وسط رمال الواحة الذهبية، تقع قرية «القصر الإسلامى»، ذاك النموذج الفريد للآثار الإسلامية المتشبعة بهويتنا المصرية الخالصة.
بمجرد أن تطأ قدماك «القصر الإسلامى»، الكائنة شمال مدينة موط، عاصمة مركز واحة الداخلة، التابع لمحافظة الوادى الجديد، كأنما انتقلت بآلة الزمن إلى مصر ما قبل حوالى 1600 عام، فالقرية ذات بهاء معمارى مصطبغ بمزيج من بقايا نزعة فرعونية قبطية ولمسة إسلامية، وبها بقايا شواهد وآثار إسلامية تعود للقرن الأول الهجرى، كونها أولى القرى التى استقبلت القبائل الإسلامية بالواحات، فى حوالى عام 50 هجرية.
تبدو «القصر الإسلامى» كبانوراما مصغرة تخطف مخيلتك لتنتقل من خلالها إلى مصر الإسلامية، هُنا مأذنة من الرمال الحجرية يلتقى بها ماضى تاريخنا وحاضره، وشواهد نصوص إنشائية تسرد حكايا تاريخية تأبى الاندثار رغم ما يطرأ عليها، ونزعة أيوبية يعكسها مسجد نصر الدين ذو المأذنة الشاهقة التى ترتفع لنحو 21 مترا محتفظة ببهائها المعمارى، ومبنى لمحكمة قديمة مزودة بصحن واسع ومكان للقاضى، يقال إنها من بقايا العصرين العثمانى والمملوكى.
تمثل «القصر الإسلامى» نموذجًا متكاملًا للعمارة المدنية فى العصر الإسلامى، حيث عبقرية التخطيط، فمنازلها الواقعة تحت شمس الصحراء الحارقة أقل بحوالى 13 درجة مئوية عن الخارج، غير أنها نموذج فريد للاكتفاء الذاتى، إذ اعتمد سكانها قديمًا على تجارة عصر الزيتون لإنتاج الزيت، وتخزين التمور، وطحن القمح، ولكن هل يمكن تحويل هذا الكنز المعمارى لمزار سياحى؟.
