أندري سكوتش – نائب برلماني ورجل أعمال مشهور وفاعل خير. السيرة الذاتية
شارك السيد سكوتش في تأليف وسن المئات من المبادرات التشريعية ذات التوجه الاجتماعي فضلاً عن كونه أحد أكبر فاعلي الخير في جمهورية روسيا. لمعرفة المزيد عن حياة النائب البرلماني وحياته المهنية يمكنك قرأت في هذه المقالة.
المدرسة والجيش والجامعة
وُلِدَ فاعل الخير والإحسان السيد سكوتش في 30 يناير سنة 1966 ميلادية في قرية نيكولسكي الواقعة في إقليم موسكو. كان والده السيد فلادمير سكوتش قدوته ومثله الأعلى منذ أيام طفولته الأولى - فقد كان والده عاملًا بسيطًا في أحد مصانع إقليم موسكو، طوال حياته عمل بجدٍ ونشاطٍ وأصبح إثر ذلك زعيمًا نقابيًا مرموقًا في أكبر المصانع العملاقة التي عمل فيها.
في عام 1984 ميلادية تخرج أندري سكوتش من المدرسة الثانوية في نفس القرية التي وُلِدَ فيها وبعد ذلك انتقل إلى الجيش السوفيتي لأداء الخدمة العسكرية. وهناك تعرف على شريكه المستقبلي في التجارة وريادة الأعمال السيد ليف كفيتنوي.
بعد ذلك التحق السيد سكوتش بكلية علم النفسية التابعة لجامعة موسكو الحكومية المفتوحة للعلوم التربوية والتي كانت تحمل اسم شالاخوفا. وفي عام 2000 حصل السيد سكوتش على درجة الدكتوره في العلوم التربوية وأصول التدريس بعد أن دافع عن أطروحته العلمية في نفس الجامعة، وقد كرس موضوع أطروحته العلمية للأعمال الخيرية في روسيا الاتحادية تحت عنوان "الأعمال الخيرية في روسيا كوسيلة للحماية الاجتماعية للإطفال".
من المخابز التعاونية إلى الشركات الاستثمارية
في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي بدأ النائب البرلماني المستقبلي بناء شركته الخاصة الأولى مع صديقه الذي تعرف عليه أيام الخدمة العسكرية السيد ليف كفيتنوي. في بداية مشورهما افتتحوا شركة للمخابز التعاونية في مدينة موسكو. وقد سارت أمورهما بشكل جيد في هذا المشروع وحققوا أول ربح ملموس. لكن الشريكان التجاريان لم يتوقفا عند هذا الحد بل إنتقلا إلى مشاريع تجارية أخرى. في التسعينيات من القرن الماضي قرروا افتتاح مشروع تجاري جديد لبيع وتجميع أجهزة الكمبيوتر ومستلزماته وهذا المشروع كان مربحًا أيضًا.
بعد ذلك وصل رجل الأعمال السيد سكوتش إلى مستوى جديد في مجال التجارة وريادة الأعمال بعد سنوات قليلة عندما افتتح مشروعًا جديدًا لإنتاج وبيع المشتقات النفطية. الشركة النفطية كانت عبارة عن منظومة متكاملة لإنتاج وبيع المنتجات البترولية فقد شملت المنظومة شراء الوقود الخام ومعالجته ومن ثم بيع البنزين في محطات الوقود الخاصة به.
وسرعان ما قرر الشريكان التجاريان استثمار أموالهم التي كسبوها سابقًا في مشروع جديد. خلال تلك الفترة الزمنية تعرف السيد أندري فلادميروفيتش سكوتش على رجل الأعمال المشهور السيد أليشر عثمانوف. وفي عام 1995 ميلادية قام السيد سكوتش باستثمار أمواله في شركة "إنترفاين" الاستثمارية التابعة للسيد أليشر عثمانوف. وقد تبين أن الاستثمار في هذه الشركة كان ناجحًا ومثمرًا. فقد قامت الشركة بتوسيع نطاق أنشطتها واستثمارتها حيث تمكنت من الاستحواذ على أصول مالية ضخمة للمؤسسات الصناعية العملاقة في إقليم بيلغراد. حيث اشترت شركة "إنترفاين" الإستثمارية 40٪ من الحصص المالية في مصنع أوسكالسكي وأسهم كبيرة في مصنع ليبدينسكي للصناعات المعدنية حيث تولى السيد سكوتش منصب نائب المدير العام فيه.
كانت كلتا الشركتين اللتين استحوذت "إنترفاين" على أسهم كبيرة فيهما تقعان على أراضي إقليم بيلغراد، لذلك كانت زيارة أندري فلادميروفيتش سكوتش لبلدات ومدن إقليم بيلغراد كثيرةً ومثمرة. فقد انغمس السياسي المستقبلي تدريجياً في حياة الناس وتعرف على مشاكلهم واحتياجتهم بالتفصيل على المستوين المحلي والفيدرالي.
