أخبار عاجلة

فارون من الخرطوم مسلوبون أو موتى

فارون من الخرطوم مسلوبون أو موتى فارون من الخرطوم مسلوبون أو موتى
تحولت طرق النزوح من الخرطوم، التي لجأ إليها الآلاف من الفارين من جحيم الاشتباكات التي اندلعت في العاصمة السودانية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، إلى مسالك مرعبة مع حاجة العابرين فيها إلى ممرات آمنة على الأرواح والمال، ومع النقص الحاد في الطعام والماء والدواء والمأوى والضروريات الأخرى، وذلك في رحلة فرارهم نحو الأمان في المدن والدول الأخرى التي يلوذون بها منذ اندلاع المعارك.

عمليات النهب

ويتعرض كثير من الفارين إلى عمليات نهب خلال الرحلة الشاقة خصوصًا من حواجز تنتصب هنا وهناك ومن مراكز تفتيش وعصابات مسلحة، حتى أن بعضهم اضطر إلى إخفاء هواتفه المحمولة والمبالغ التي يحملها خلال الرحلة مع النساء والأطفال لأنهم أقل عرضة للتفتيش.

واحتشد كثير من الفارين على الطرق المؤدية إلى المعابر الدولية البرية مع على الرغم من أن كثيرين لم يكونوا ضامنين للعبور إليها حيث سمح بداية بعبور النساء والأطفال، والرجال دون الـ16 وفوق الـ50 عامًا، مع دفع رسوم على ختم دخول عند الوصول إلى الجانب المصري من المعبر تبلغ 25 دولارًا أمريكيًا، مع انتظار بين 10 ساعات وحتى يوم كامل لإنهاء الإجراءات.

تكلفة الحرب

ويروي عبدالرحمن مصطفى حكاية رحلته نحو مصر، ويقول «في 23 أبريل الماضي كانت كلفة الراكب نحو الحدود المصرية تصل إلى 70 دولارًا، لكنها صارت في 24 نحو 384 دولارًا، ثم صارت في يوم 25 نحو 500 دولار للشخص، وقد اضطررت إلى دفع هذا المبلغ الأخير».

ويضيف «لا تتمثل المخاطر والمعاناة فقط في ارتفاع الأسعار وحدها، فالرحلة نفسها محفوفة بالمخاطر، والتعرض لنهب الأموال والممتلكات، وحتى القتل، حيث قرأنا في وسائل الإعلام عن مقتل لاجئ سوري أردته ميليشيا مسلحة خلال رحلة فراره».

وتابع «مع صعوبة الاتصال وغياب الإنترنت، صارت الرحلة أشد قسوة، وتحدث مسافرون معنا عن انتشار أعمال عنف ونهب ضد المسافرين، وانتشار عمليات نصب بتذاكر السفر، وبرر سائق حافلتنا ارتفاع الأسعار بعدم توفر الوقود، حتى أن النقل كانت ترتفع ساعة إثر ساعة، وذكر أحد المسافرين أن سعر رحلتنا برًا أغلى من أسعار تذاكر الطيران».

معابر نشطة

ويعبر الفارون من السودان ومن جميع الجنسيات من خلال معبر قسطل، ومعبر اشكيت، ومعبر أرقين، حيث يتكدس فيها الراغبون بالدخول إلى مصر.

ويروي شهود عيان أن التأخر في العبور يستغرق أحيانا 3 أيام نظرًا للوقت الذي تستغرقه معالجة طلباتهم التي تتم ببعض البطء وسط غياب الأماكن المجهزة للانتظار، ووسط غياب للمنظمات الإغاثية الدولية باستثناء مركز خدمي أقامه الهلال الأحمر المصري في الجانب المصري لمعبر أرقين البري، حيث يقدم فيه بعض الطعام والمياه والأدوية والإغاثة العاجلة.

رحلة على دفعات

ولا يمكن للفارين من الخرطوم الوصول إلى معبر أرقين عبر رحلة واحدة، حيث تتوقف الحافلات القادمة في محطة كركر التي تبعد عن أرقين نحو 3 ساعات، وهناك يضطرون لأخذ حافلات أخرى أو وسائل نقل أخرى.

في المعبر ترتفع أسعار المياه والمواد الغذائية الجاهزة إلى حدود مرهقة، وكذلك الحال في المنافذ المنتشرة على الطريق إليه من كركر وصولا إلى أسوان المصرية.

مخاطر الرحلة نحو الحدود المصرية:

ساعات طويلة للسفر في طرق صحراوية

مراكز ونقاط تفتيش تسبب الإزعاج

انتشار عصابات للنهب والنصب

قيمة الرحلة تتضاعف كل ساعة وترتفع ارتفاعات هائلة

انقطاع الاتصالات والإنترنت يزيد المخاطر


الوطن السعودية