أخبار عاجلة

نساء يدفعن ثمن تسلط الرجال وضياع الأبناء

نساء يدفعن ثمن تسلط الرجال وضياع الأبناء نساء يدفعن ثمن تسلط الرجال وضياع الأبناء

 صفاء المحضار (المدينة المنورة)

تطفو على السطح بين الحين والآخر مشكلة سوء تعامل الرجل للمرأة، أب لابنته، أو أخ لأخته، أو زوج لزوجته، فالنتيجة واحدة، بنات بسلوكيات سلبية وعقد واكتئابات نفسية، وأبناء ذوو شخصيات مهزوزة يفقدون الثقة في أنفسهم، ناهيك عما تعانيه المرأة الأم سواء كانت أرملة أو مطلقة أو حتى مهجورة بعد فقدان معيلها أو الانفصال عنه.عدد من النساء تحدثن لـ«عكاظ» وسلطن الضوء على معاناة المرأة كمعيلة لنفسها أو لأولادها دون مساعدة، أو مربية لأطفالها سواء في ظل وجود الأب أو في حال الانفصال عنه.ترى ميرفت محمد (33 عاما)، أم لطفلين ومنفصلة عن زوجها أن عدم التوافق بينها وبين والد أطفالها للوصول لأسس تربوية صحيحة ادى الى صراعات وتناقضات ملموسة في سلوك اولادها، بالإضافة إلى اختلاف البيئتين بينها وبين طليقها -على حد تعبيرها- وتقول: إن والد أطفالها يقوم باصطحاب الولد تاركا الفتاة بسبب تفكيرة المجتمعي، ما أدى إلى إصابة البنت بحالة نفسية رغم أن عمرها لا يتعدى الـ13 عاما، ما أدى إلى رفضها الواقع الذي تعيش فيه، ففضلت الانعزال عن المحيط الأسري، كما تعلقت بشدة بصديقاتها، الأمر الذي أدى إلى تمردها في السلوك العام، والتقصير في التحصيل الدراسي. وتستطرد ميرفت قائلة بأسى: أعاني من اختلال التوازن المادي وأجاهد في سبيل الحصول على لقمة العيش والبحث عن وظيفة أبدأ بها من جديد لكي انقذ ابنائي ونعود عائلة سوية من جديد خاصة أن طليقي يهدد بطردي من المنزل الذي نعيش فيه أنا وأبنائي.أما وفاء المسلم (34 عاما)، متزوجة، فتقول: أعاني من تقصير زوجي وإهماله وعدم معاونته لي في تربية الابناء، خاصة أنني لم تعد لدي الاستطاعة للتوفيق بين الوظيفة والأمومة ومتطلبات زوجي وأعمال المنزل، ما أدى إلى إخفاق أبنائي في الدراسة.وكان لأم أحمد (25 عاما) منفصلة بوفاق، رأي آخر، حيث أوضحت أنها لا تعاني من أية مشاكل مع ابنتيها الوحيدتين، مؤكدة أنها نجحت في القيام بدور الأب والام معا، وهي امرأة عاملة ولديها قوة وارادة وهذا ماساعدها على تربية ابنتيها التي تطمح أن تربيهما أفضل تربية وتعلمهما أحسن تعليم.خلود فتاة في عمر الزهور لم تبلغ 21 عاما من عمرها إلا وهي أم لثلاثة أطفال اكبرهم في السابعة من عمره، انفصلت منذ سنة ولا تجد سندا أو معيلا، وتعاني من ضغوط شديدة، بخلاف نظرة المجتمع، كما أنها تعيش في صراع كبير، بين خوف على أبنائها ورغبتها في الزواج مرة أخرى.وتروي أم الجابر (45 عاما) مطلقة وأم لخمسة أطفال قصتها باكية: عانيت الأمرين من والد أطفالي الذي كان يفرق بينهم في المعاملة ما أدى إلى ضعف ثقة الأولاد بأنفسهم، بل تحول إلى إحباط وشعور بالنقص والاكتئاب، لدرجة أن ولدي الأكبر أصبح يتبول لا إراديا في فراشه ليلا، في الوقت الذي أحاول علاج ما أصابهم، وأدى إلى اهتزاز شخصياتهم، بدعمي لهم وتحفيزهم والقيام بدور المربية والأم والمسؤولة والمعيلة، مضيفة: ورغم انفصالي عن والدهم ما زلت أعاني من سلوكه غير المتزن بتدخله الخاطئ والدائم في تربية الأولاد بوحشيته الفظة في التعامل.وتعاني حصة (38 عاما)، عاملة في إحدى المدارس، من انهيارات عصبية بسبب علاقتها بزوجها والمهددة بالانهيار، وهي تعيش على المهدئات وطفلها الوحيد يعاني من مشاكل أبرزها البكاء والصراخ الدائم بسبب حياتهم غير المستقرة، وتقول في حيرة: لا أعلم هل أستمر مع زوجي من أجل ولدي أم أطلب الطلاق، وفي الحالتين أنا متضررة فوجوده مثل عدمه، فأنا أقوم بتحمل النفقات على المنزل وخلافه، وقد ورطني زوجي بقروض بنكية وديون من أجل شراء بيت العمر الذي لم ير النور حتى الآن.

جي بي سي نيوز