أولادنا ونتميز بهم عن غيرهم، بالإضافة إلى أننا لا نغفل الجانب العلمي وأهميته وعظم حجمه.

لذا فنحن لا نقبل ولا نتنازل عن أي من الجانبين العلمي أو القيمي، فضلا عن أن دورنا يشمل أيضا المحافظة على الأموال الوقفية وتنميتها بإدارة المدارس إدارة حسنة وفق الأطر التربوية والإدارية عالية الجودة.

تطور مستمر

كم عدد طلبة مدارس النجاة في السنة الماضية؟ وكم عدد الطلبة المتوقع السنة الحالية؟

٭ لجنة مدارس النجاة تضم حاليا 15 مدرسة للبنين والبنات لجميع المراحل الدراسة من الابتدائي وحتى الثانوية، وهذه المدارس موزعة بين مناطق السالمية وحولي والمنقف، أما عدد الطلبة فقد بلغ خلال السنة الماضية نحو 10300 طالب وطالبة، والعدد يتزايد كل عام بين 300 و400 طالب وطالبة، وقد وصل عدد طلبة السنة الدراسية الحالية إلى أكثر من 10500 طالب وطالبة.

ولا أخفيك أننا نواجه ضغطا في بعض المدارس حيث لا نستطيع استيعاب جميع المتقدمين، فبعض أولياء الأمور يتكبد عناء نقل أولادهم يوميا من الجهراء والصليبية وبعض المناطق البعيدة فقط بهدف تسجيل أبنائهم ضمن طلبة مدارس النجاة، وهذا مما يدفعنا لافتتاح مدارس أكثر ولمراحل دراسية متعددة تشمل جميع الفئات السنية.

ماذا عن الطلبة المتفوقين، وما حصيلة مدارس النجاة من المراكز الأولى في الثانوية العامة؟

٭ ولله الحمد لدينا 204 طلاب وطالبات حصلوا السنة الماضية على أكثر من نسبة 90% في الصف الثاني عشر، كما كان هناك 11 من أبنائنا وبناتنا ضمن الخمسين الأوائل على مستوى الكويت، منهم 5 في القسم العلمي، و6 في القسم الأدبي، وهي نسبة ليست بسيطة على مستوى الدولة بل تعد عالية ومرضية بالنسبة لنا، علما بأنه ليس في جميع مدارسنا فصول أدبية، ما يعني زيادة نسبة التفوق والنجاح مقارنة بعدد طلبتنا بشكل إجمالي، ورغم ذلك لنا طموح أكبر وأوسع لزيادة عدد الطلبة المتفوقين هذه السنة إن شاء الله تعالى.

خطط علمية وأخلاقية وقيمية

هذا التفوق لم يأت من فراغ، فهل لإدارة مدارس النجاة شعار وخطة تربوية واضحة المعالم؟

٭ نحن نطبق المنهج الدراسي المقرر من قبل وزارة التربية، إلى جانب خطة أخلاقية وقيمية نربي طلبتنا عليها، فمدارسنا لا تغفل أهمية رسم خطة لدى الهيئة التدريسية للجانب العلمي والأخلاقي والقيمي.

هل يعني ذلك أن لمدارس النجاة قيما إسلامية تعمل على غرسها في نفوس الطلبة؟ وما هي؟

٭ طبعا لدينا مجموعة من القيم نعمل على غرسها في نفوس الطلبة سنويا، بل إن مدارس النجاة أصلا لم تقم إلا على هدف تعزيز الجانب القيمي والأخلاقي لدى الطلبة، وما يدل على ذلك الموافقة الخاصة التي حصلت عليها مدارس النجاة منذ تأسيسها بتدريس مادة التجويد والقرآن الكريم وحتى اليوم، وحتى قبل إقرارها من قبل وزارة التربية بتدريسها في المدارس الحكومية.

