المسجد الحرام.. أكاديمية لتعلم القرآن والسنة

المسجد الحرام.. أكاديمية لتعلم القرآن والسنة المسجد الحرام.. أكاديمية لتعلم القرآن والسنة
على مدار اليوم يتحلق الطلاب في حلقات بأروقة المسجد الحرام، كل حلقة تجدها تتحلق حول أحد المشايخ حيث يثنون الركب بجوار بعضهم البعض بحثا عن العلم وتستخدم طريقة التدريس الإلقائية والتي تكون بين ملقٍ ومتلقِ، والشيء العجيب هو همة الطلاب المرتفعة فتجدهم يحفظون المجلدات من الكتب والقرآن الكريم مما جعل مستواهم الدراسي عاليا وهم ينتمون لكافة الدول الإسلامية ومنهم من جاء إلى هذا المكان لطلب العمل الشرعي، فالمسجد الحرام له مكانة علمية عبر العصور المختلفة فقد جلس في أروقة هذا المسجد العظيم كبار الصحابة والتابعين لتعليم القرآن وشرح السنة فقد كان ولازال أكاديمية يتعلم فيها المسلمون علومهم المختلفة سواء في الشريعة أم في اللغة أم في العلوم الأخرى.ولاتزال هذه المظاهر موجودة ولله الحمد داخل أروقة المسجد الحرام، حيث تم تخصيص إدارة خاصة لذلك أطلق عليها إدارة التوجيه والإرشاد وهي التي كلفت بمتابعة الدروس والإفتاء والإرشاد والتوجيه في المسجد الحرام، كما أن معهد الحرم يعتبر جامعة يتخرج منه سنويا مئات الطلاب من مختلف الدول الإسلامية ليعودون إلى بلدانهم محملين بالعلوم الشرعية والعربية، حيث إنه يمنح درجة البكالوريوس في العلوم الشرعية، وقد اعترفت جامعات مختلفة بشهادة معهد المسجد الحرام وتمت معادلة شهادته بالشهادة الجامعية، ومن هذه الجامعات جامعة أم القرى وجامعات أخرى عديدة.وفي هذا السياق، أوضح الدكتور يوسف الوابل مستشار الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي أن المشايخ المشاركون في التوجيه والإرشاد على قسمين، الأول: ما يعنى بتقديم الدروس ومن أبرز المشايخ الذين يقومون بالتدريس في المسجد الحرام أئمة المسجد الحرام والشيخ صالح اللحيدان الرئيس السابق لمجلس القضاء الأعلى والشيخ عبدالله المطلق عضو هيئة كبار العلماء والشيخ علي عباس الحكمي عضو هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالرحمن العجلان رئيس محاكم القصيم السابق والشيخ سعد الشثري والشيخ سليمان التويجري وغيرهم من العلماء الأجلاء.كما يقوم سماحة المفتي العام بالتدريس في المسجد الحرام خلال الإجازة الصيفية والتي يكون فيها أعضاء هيئة كبار العلماء بمدينة الطائف ويزيد عددهم على اثنين وعشرين مدرسا على مدار العام ومواقع حلقات الدروس بصحن المطاف والتوسعة الأولى وتوسعة الملك فهد والرواق القديم والدور الثاني من المسجد الحرام وسطح المسجد الحرام ومواعيد تلك الدروس بعد صلاة الفجر، وبعد صلاة الظهر وبعد صلاة العصر وبعد صلاة المغرب وبعد صلاة العشاء، وقد تم كذلك توصيل سماعات الدروس إلى مصليات النساء وساحات المسجد الحرام لتمكين المصلين في الساحات من الاستفادة من دروس العلماء.ورصدت «عكاظ» تحلق عدد كبير منهم حول الشيخ عبدالرحمن العجلان رئيس محاكم القصيم السابق والذي فرغ نفسه للتدريس بالمسجد الحرام وترك القضاء، حيث يدرس العلوم الشرعية تحت المكبرية بشكل يومي طوال العام ويحرص الكثير من الطلاب على حضور درسه اليومي من مختلف الدول الإسلامية.وفي المواسم، يغص المسجد الحرام بالدروس، ففي شهر رمضان يقام فيه قرابة 22 درسا في العقيدة والفقه والأصول والتوحيد والسيرة وغيرها، يقوم بتدريسها نخبة من العلماء الأجلاء منهم أئمة المسجد الحرام وأعضاء من هيئة كبار العلماء وعدد من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات السعودية، وهناك من المدرسين من أمضى سنوات طوالا في هذه المهنة الشريفة، يأتي في مقدمتهم الشيخ يحيى عثمان حيث يقوم فضيلته بممارسة التدريس في التوحيد والتفسير منذ قرابة 40 سنة وهو في مكانة خلف المكبرية الشمالية بالمسجد الحرام، وهناك الشيخ محمد حجازي والذي يقوم بتدريس التفسير والحديث والتوحيد، أما كرسي الشيخ عبدالرحمن العجلان والذي يقع تحت المكبرية فيتناوب على الجلوس عليه فضيلته بعد عصر كل يوم، كما يجلس على هذا الكرسي بعد صلاة الفجر إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن