أخبار عاجلة

ذاكرة الكتب.. خطر نووى بسبب الحرب العالمية الثالثة «المحتملة».. «توفيق» يرصد الاستراتيجية النووية بين الشرق والغرب

ذاكرة الكتب.. خطر نووى بسبب الحرب العالمية الثالثة «المحتملة».. «توفيق» يرصد الاستراتيجية النووية بين الشرق والغرب ذاكرة الكتب.. خطر نووى بسبب الحرب العالمية الثالثة «المحتملة».. «توفيق» يرصد الاستراتيجية النووية بين الشرق والغرب

لا حديث يدور الآن في العالم إلا عن التهديد بنشوب حرب نووية عالمية بين من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى على خلفية الحرب الدائرة الان في أوكرانيا.. وذلك بعد تهديد الرئيس الروسى بوتين بوضع قوات الردع النووى على أهبة الاستعداد وتبعه حليفه زعيم الدولة النووية، بإعلان التعبئة العامة والاستعداد للحرب، والتصريحات المضادة من قادة حلف الناتو بأنهم أيضا يملكون قوة ردع نووية، وبين هذا وذاك وقف العالم على أطراف أصابعه، خوفا من قيام حرب نووية مدمرة، كما وصفها وزير الخارجية الروسى لافروف تهدد البشرية بأسرها.. وهناك كتاب للدكتور سعد حقى توفيق بعنوان «الاستراتيجية النووية بعد انتهاء الحرب الباردة» يهدف فيه تسليط الضوء على كل ما يتعلق بالاستراتيجية النووية وأبعادها في فترة ما بعد الحرب الباردة من تطورات وعقائد جديدة، والاطلاع على سياسة الردع النووى وتأثيرها، وسياسة عدم الانتشار ومخاطر عدم نجاحها، وما يتعلق بسياسة نزع السلاح من خلال المتغيرات الدولية الجديدة.

ويقول المؤلف: أدخل السلاح النووى العالم عصرًا جديداً في تاريخ الأمم. فامتلاك السلاح النووى، مع ظهور الصراع العقائدى بين الشرق والغرب، قد أدى إلى ظهور الاستراتيجية النووية التي جسدت تأطير الأسلحة النووية في ظل استراتيجيات لغرض تحديد دورها ووظائفها في العلاقات الدولية. وتعرضت هذه الاستراتيجيات النووية إلى التعديل والتغيير في ضوء التطورات والتحولات التي انتابت العلاقات الدولية، ويقول المؤلف إن الحرب الباردة انتهت بدون حرب عامة. وهذا الإنجاز الهام مرده إلى فعالية استراتيجية الردع. فقد انتهت لعبة الصراع الدولى بدون حرب بسبب فعالية والقوة المرعبة لأسلحة الطرفين. وخضعت الاستراتيجيات الدولية لإعادة تقويم ولإعادة نظر وتم تحديد بعض الأولويات عند القادة في العالم والتى منها أن منع اندلاع حرب شاملة هو أولوية بسبب مصالح الأمن القومى مثل الرفاهية والسلام.

ويشير الكاتب إلى أن سياسة الأمن القومى الأمريكى في عهد كلينتون كانت قد عبرت عن تدهور أمريكا اقتصادياً مع صعود الصين واليابان وألمانيا. وأخذت الولايات المتحدة تواجه منافسة تجارية حادة من منافسيها الاقتصاديين الذين ينمون بشكل أسرع منها. وعلى المدى البعيد فإن هذه الاتجاهات سوف تقلل من قدرة أمريكا على قيادة شؤون العالم وسوف يصبح اقتصادها من أهم أولوياتها. ولم يعن ذلك أن المنافسة العسكرية والتهديد سوف يتراجع بالضرورة.