ولا أخفيك سرا أننا نهدف إلى صناعة إنسان صالح لوطنه ولأمته ودينه من خلال خلق إنسان متفوق علميا ومتوازن ملتزم بدينه بشكل وسطي دون غلو أو تطرف.

المراكز الأولى في حفظ القرآن

بما أن التميز والاهتمام بالقرآن الكريم تلاوة وحفظا شعار قامت عليه مدارس النجاة، فهل تميزتم أيضا في مسابقات حفظ القرآن الكريم؟

٭ ولله الحمد، القرآن الكريم منهج حياة قبل أن يكون منهجا في مدارس النجاة، لذا كان لنا شرف المشاركة في مسابقة القرآن الكريم التي تقام سنويا تحت رعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، ولله الفضل والمنة أن يكون أحد أبنائنا حاصلا على المركز الثاني على الترتيب العام.

كما أن أبناء النجاة غالبا ما يحصلون على المراكز الأولى في مسابقة القرآن الكريم التي تقيمها إدارة التعليم الخاص، وهذا الاهتمام لا يتوقف عند ذلك فحسب، بل إن إدارة مدارس النجاة تقيم مسابقة خاصة بها بين العاملين والهيئة التدريسية وترصد لها المكافآت المجزية، لأننا نؤمن بأن المعلم هو منبع وأساس العملية التربوية والتعليمية التي ينهل منها أبناؤنا الطلبة، فمتى أحسنا رعاية المعلم قرآنيا فإن ذلك سينعكس على الطلبة كافة. كما أننا قمنا بتطوير حلقات تحفيظ القرآن الكريم بأسلوب ونظام يساعد الطلبة على حفظهم لكتاب الله عز وجل بشكل أيسر وأسهل.

اهتمام بالأنشطة

لعل البعض يفهم أن اهتمام مدارس النجاة بالقرآن الكريم وعلومه يصرفها عن الاهتمام بالأنشطة التربوية والرياضية الأخرى هل هذا صحيح؟

٭ مناهج مدارس النجاة لا تخرج عن مناهج وزارة التربية، ولكن لدينا بعض الأنشطة التربوية التي نغرس فيها المفاهيم والقيم الإسلامية والتربوية سواء من خلال الحصص الدراسية أو طابور الصباح أو الأنشطة الأخرى التي تكمل بعضها البعض.

هل هناك مدارس نموذجية تتبع النجاة؟ وما الذي يميزها عن بقية المدارس الأخرى؟

٭ لدينا عدد من المدارس النموذجية، وتبنينا هذه السنة شعار «نحو جيل متميز»، لذا فنحن نسير وفق خطة علمية وقيمية واضحة المعالم، على الأقل مقارنة بالمدارس العربية المشابهة لمدارسنا، فالتميز شعار سنطبقه على أرض الواقع عبر إنشاء جيل متميز من جميع الجوانب علميا وعمليا.

بهذا التميز والرعاية التربوية والأبوية للمدارس من قبل إدارة مدارس النجاة، هل هناك خطة لافتتاح مدارس جديدة؟

٭ نعم هناك مجموعة من الخطط لافتتاح مدارس لرياض الأطفال، ولدينا طموح لافتتاح مدارس في بعض المناطق كالجهراء والفروانية، فضلا عن نيتنا افتتاح مدارس ثنائية اللغة، فنحن نسير وفق خطة مرحلية ومدروسة.

مؤسسة جامعية

بهذه النجاحات والتفوق المتميز والمنهج القيمي والإسلامي، يحتاج لإكماله بكلية أو جامعة إسلامية تتبنى المنهج الشرعي.. أليس كذلك؟

٭ نعم لدينا دراسة كتبت من عدة سنوات وتم الانتهاء منها من قبل نخبة من الأساتذة الأكاديميين والتربويين بجامعة الكويت، ووضعت كل التصورات لإنشاء مؤسسة تربوية للدراسات الجامعية، وواجهتنا مشاكل إدارية وليست فنية بسيطة مع بعض مؤسسات الدولة وفي طريقها للزوال في القريب العاجل.

