محمد عبدالقادر رحيل حامل هموم الفلاحين

محمد عبدالقادر رحيل حامل هموم الفلاحين محمد عبدالقادر رحيل حامل هموم الفلاحين

كتب : محمد أبوعمرة منذ 50 دقيقة

طموحاته كانت بلا سقف وأحلامه بلا حدود، عاش ليرى بعضها يتحطم على صخور الروتين، ومات دون أن يدرك بقيتها، تحلى بروح مثابرة مغامرة كسر بها القيود واخترق حاجز الصمت ليتحدث باسم الفلاحين معبراً عن أحلامهم وآمالهم، وعن همومهم ومتاعبهم، حتى أصبح رمزاً لهم.

يميّزه الجميع داخل أروقة ديوان عام وزارة الزراعة بالخطوة السريعة، وبقطرات العرق التى غالباً ما كانت تتصبّب من جبينه، وبيديه القابضتين على رُزم من الأوراق التى تحمل طلبات استؤمِن عليها من الفلاحين، يداعب الجميع بنظرات التحية أينما حل، يصطنع ابتسامة يخفى وراءها تورم قدميه من طيلة الذهاب والإياب على مكاتب موظفى الوزارة، يحارب بروح مرحة الروتين والتعنّت فى تسيير مصالح الفلاحين، فربما يعود إليهم مجبور الخاطر.. إنه محمد عبدالقادر أول نقيب للفلاحين، الذى لقى مصرعه بسبب سرعته الزائدة واختلال عجلة القيادة بين يديه على طريق المحور، حينما كان عائداً من إحدى القنوات الفضائية التى يعرض على شاشتها هموم الفلاحين التى لا تنتهى.

كان النقيب نموذجاً لالتحام الفلاحين بقائد لم تغيّره الأضواء والشهرة فى انتزاع حقوق الفلاحين وحل مشكلاتهم، ولأنه واحد منهم وعانى ما عانوا، فقد رفض أن يكون دمية فى يد تنظيم الإخوان ورفض المشاركة فى وضع دستور يبخس حقوقهم ويهمّش دورهم، وانسحب من تأسيسية «دستور 2012»، ضارباً عرض الحائط بكل ذهب «مرسى» وجماعته التى قد يحققها لذاته جراء اقتراف الجريمة التى أقرها الدستور بإلغاء تمثيل العمال والفلاحين بنسبة خمسين فى المائة بمجلس النواب.

وقبل بزوغ ثورة الثلاثين من يونيو حشد الفلاحين فى المحافظات والقرى للتعبير عن رغباتهم فى إزاحة نظام الإخوان الذى اعتبره عدواً للفلاح، وحينما تحقق ما أرادت ، عاد مرة أخرى للجنة الخمسين لتعديل الدستور.

أما أحلامه فتمثلت فى المطالبة بتعهد الدولة كما كانت بعد قيام ثورة يوليو 1952 بالحفاظ على الرقعة الزراعية وزيادتها، وتوفير مستلزمات الإنتاج، وأن يعيش فلاحو مصر حياة كريمة تمنعهم من هجرة أراضيهم للمدن.

كانت لعبدالقادر بصمات واضحة فى اتخاذ خطوات جادة من قِبل الدولة بوضع الفلاحين تحت مظلة تأمين صحى شامل دون إرهاق ميزانية الدولة، كما سيذكر التاريخ أن فلاحاً من أبناء محافظة «البحيرة» وقف صامداً أمام كبار المسئولين والوزراء، دفاعاً عن حقوق الفلاحين، واستطاع لمّ شمل الفلاحين فى أول نقابة لهم تأسست بعد قيام ثورة يناير.

ON Sport