أخبار عاجلة

نظام مساعدات مفخخ لقصف رهائن الجوع في غزة

نظام مساعدات مفخخ لقصف رهائن الجوع في غزة نظام مساعدات مفخخ لقصف رهائن الجوع في غزة
يساوم الاحتلال الإسرائيلي على الغذاء ويقصف الجوعى في غزة للحصول على شروطه، ويأتي ذلك في مشهد يلخص فصول المأساة الإنسانية المستمرة في قطاع غزة، حيث قُتل ما لا يقل عن 31 فلسطينيًا وجُرح أكثر من 170 آخرين، بينما كانوا يحاولون الوصول إلى مركز توزيع مساعدات غذائية جنوب القطاع. وبينما تؤكد الروايات الميدانية أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على الحشود، نفى الجيش الإسرائيلي وقوع إصابات بنيرانه، مكتفيًا بالقول إن «الحادث قيد المراجعة».

وهو ما يؤكد على أن الاحتلال يمارس سياسة ميدانية مزدوجة، حيث يمنح شحنات غذاء مشروطة، ثم يطلق النار على من يسعى للحصول عليها. وما بين الندرة المتعمدة والسيطرة على ممرات الإغاثة، يتحول الجوع إلى أداة حرب يُقايض بها الشعب الفلسطيني على حريته، ويدفع ثمنها دمًا وصمتًا دوليًا متواطئًا.

المساومة بالدم والغذاء

ويمثل هذا الحادث حلقة جديدة في سلسلة استغلال الاحتلال لجوع المدنيين كورقة تفاوض غير معلنة. وفي الوقت الذي تنخرط فيه الوساطات الدولية في محادثات متعثرة لوقف إطلاق النار، يبدو أن إسرائيل تستخدم الجوع وسيلة ضغط لتحقيق مكاسب سياسية وشروط تفاوضية، على حساب المدنيين الذين يسقطون برصاصها عند أبواب المساعدات.

وفي يوم الحادثة ذاته، أعلنت إسرائيل اغتيال قائد خلية مسلحة متهمة بالوقوف خلف هجوم سابق أدى لمقتل 21 جنديًا، في مؤشر على استمرار التصعيد العسكري رغم التدهور الإنساني المتفاقم.

أبواب المساعدات

ووقع الهجوم في محيط موقع إغاثي تديره «مؤسسة غزة الإنسانية» المدعومة من إسرائيل والولايات المتحدة، والتي أعلنت لاحقًا أن عملية التوزيع جرت «دون ». إلا أن الشهادات الميدانية تنقض هذا الادعاء. فوفق شهود عيان، فتحت القوات الإسرائيلية نيرانها على المدنيين عند وصولهم إلى دوار العلم، على بُعد نحو كيلومتر من مركز التوزيع، حوالي الساعة الثالثة فجرًا.

وقال عمرو أبو طيبة، أحد الشهود، إن إطلاق النار جاء من السفن الحربية والدبابات والطائرات المسيّرة، مؤكدًا رؤيته لعشرات الجثث والجرحى في الموقع. ووصف المشهد بأنه «مروع».

المستشفيات الميدانية

وفي أعقاب الهجوم، نُقل الضحايا إلى مستشفى ميداني تديره منظمة الصليب الأحمر، ثم إلى مستشفى ناصر. وقال الدكتور مروان الهمص، مسؤول وزارة الصحة، إن معظم الإصابات كانت في الرأس والرقبة والصدر، مشيرًا إلى أن 24 مصابًا في العناية المركزة. ووصل عدد الجرحى إلى 150، وفق إفادة الجراح خالد السر.

نظام الفوضى

ويأتي الهجوم من أسبوع أول مضطرب لتنفيذ نظام المساعدات الجديد الذي تديره المؤسسة المذكورة. وكان هذا النظام قد شهد بالفعل مقتل ستة فلسطينيين على الأقل في وقت سابق نتيجة إطلاق نار قرب مواقع التوزيع، وهو ما يشير إلى نمط متكرر، وصفه مراقبون بأنه «نهج ممنهج لتقييد الجوعى وإخضاعهم».

وتنفي المؤسسة، التي تعمل ضمن مناطق عسكرية مغلقة تقيّد الوصول المستقل، أن تكون فرقها أو شركات الأمن التابعة لها قد أطلقت النار، بينما أقر الجيش الإسرائيلي في حوادث سابقة باستخدام «طلقات تحذيرية».

منهج لا إنساني

ورفضت المنظومة الدولية التعاون مع هذا النظام، معتبرة أنه يمنح إسرائيل سلطة مفرطة في تحديد مستحقي المساعدات، ويدفع المدنيين إلى المخاطرة بحياتهم عند مراكز التوزيع المحاطة بالقوات الإسرائيلية. وقال جوناثان ويتال، القائم بأعمال رئيس مكتب الشؤون الإنسانية الأممي في غزة: «إن هذا هو في الأساس ندرة مصممة».

وتقول وكالات الإغاثة إن إسرائيل لم تقدم أدلة على قيام حركة حماس بتحويل المساعدات بشكل ممنهج، رغم أن هذا الادعاء يُستخدم لتبرير الحصار والرقابة المشددة على دخول المواد الأساسية.

رهائن الجوع

ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني في غزة على حافة المجاعة، مع تدمير البنية التحتية، وانهيار الخدمات، وتقييد وصول الغذاء والماء والدواء. وتحذر منظمات الإغاثة من أن خطر المجاعة بات وشيكًا، فيما تشير التقارير إلى أن 90 % من سكان القطاع أصبحوا نازحين ويعتمدون بالكامل على المعونات الدولية.

• مقتل 31 فلسطينيًا وجرح أكثر من 170 أثناء التوجه لموقع إغاثي جنوب غزة.

• شهود عيان: إطلاق نار كثيف من الجيش الإسرائيلي على الحشود فجر الأحد.

• المستشفيات تغرق بالمصابين، معظمهم مصابون في الرأس والصدر.

• نظام المساعدات الجديد يفتقر إلى الحياد ويخضع لسيطرة الاحتلال.

• الأمم المتحدة: توزيع المساعدات يتم بشكل ينتهك المبادئ الإنسانية.

• الاحتلال يستغل الجوع كورقة ضغط ميدانية لتكريس شروطه السياسية.


الوطن السعودية