مباشر: يتجه الكثير ممن لديهم مدخرات مالية إلى تنميتها في ظل استمرار تضخم الأسعار والتوقعات بحدوث ركود اقتصادي عالمي خلال العام الجديد.
وفي ظل تلك الأجواء، أكد محللين اقتصاديين لـ "معلومات مباشر"، إن الراغبين في الحفاظ على قيمة الأموال من التآكل ومحاولتهم تحقيق عائد مالي يسهم في تعزيز أوضاعهم المادية خلال العام 2023 من الأفضل أن يتجهوا لاستثمار أموالهم بأسواق المال ولاسيما بالبلدان الناشئة التي تواجه عملاتها صدمة عنيفة جراء الأزمة الروسية الأوكرانية وتداعيات التضخم والركود المحتمل.
بدوره، أكد محمد عطا خبير الاقتصاد والأسهم، إن الاستثمار بالأسهم يكون من أنسب الوسائل في العام الجاري ولاسيما في البورصة المصرية والتي يندرج فيها حاليا أقل الأسهم من حيث القيمة بالمقارنة عالميا وخليجية.
وأشار إلى أن الوقت الآن أصبح مناسب لمن يريد الاستثمار وحماية أمواله من التضخم بالتزامن مع اتجاه رأس المال المؤسسي المحلي والأجنبي في اقتناص حصص مؤثرة في الشركات الكبري لان قيم هذه الشركات تقل بشكل كبير عن كلفة انشاء مصنع او خط إنتاج جديد فضلا عن قيمة الاسم التجاري.
وتوقع أن تبدأ السوق المصري زخما في نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل 2024 في ظل التوقعات بأن تتعافي ربحية الشركات الصناعية الكبري بسبب ارتفاع معدلات التشغيل مع توافر متوقع ومناسب لعملة الدولار وعودة الاستقرار للأوضاع الاقتصادية بصورة اكبر، خاصة لو بدات أمريكا في خفض سعر الفايدة.
وبحسب إحصائية أعدتها "معلومات مباشر"، فإن بورصة مصر تصدرت أسواق الأسهم العالمية والإقليمية مع خفض قيمة العملة بنسبة 10%، وزاد سهم مؤشر سوق دبي 0.5%فيما نزل سوق أبوظبي 0.2%. وارتفع مؤشر سوق السعودي 1.38% وارتفع مؤشرات بورصات قطر والكويت 1.2% لكلا منهما. وهبط مؤشر بورصة مسقط 1.2% ، وتراجع مؤشر سوق الكويت 0.7%.
وفي ذات السياق، أشارت حنان رمسيس خبيرة أسواق المال، إلى أنه لايوجد وقت أمثل للاستثمار في الاسهم، مشيرا إلى أن الأهم أن يستثمر الأفراد فائض النقدي المتوفر ليدهم وليست النقود التي هم بحاجة لها.
وأكدت أن من المهم تحديد القدرة علي مدي تحمل المخاطرة وذلك لأن تقلبات السوق وتذبذب الاسعار قد يكون عنيفا، مشيرا إلى أنه دائما المستثمر بالأسهم يجب أن يتعامل مع السهم علي أنه ليس شريك بالحياة بل هو أداة لتحقيق الربح فقط.
ومن جانبه، قال حسام عيد، رئيس قطاع الاستثمار بشركة القاهرة الوطنية للأوراق المالية، إن العام الجاري يعتبر الأنسب للاستثمار بالأسواق المالية عامة ولاسيما مع التوجه لخفض اسعار الفائدة جزيئا، مشيرا إلى أن البورصة المصرية ستأتي على رأس تلك الأسواق من حيث المفاضله لاسيما بعد الإعلان عن الاستحواذات المتتالية من قبل المؤسسات المالية العربية على العديد من الشركات المدرجة بها وزيادة رغبتها في ضخ استثمارات جديدة عن طريق شراء حصص حاكمة بهذه الشركات.
ومن جانبها، أشارت أسماء أحمد خبيرة أسواق الأسهم إلى أن الوقت المناسب للاستثمار في سوق الأسهم هو حينما يكون هناك تأكيد من قبل الخبراء المتخصصين أن السوق المالي المراد الاستثمار فيه الأموال من الاتجاه الهابط الي الاتجاه الصاعد. وأوضح أن الاستثمار في سوق هابط يجعل قيمة الاستثمار في تناقص مستمر، مشيرا إلى أن السوق يتحول الي صاعد في حالة بدأ الفدرالي أن يتوقف عن السياسة التشددية وقتها يصبح الاستثمار مُجدي بشكل عام .
ونصحت باختيار الأسهم التي تخالف اتجاه المؤشر والتي تكون في اتجاه صاعد او على الاقل عرضي على سبيل المثال نجد أسهم بعض القطاع الصحي في السوق السعودي تتبنى الاتجاه الصاعد مثل سهم سلميان الحبيب ورعاية وبعض الاسهم الأخري التي تغرد خارج السرب في باقي القطاعات .
وأوضحت أن مخالفة هذه الأسهم لاتجاه المؤشر العام يعطى دلالة على تفوق القوة الشرائية عن البيعية ودلالة اخري على أن نتائج هذه الشركات من المتوقع أن يكون لها أداء إيجابي. وأشارت إلى أن هذا ينعكس على أداء السهم مسبقا وعدم تأثر هذه الشركات بارتفاع اسعار الفائدة والذي يكون لانخفاض مديونياتها أو أنها توفر مصادر التمويل لديها من مصادر أخري تشغيلية.
مباشر (اقتصاد)
