وقد تعثّرت الهدنة في بدايتها مع تجدد الاشتباكات بعد ساعات فقط من سريانها، إذ اتهمت إسرائيل إيران بإطلاق صاروخين على مجالها الجوي، بينما نفى الجيش الإيراني تلك المزاعم، في وقت سُمع فيه دوي انفجارات في شمال إسرائيل، وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن الصاروخين تم اعتراضهما.
وقف النار سارٍ
وفي تصريحات أدلى بها من البيت الأبيض قبل مغادرته إلى قمة حلف شمال الأطلسي، أبدى ترمب إحباطًا من الطرفين، ووجّه انتقادات علنية لإسرائيل، على الرغم من كونها الحليف الأقرب للولايات المتحدة، قائلاً إن الطرفين «انتهكا الاتفاق»، قبل أن يضيف: «أنا لست سعيدًا بإسرائيل».
وفي وقت لاحق، أعلن ترمب عبر منصته «تروث سوشيال» أن إسرائيل قررت عدم مهاجمة إيران، وأن الطائرات «عادت أدراجها»، مؤكدًا أن «وقف إطلاق النار ساري المفعول».
وأشار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى أن إسرائيل امتنعت عن تنفيذ ضربات إضافية بعد محادثة هاتفية مع ترمب، موضحًا أن أحد الأهداف الإيرانية التي ضُربت قبل الهدنة كان موقع رادار، في رد على الهجوم الصاروخي الإيراني صباح الثلاثاء.

التسوية المؤقتة
بدأ النزاع في أعقاب هجمات إسرائيلية استهدفت مواقع نووية وعسكرية إيرانية، بحجة منع طهران من تطوير أسلحة نووية. وردّت إيران لاحقًا بهجمات عدة، أبرزها هجوم محدود طال قاعدة أمريكية في قطر، ولم يُسفر عن إصابات بعد تحذير مسبق.
وأفادت منظمة «نشطاء حقوق الإنسان»، ومقرها واشنطن، أن الغارات الإسرائيلية على إيران أسفرت عن مقتل 974 شخصًا على الأقل، بينهم 387 مدنيًا، بينما قُتل 28 إسرائيليًا وأُصيب أكثر من 1000 نتيجة الهجمات الصاروخية الإيرانية.
كما طالت تداعيات التصعيد قوات أمريكية في العراق، حيث هاجمت طائرات مسيّرة قواعد تضم جنودًا أمريكيين في عين الأسد ومحيط مطار بغداد، لكن دون تسجيل إصابات. ولم تتبنَّ أي جهة الهجمات، على الرغم من تهديدات سابقة من فصائل عراقية مدعومة من إيران.

ملامح الهدنة
قال مكتب نتنياهو إن إسرائيل وافقت على وقف إطلاق نار ثنائي بتنسيق مباشر مع ترمب، بعد أن «حققت أهدافها» في إضعاف البرنامجين النووي والصاروخي الإيرانيين.
في المقابل، لم يُعرف على وجه الدقة دور المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي في الموافقة على الهدنة، مع أنه صرح سابقًا بأنه «لن يستسلم».
وترمب، الذي كان قد لمح إلى تغيير النظام في إيران قبل أيام، تراجع لاحقًا، مؤكدًا أنه «لا يريد الكثير من الفوضى»، في مؤشر على رغبة واشنطن في احتواء الصراع دون الانخراط في حرب مفتوحة.

مستقبل غامض
على الرغم من إعلان الهدنة، ما زالت الشكوك تحيط بالتزام الطرفين بها، في ظل استمرار الحشد العسكري، والخسائر البشرية المرتفعة، والتوتر المتصاعد في ساحات إقليمية أخرى مثل العراق وسوريا.
كما أن مقتل عالم نووي إيراني بارز بإحدى الضربات الإسرائيلية يُزيد من احتمال تجدد الردود، خاصة في ظل اتهامات متبادلة بين الطرفين بعدم احترام وقف النار.