مباشر - محمود جمال: شهدت الأسواق المالية العالمية -باستثناء النفط والذهب- يوميا داميا بنهاية تعاملات أمس الجمعة على وقع انهيار البنك الأمريكي "سيلكون فالي"، المملوك لمجموعة "إس في بي فايننشال غروب" المالية لتكون أكبر عملية إفلاس منذ حدوث الأزمة المالية العالمية في عام 2008.
رسميًا، أعلن أمس عن إفلاس "سيليكون فالي بنك - أس في بي" الذي تبلغ أصوله 209 مليارات دولار. بذلك تكون تلك العملية هي أكبر عملية إنهيار مصرفي منذ عام 2008 والتي اندلعت عقب إفلاس ليمان برذارز والتي كانت أصوله تقدر بنحو 639 مليار دولار.
وقبل الإعلان رسميًا عن الإفلاس، أقدم مودعون "سيليكون فالي" على سحب مدخراتهم من البنك مما شكل ضغط على المؤسسة التي تعاني من مشاكل مالية إلى جانب الاحتفاظ بأموال المودعين في صورة سندات.
وبعد إعسار البنك، وضعت أموال المودعين والتي تصل إلى 175.4 مليار دولار تحت سيطرة المؤسسة الفيدرالية للتأمين على الودائع، حيث تعهدت بتغطية أموال المودعين التي تصل مدخراتهم إلى 250 ألف دولار، كحد أقصى، حيث تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.
دفعت تلك الأزمة أسواق المالية العالمية للهبوط بنهاية تعاملات الأسبوع، هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي 1.07% ليفاقهم خسائره الأسبوعية لـ4.4% مسجلا أكبر وتيرة هبوط منذ يونيو 2022.
عالميًا، تراجع ستاندرد آند بورز 1.4%، ونزل مؤشر ناسداك 1.7%، انخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي 1.3%. وهبط مؤشر فوتسي البريطاني 1.7%، وتراجعات مؤشرات داكس الألماني وكاك الفرنسي بنسبة 1.3% لكلا منهما.
لماذا انهار؟
انهار البنك الأمريكي "سيلكون فالي" بسبب رفع الفائدة الذي كان سببًا رئيسًا في ارتفاع كلفة القروض والتحديات على قطاع التكنولوجيا وهو مادفع العملاء منذ عدة أشهر بسحب أموالهم وهو ما جعله جزءا من بيئة رأس المال المُخاطر.
هل ستؤثر على بنوك المنطقة وأسهمها؟
من السعودية، رجح المستشار المالي علي الجعفري لـ"معلومات مباشر"، أن لاتتطال تداعيات هذا الإنهيار المصرفي التاريخي بالولايات المتحدة قطاع البنوك بمنطقة الشرق الأوسط في ظل وضع معايير صارمة لمتابعة حجم السيولة بالقطاع، مشيرًا إلى أن الملاءة المالية من أهم المعايير التي تشترطها البنوك المركزية بالخليج ومن ضمنها البنك المركزي السعودي.
ومن الإمارات، قال باسل أبو طعيمة الخبير والمحلل الاقتصادي، لـ"معلومات مباشر"، إن أسواق المنطقة وخصوصا أسهم البنوك قد تتأثر سلبًا بإعلان انهيار رسمي للمصرف الأمريكي المشار إليه ووسط محاولات لرفع الفائدة وهو ما يشير إلى أننا على مشارف ركود اقتصادي ناتج عن نسب التضخم العالية، لافتًا إلى أن استمرار صعود الذهب يؤكد تصاعد المخاوف بالأسواق العالمية التي قد تشهد الأسبوع القادم عمليات ارتفاع يستهدف التصريف والذي سيعقبة هبوط حاد ليؤكد تلك الأوضاع الصعبه للاقتصاد العالمي.
إفصاح مرتقب
ويعتقد على حمودي خبير الأسواق العالمية، لـ"معلومات مباشر"، أن هذه الأنباء لن تكون لها تأثير كبير على النظام المصرفي في المنطقة أو على أسواق الأسهم، لافتًا إلى أن من المهم أن تبدأ بنوك المنطقة بالإفصاح عن مدى انكشافها على تلك الأزمة التي تفاقمت في خلال أقل من يومين.
ومن الكويت، قال إبراهيم الفيلكاوي خبير أسواق المال، لـ"معلومات مباشر"، أن بورصات المال بالمنطقة قد تشهد تراجعات تلقائية وسيقودها صغار المتداولين وسيستغلها كبار المتعاملين في تجميع الأسهم القوية ماليًا وذلك على وقع الإعلان عن هذا الإنهيار، مشيرًا إلى أن أسواق المال بالمنطقة سيكون لديها جولة صعود أخرى ولكن بعد أن تهدأ تداعيات الإعلان عن هذا الإفلاس وكشف الفيدرالي عن نواياه حيال أسعار الفائدة التي من المنتظر تصاعدها من استمرار زيادة وتيرة التضخم.
انهيار جديد
ومن مصر، فيرى هاني أبو الفتوح، الخبير المصرفي، لـ"معلومات مباشر"، أنه إذا حدث إفلاس أحد البنوك الأمريكية، فلن يؤثر ذلك مباشرةً على البنوك العربية، بما في ذلك البنوك المصرية. وأشار إلى أن أسواق المال بالمنطقة قد تتأثر سلبًا وبشكل مؤقت مع تأثر قطاع البنوك بهذه الأنباء عن انهيار كيان مصرفي أمريكي جديد.
بدوره، أكد الدكتور محمد عبد الهادى، خبير أسواق المال، أن الوضع ببورصات المنطقة لن يكون كمثل الأزمة المالية العالمية في 2008 وسيكون التأثير طفيف وممتد بجلستي الأحد والاثنين فقط تقريبًا.
وأوضح محمد محمود عبد الرحيم الباحث الاقتصادي، أنه من المبكر الحكم الحقيقي على مدى تأثير هذه الصدمة على البنوك في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أنها بعيدة حاليًا عن تلك الأزمة ولكن يجب المراجعة الدائمة لمستويات السيولة والاطمئنان على أوضاع البنوك بالمنطقة.
ومن جانبه، أشار الخبير الاقتصادي ورئيس أبحاث السوق بشركة بيلون إيجيبت، طاهر مرسي، إلى أن غالبية بنوك المنطقة هي بنوك وطنية بعيدة تمامًا عن البنوك التي حدثت فيها الأزمة حتى الآن ولا يوجد علاقات أو روابط بينها، لافتًا إلى أنه من الممكن أن يتأثر فقط المستثمرون أو الشركات التي لديها ودائع أو استثمارات هناك.
يشار إلى أنه مع تلك الأوضاع، يقول المحللون الاستراتيجيون لدى "بنك أوف أميركا" إنَّ حركة الأسهم الأمريكية تتوقف على إشارات بشأن سياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما يجعلها محاصرة في نطاق من تداولات "تسيطر عليها حالة من القلق"، كما أنَّها لن تستطيع كسر ذلك الحصار دون تأكيد البيانات الاقتصادية بشكل قاطع ركود الاقتصاد.
للتداول والاستثمار في بورصات الخليج اضغط هنا.
ترشيحات:
إنفوجرافيك.. بنوك الإمارات تضخ تمويلات بمئات المليارات في 3 قطاعات
مباشر (اقتصاد)