مع بداية العام الدراسي ما الذي يشغل د.الكندري؟

٭ ليس هناك إنسان ثابت في مكان ما، فالتغيير سمة الحياة، وحقيقة أطمح لأن تكون لي بصمة في أي مكان أكون فيه ومنها مدارس النجاة، وأن يحسب لي عند الله عز وجل ومن ثم عند الناس وأن أذكر بالخير بتنفيذ بعض المشروعات القيمية.

ما الذي تطمحون إليه حاليا؟

٭ لا شك أنني أطمح لأن أرى بلدي الكويت في أصلح حال وأن يعم الأمن والأمان والاستقرار الكويت والدول الإسلامية كافة.

أما على الطموح الشخصي فغالب طموحي أن تكون لي ذكرى في المجال التربوي سواء في مدارس النجاة أو في المدارس الأخرى.

التربويون دائما يطالبون بزيادة رواتب المعلمين في وزارة التربية لتحسين مستوى معيشتهم، والدفع باتجاه القضاء على الدروس الخصوصية، ومع هذا نجد أن رواتب المعلم في المدارس الخاصة لا تصل إلى نصف نظيره في الوزارة، فكيف تحل هذه الإشكالية؟

٭ في الحقيقة نحن حريصون على دعم المعلم ومنحه كل ما يستحقه، فهو محور أساسي في العملية التعليمية، وبه تتحقق الأهداف لترسيخ القيم والأخلاق وتخريج أجيال واعية مثقفة قادرة على الفهم والتحليل، ليكونوا في الغد القريب علماء وقادة يحملون لواء التقدم والرخاء لوطننا الحبيب.

أما إشكالية الرواتب فتخضع لآلية محددة وضعتها الإدارة العامة للتعليم الخاص، ونحن نلتزم بها، وقد ربطت هذه الآلية زيادة رواتب المعلمين بزيادة الرسوم الدراسية على الطلبة، وبالطبع نحن لسنا مع زيادة الرسوم على أولياء الأمور، مع الدخل المحدود والأسعار المرتفعة، لكننا ندعو وزارة التربية إلى تفعيل القرار الذي كان موجودا في السابق قبل الغزو بدعم رواتب العاملين في المدارس العربية الأهلية.

وهنا لابد أن نذكر بأن مدارس النجاة مدارس خيرية لا ربحية، وهي تسعى لبناء جيل قادر على حمل الأمانة متسلح بالعلم والأخلاق.

ونكرر الدعوة لوزارة التربية لبحث هذا الأمر، فالمعلمون يستحقون كل الدعم.

هل تعمل مدارس النجاة على منح العاملين فيها مميزات خاصة؟

٭ بالطبع، هذا أمر معهود عن مدارس النجاة منذ نشأتها، فجميع العاملين بمدارس النجاة يحصلون على كامل حقوقهم، ولا نتأخر في دعمهم، وبالإضافة إلى ذلك لدينا لائحة لاستثناء أبنائهم من بعض الرسوم، وفق آلية محددة تراعي عدد الأبناء في مدارس النجاة.

ما الآلية التي تتبعونها في اختيار المعلمين والمعلمات؟

٭ هناك أسس وقواعد ثابتة في اختيار المعلمين ليكونوا على أعلى مستوى من الكفاءة والخبرة، لذا فهناك شروط للتقديم تعتمد على المؤهل والتقدير والخبرة، ثم يأتي الاختيار بعد خضوع المتقدمين لاختبارات تحريرية وأخرى شفوية، ونبذل كل الجهود ليكون الاختيار بعناية كبيرة تتناسب مع الأهداف الموضوعة والرسالة التي نسعى إليها، وكذلك لتوازي ثقة أولياء الأمور.

مباشر (اقتصاد)