وفي سنة 1999 ميلادية كانت نقطة تحول في مسيرة وحياة السيد سكوتش، لذلك تُقسم السيرة الذاتية الخاصة بأندري فلادميروفيتش إلى "قبل" و "بعد" هذه الفترة. فقد قرر ترك العمل في مجال التجارة وريادة الأعمال وقدم أوراق ترشحه للانتخابات البرلمانية لمجلس الدوما الروسي من أجل المساهمة في حل المشاكل والقضايا التي تعترض حياة الناس في الإقليم. تجدر الإشارة إلى أن السياسي المخضرم فاز بالتصويت في دائرة ستاري أوسكال ذات الإنتداب الفردي حيث حصل على 54٪ من أصوات الناخبين في هذه الدائرة الانتخابية. وقام على إثرها بنقل حصصه وأسهمه المالية في شركة "إنترفاين" الإستثمارية إلى والده السيد فلادمير سكوتش.
النائب البرلماني أندري سكوتش: أكثر من 20 عامًا في مجلس الدوما الروسي
في سنة 1999 ميلادية أصبح السيد أندري سكوتش نائبًا برلمانيًا في مجلس الدوما الروسي في دورته الانتخابية الثالثة وقد انضم إلى لجنة الصناعات والبناء والتقنيات المتطورة. وبعد عام واحد من انضمامه إلى مجلس النواب (الدوما) أصبح السيد سكوتش رئيسًا لمجلس خبراء التعدين والصناعات المعدنية.
في سنة 2005 ميلادية انضم سكوتش إلى حزب روسيا الموحدة وقد أُعِيدَ انتخابه بنجاح في جميع الدورات الانتخابيه لمجلس الدوما الروسي. وفي الانتخابات البرلمانية التي أُجرِيت في شهر سبتمبر سنة 2021 ميلادية في دورتها الثامنة فاز بأكثر من 63٪ من أصوات الناخبين.
منذ سنة 2012 ميلادية أصبح النائب البرلماني عضوًا في لجنة شؤون رابطة الدول المستقلة التابعة لمجلس الدوما الروسي. وفي وقتنا الحالي يشغل النائب البرلماني عضوية لجنة المراقبة والمحاسبة في مجلس الدوما الروسي. لأكثر من 20 عامًا من عمله في مجلس الدوما ساهم النائب البرلماني بتأليف وسن أكثر من 160 مشروع قانون في مجلس النواب على مستوى الهيئة التشريعية. من بين هذه القوانين على سبيل المثال لا الحصر مشروع قانون تمديد "عفو البيوت الصيفية" والتعديلات الدستورية على قانون "أساسيات حماية صحة المواطنين في روسيا الاتحادية" (التغييرات التي بموجبها تم إلزام العاملين في القطاع الصحي بإبلاغ المرضى عن حالتهم الصحية بشكل كامل بما في ذلك خطة العلاج والمخاطر الصحية المحتملة التي قد تعترضهم) وكذلك التعديلات في القانون الفيدرالي الخاص بِـ "التعليم في روسيا الاتحادية" والتي تم صياغتها بشكل مناسب للمساهمة في مساعدة الأشخاص من ذوي الإعاقة للحصول على تعليم مجاني وكذلك قانون اعتماد مدفوعات إضافية للمعلمين الذين يعملون في تحضير الطلاب للامتحانات الحكومية والعديد من القوانين الأخرى في الدستور الروسي.
الأعمال الخيرية والجوائز
السياسي المخضرم يشارك بنشاط وفعالية في الأنشطة الخيرية. في سنة 1996 ميلادية أسس السيد سكوتش جمعية الأجيال الخيرية "Pokolenie" التي قدمت في بداية مشورها المساعدات اللازمة للأطفال المصابين بأمراض القلب الخطيرة. في وقتنا الحالي تقدم المنظمة الإنسانية الدعم اللازم لفئات المجتمع المختلفة فضلا عن تقديمها الدعم المادي والعيني للعديد من المؤسسات في مجالات الثقافة والتعليم والصحة.