حميد حيث يقوم فضيلته بإعطاء دروس عامة بعد صلاة الفجر، وهناك عدد من أعضاء هيئة التدريس من جامعات مختلفة يقومون كذلك بتدريس العلوم الشرعية في المسجد الحرام منهم الدكتور سليمان التويجري أمام باب الملك عبدالعزيز والدكتور حمزة الفعرفي، توسعة الملك فهد والدكتور على نفيع العلياني أمام باب العمرة والدكتور وصي الله في صحن المطاف والدكتور عبدالعزيز الحميدي حيث يقوم بتدريس السيرة، والدكتور أحمد بن حميد حيث يقوم بتدريس الفقه وأصوله، والدكتور محمد العروسي حيث يقوم بتدريس التفسير إضافة إلى الشيخ عبدالله سليمان العمر وهو كفيف يقوم بإعطاء دروس عامة للنساء.وقد خصصت الرئاسة توسعة الملك فهد لمعهد الحرم طوال العام حيث يتم التدريس فيه على شكل حلقات علمية وتستمر الدراسة به عشر سنوات (3 سنوات إعدادية، و3 سنوات ثانوية، و4 سنوات تعليم عالٍ) ويمنح شهادة إتمام الدراسة في معهد الحرم وهي تعادل البكالوريوس في العلوم الشرعية ويتمتع خريجو المعهد بمستوى عال حيث إن الجامعات الشرعية تتلقف خريجي المعهد نظرا لارتفاع مستواهم، ويقوم بالتدريس في المعهد مدرسين أكفاء يأتي من أقدمهم الشيخ رويبح رابح السلمي والذي يقوم بتدريس الفقه والتوحيد والحديث والتفسير ويتم الاستعانة بمدرسي معهد الحرم في المواسم لإجابة السائلين من المعتمرين والحجاج وتقديم التوجيه والإرشاد لهم إضافة إلى عدد من أعضاء هيئة التدريس في الجامعات السعودية.كما تتم ترجمة خطبة الجمعة بلغة الإشارة للأخوة الصم من ذوي الاحتياجات الخاصة ومكان الترجمة بتوسعة الملك فهد بالدور الأول. إضافة إلى الدروس التي يقدمها معهد الحرم فهي مفتوحة للجميع ويمكن لأي أحد من زوار المسجد الحرام متابعة تلك الدروس على سبيل الفائدة.ويعمل على مدار الساعة في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالمسجد الحرام ثمانية وتسعون موظفا رسميا وموسميا للإشراف على تنظيم حلقات الدروس وتسجيل الخطب والدروس وتوزيع المطويات الإرشادية على ضيوف الرحمن، وتأتي هذه الخدمات الجليلة داخل المسجد الحرام وساحاته بتوجيه من ولاة الأمر حفظهم الله لتقديم كل الرعاية والعناية لضيوف بيت الله الحرام ومتابعة مستمرة من الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد البنوي.أما القسم الثاني فهو إجابة السائل داخل المسجد الحرام، فقد قامت الرئاسة بتجهيز أكثر من (100) كبينة هاتفية في أروقة المسجد الحرام وعند الأبواب متصلة بمكاتب أصحاب الفضيلة المشايخ وذلك للإجابة على الأسئلة والاستفسارات المتعلقة بأمور العبادات والمناسك.ويشارك في إجابة السائل والإرشاد خلال المواسم عدد من العلماء وطلبة العلم وعددهم يربو على ستين من أصحاب الفضيلة المشايخ، دوامهم على مدار الساعة في المواقع المخصصة داخل المسجد الحرام ومنها مكاتب بباب الملك عبدالعزيز مكتب باب أجياد ومكتب الإفتاء بباب الفتح.كما تقوم الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد في المسجد الحرام بتسجيل كامل لجميع الدروس والخطب والصلوات وخاصة صلاة التراويح وقد تم تسجيل أكثر من خمسة آلاف شريط بعث بها إلى مكتبة الحرم المكي الشريف لقسم الصوتيات وتفهرس وتكون مهيأة لخدمة من يرغب بهذه الدروس وتكون هذه المادة بالمجان لمن أراد نسخها على أقراص (سي دي) أو كاسيت والمكتبة الصوتية في مكتبة الحرم بها أكثر من مئة ألف شريط ما بين درس وخطبة وصلاة.كتب ومطوياتيتم توزيع الملايين من المطويات والكتب للمعتمرين والزوار والحجاج سنويا، فقد أصدرت الإدارة أكثر من خمسة وثلاثين إصدارا ما بين كتاب ومطوية وتقوم الإدارة بزيادة الأعداد في المواسم ويكون التوزيع من خلال مكاتب التوجيه داخل المسجد الحرام وساحاته الخارجية، وأما بالنسبة للغات فالإدارة تصدر المطويات بجميع اللغات الحية ومنها الإنجليزية والفرنسية والفارسية والأردية والتركية والسواحلية والبنغالية و الهوسا وغيرها من اللغات، وتشتمل هذه الإصدارات على أمور العقيدة والعبادات والأخلاق والمناسك والأدعية وغيرها مما يحتاجه كل مسلم في حياته الدينية والمعرفية على الوجه الصحيح البعيد عن البدع المخالفة للسنة.

جي بي سي نيوز