ويستطرد: إن الاستراتيجيــة الأمريكية لمرحلة ما بعد الحرب الباردة تتضمن:

  1. أن تحرك الاستراتيجية الأمريكية من الإعداد للحرب مع الاتحاد السوفيتى واستخدام الأسلحة النووية إلى الإعداد لحروب لا تهدد باستخدام الأسلحة النووية ولكن مع بقاء إنفاق دفاعى عال.
  2. إن عقيدة الولايات المتحدة تلزمها الاستمرار في الاستعداد للقتال وربح حربين رئيستين في آن واحد. وفى مطلع 1993 فإن مخططى البنتاجون قد تأملوا في الاستراتيجية القائمة على اندلاع هاتين الحربين في آن واحد على أساس استخدام القوات المسلحة بشكل فعال لربح حرب واحدة في حين تستخدم القوات الجوية وقوة محدودة من القوات البرية للصمود في الأخرى. وإن هذه الاستراتيجية الثانية تم التخلى عنها، وعوضاً عن ذلك فإن سياسة الدفاع الأمريكية تعد لشن حربين في آن واحد.
  3. إن عقيدة الولايات المتحدة سوف تعبئ بنية متوازنة من أجل مواجهة أي تحد يمكن أن يظهر. وإن الولايات المتحدة تستمر في الاستعداد من أجل أن تكون قادرة على التدخل عسكرياً حول العالم. وقد أعلن كلينتون في فبرار 1993 أن أمن الولايات المتحدة مرتبط بالمساعدة على منع أو حل الصراعات حول العالم.
  4. إن العقيدة العسكرية الجديدة تهيئ الجيش للعمليات متعددة الجوانب التي تتراوح من عمليات مضادة للمخدرات في أمريكا اللاتينية إلى الحروب مثل الحرب في الخليج العربى وبنما، إن هذه العقيدة تركز على الاستعدادات لمثل هذه العمليات مثل مهمات حفظ السلام، المساعدة الإنسانية، إنقاذ الكوارث، السيطرة على الشغب ومساعدة البلدان نحو الديمقراطية.

إن أسلحة الدمار الشامل هي الملجأ الأخير لأولئك الذين يملكونها خلال الحرب الباردة، واستراتيجية الأمن القومى قد أشارت اليوم إلى أن الأعداء يرون في أسلحة الدمار الشامل أسلحة خيار ذلك الذي يضع الإرهابيين بمستوى الطغاة في فكر بوش. لذلك فإنهم يصرون على أن الوقاية يجب أن تضاف- ليس بالضرورة في كل المواقف- إلى مهام الاحتواء والردع: «نحن لا نستطيع أن نسمح لأعدائنا بالبدء بالضربة» يقول بوش. إن استراتيجية الأمن القومى هي دقيقة لتحديد أسس قانونية للوقاية. والقانون الدولى يعترف بأن «الأمم لا تحتاج إلى معاناة هجوم قبل اتخاذ فعل قانونى للدفاع عن أنفسهم ضد القوى التي تمثل خطراً وشيك الوقوع، هناك أفضلية للوقاية جماعياً.

فالولايات المتحدة سوف تكافح لتجنيد مساندة المجتمع الدولى. ولكن لن تتوانى للعمل بشكل منفرد إذا كان ضرورياً لممارسة حقنا للدفاع عن النفس عن طريق العمل وقائياً ضد هؤلاء الإرهابيين لمنعهم من إلحاق الأذى ضد شعبنا وبلادنا، كما قال جورج بوش.

إن الوقاية بدورها تتطلب التهيئة لخلق توازن قوى من أجل حرية الإنسان. فبوش يقول «قواتنا ستكون قوية بما فيه الكفاية لردع أعداء محتملين من اتباع بناء عسكرى من أجل التفوق أو مساواة قوة الولايات المتحدة». أما كيف يتم ذلك فإن هذا يقودنا إلى التجديد في الاستراتيجية الأمريكية التي تؤكد على التعاون بين القوى الكبرى.

المصرى اليوم