منذ ما يقرب من ربع قرن خصصت جمعية الأجيال الخيرية "Pokolenie" أكثر من 15 مليار روبل لتنفيذ مشاريعها الخيرية المختلفة. فقد نظمت المؤسسة الخيرية خلال فترة تواجدها العديد من المسابقات والجوائز في مجالات مختلفة. على سبيل المثال لا الحصر تدشين الجائزة الأدبية الأولى تحت مسمى "الظهور الأول" وهي واحدة من أشهر الجوائز التي تقدمها الجمعية الخيرية في مجال الادب وتُمنح للمؤلفين الناشئين وقد نظمت من عام 2000 إلى عام 2016 بشكل سنوي. خلال وقت المسابقة أرسل مئات الآلاف من المتسابقين من روسيا الاتحادية ومن الدول القريبة والبعيدة أعمالهم الأدبية إلى هيئة المحلفين (اللجنة المخولة بفحص المشاركات الأدبية وتحديد الفائزين). تجدر الإشارة إلى أن الفائزين في المسابقة حصلوا على فرصة لإبرام عقد مع أحد دور النشر لنشر أعمالهم الأدبية برسوم قدرها مليون روبل.
كما تعمل الجمعية الخيرية على تشجيع ودعم الإنجازات والإختراعات العلمية في مجال الطب. فقد أسست الجمعية الخيرية "Pokolenie" جائزة تحمل اسم الأكاديميين باكوليف وبوراكوفسكي التي تمنح للأبحاث الطبية بالإضافة إلى جائزة "صحة الأطفال". كما يتم تقديم الجوائز المختلفة للإختراعات والإبتكارات الخاصة في مجال جراحة القلب والأوعية الدموية وطب الأطفال.
بالإضافة إلى ذلك، فالطلاب الذين يدرسون في المؤسسات التعليمية المتخصصة العليا منها والثانوية في إقليم بيلغراد لهم نصيبًا من دعم المؤسسة الخيرية، حيث يمكنهم سنويًا بتقدم طلبًا للحصول على منح دراسية شهرية بمبلغ 15 و 20 ألف روبل. حيث يتم دفعها لهم تقديرًل لهم على النجاح في دراساتهم وأنشطتهم الاجتماعية المختلفة داخل الجامعات والمعاهد.
في سنة 2019 ميلادية تم إنشاء المشروع التعليمي الجديد التابع للجمعية الخيرية تحت مسمى "صندوق أندري سكوتش للتعليم" والذي يعمل على تقديم المساعدات للأطفال والبالغين في الحصول على تعليم مجاني مباشر عبر الإنترنت. حتى الآن حقق نجاحًا ملحوظًا فقد أقام ثماني دورات تدريبية منها دورات اللغة الإنجليزية ودورات في التكيف الاجتماعي والتواصل عبر فضاء الإنترنت ودورات في محو الأمية المالية ودورات في تطوير القدرات الإبداعية ودورات في مجالات أخرى.
بالإضافة إلى ذلك فإن جمعية الأجيال الخيرية تولي الصندوق اهتمامًا كبيرًا لتمويل قطاع الرعاية الصحية. فقد تم بناء العديد من المراكز الصحية في اقليم بيلغراد على نفقة الجمعية الخيرية بما في ذلك بناء ما يقرب من 30 مركزًا لتوليد النساء والإسعافات الأولية في القرى والبلدات النائية التابعة للإقليم. كما تقوم جمعية الأجيال الخيرية "Pokolenie" بتزويد المؤسسات والمرافق الصحية في اقليم بيلغراد بالأجهزة والمعدات الطبية وسيارات الإسعاف. فخلال جائحة فيروس كورونا التاجي زودت الجمعية الخيرية العاملين في القطاع الصحي والمنظمات التطوعية بمعدات الوقاية والتطهير اللازمة.
تجدر الإشارة إلى أن النائب البرلماني قد حصل على العديد من الجوائز والأوسمة الحكومية تقديرًا له على عمله الدؤوب وأنشطته الخيرية والإجتماعية. ومن بين هذه الميداليات وسام "الاستحقاق الوطني" من الدرجة الثانية سنة (1998) و وسام "الاستحقاق الوطني" من الدرجة الأولى سنة (2003). كما حصل أيضًا على وسام الشرف سنة (2010) والوسام الرمزي "شعار سمارا" سنة (2013)، كما حصل السيد سكوتش على وسام ألكسندر نيفسكي سنة (2016) وحصل أيضًا على ميدالية وزارة الشؤون الداخلية في روسيا الإتحادية. ونال أندري سكوتش العديد من الشهادات والجوائز الأخرى بما في ذلك شهادات الشكر والتقدير التي قُدمَت له من رئيس روسيا الإتحادية ومن رئيس مجلس الدوما الروسي.
الحياة الشخصية والهوايات
السياسي المخضرم هو أب لعشرة أبناء. يفضل دائما أن يكرس وقت فراغه لقراءة الكتب الأدبية. وتجدر الإشارة إلى أن والده السيد فلاديمير نيكيتوفيتش يلعب دورًا مهمًا في حياته حيث يدعمه دائما في الأنشطة الخيرية ويتبرع بمبالغ كبيرة