دماء جديدة على الأسفلت، والضحية كانت صيدلانية تُدعى أمانى محمد، نائب مدير الطب الوقائي في الجيزة، إذ دهسها طفل بسيارة ملاكي أثناء عبورها طريق المحور المركزي بأكتوبر.
فور نقل الصيدلانية صاحبة الـ 63 عامًأ، لمستشفى أكتوبر المركزي، الخميس الماضي، لفظت أنفاسها متأثرةً بالإصابات التي لحقت بها من كسور في قاع الجمجمة وكسر في الساق وسحجات بالوجه والأنف ونزيف بالأذن.
حضرت طبيبة أسنان إلى موقع الحادث، وقررت أن الطفل المتهم هو ابنها، والسيارة المتسببة في الحادث ملكه، وأن نجلها قائدها دون معرفتها ولا يحمل بالطبع رخصة قيادة كونه طالبًا بالصف الأول الثانوي.
النيابة العامة، قررت إخلاء سبيل الأم بكفالة 5 آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، كما قررت حبس الطفل «عبدالله.م»، 15 عامًا، 4 أيام على ذمة اتهامه بالقتل الخطأ، وقيادة سيارة دون ترخيص.
بيان النيابة، الصادر اليوم السبت، أفاد بأن النيابة اطلعت على مقطع مُصوّر للواقعة، وعلى تقرير مفتش الصحة الخاصّ بفحص جثمان المتوفاة، واستجوبت مالكة السيارة -والدة الطفل المتهم- فأنكرت ما نُسب إليها من سماحها لابنها بقيادة السيارة دونَ حصوله على رخصة قيادة، وقد نجَمَ عن ذلك حدوث وفاة، مُدعيةً حصولَه على السيارة دون علمها.
كما استجوبت النيابة العامة الطفل، فأقرَّ بارتكابه الواقعة وقيادته السيارة دون علم والدته، وأنه هرب من محلّ الحادث فورَ وقوعه خوفًا.
قالت مصادر مسؤولة، إن الطفل عٌرض على مصلحة الطب الشرعي لبيان تعاطيه مواد مخدرة من عدمه أثناء قيادة السيارة وقت الحادث.
وصرحت النيابة بدفن جثمان الطبيبة، بعد توقيع الكشف الطبي والتأكد من سبب الوفاة، كما أمرت بالتحفظ على السيارة وفحصها بمعرفة خبير من الإدارة العامة للمرور وبيان سلامة الفرامل والسرعة التي كانت عليها وقت الحادث، ووضع تصور لكيفية وقوعه.
وقررت النيابة التحفظ على كاميرات المراقبة بمكان الحادث، والتأكد من التقاطها صورًا للواقعة.
وأظهرت التحقيقات وتحريات أجهزة الأمن الأوليّة أن المتهم كان يقود السيارة برعونة وسرعة زائدة أثناء تحدثه في الهاتف المحمول، ما أدى إلى دهسه للضحية.
وقال المتهم، لجهات التحقيق، إنه لم يقصد دهس الطبيبة، مبررًا اصطدامه بها بأنها «جت قدامي فجأة».
وأفاد شهود العيان، خلال التحقيقات، بأن الطالب حاول الهروب بسيارته بعد الحادث لكن المواطنين تمكنوا من التحفظ عليه، لحين وصول أجهزة الأمن للقبض عليه.
