أخبار عاجلة

قصر رأس التين.. شروق وغروب أسرة محمد على (ملف خاص)

قصر رأس التين.. شروق وغروب أسرة محمد على (ملف خاص) قصر رأس التين.. شروق وغروب أسرة محمد على (ملف خاص)

من هنا بدأت خطوات شروق وغروب أسرة محمد على.. «المصرى اليوم» تصحبكم فى رحلة إلى الحصن الشاهد والراوى لشروق وغروب أبرز الأسر الحاكمة فى العالم العربى.. «قصر رأس التين» أحد المعالم التاريخية والأثرية بالإسكندرية، وتعود الأهمية التاريخية لذلك القصر إلى أنه المكان الوحيد الذى شهد وعاصر قيام أسرة محمد على وغروب شمسها، والتى استمرت فى حكم والسودان نحو 150 سنة.. شهد ميلاد الأميرة فوزية فى 5 نوفمبر عام 1921 التى عشقت الإسكندرية وعاشت فيها حتى بعد خروج أسرتها من الحكم، كما شهد قصر رأس التين وفاة الجد المؤسس للأسرة، وخروج آخر أبنائها الملك فاروق إلى منفاه فى إيطاليا على متن يخت المحروسة.

■ التسمية وبقايا القصر القديم

سُمى القصر بهذا الاسم لأن القصر كانت تحيط به أشجار التين من كل ناحية، فقد كانت موجودة بوفرة فى الإسكندرية فى تلك الفترة، كما أن القصر كان يشبه الحِصن والتين يحاصره من جميع الجهات، لذا سمى «رأس التين».

لا يوجد من القصر القديم حاليا سوى الباب الشرقى الذى أدمج فى بناء القصر الجديد، ويتكون من 6 أعمدة جرانيتية تعلوها تيجان مصرية، تحمل عتبا به سبع دوائر على هيئة كرون من النحاس، كُتبت بداخلها بحروف نحاسية آيات قرآنية وكلمات مأثورة عن العدل مثل «العدل ميزان الأمن » و«حسن العدل أمن الملوك» و«العدل باب كل خير» و«اعدلوا هو أقرب للتقوى»، ويكتنف هذا العتب من طرفيه تمثالا أسدين، وتتوسطهما كتلة رخامية بها طيور ودروع ونسران متقابلان، وكُتب بِوَسَطِها اسم (محمد على) وتاريخ 1261.

قصر رأس التين

■ أهم المحطات التاريخية فى قصر رأس التين

عانى محمد على باشا خلال فترة حكمه من المرض، وقد وصل إلى مرحلة الخرف؛ لذلك لم يقم أحد بإخباره بوفاة ابنه إبراهيم، وعاش الباشا بعد وفاة ولده لشهور قليلة، وفى اليوم الثانى من شهر أغسطس من عام 1849 توفى الباشا عن عمر يناهز الـ80 من عُمره فى قصر رأس التين.

كان القصر أول مكان يدخله التليفون فى مصر بأكملها عام 1879، أنشأ الخديو إسماعيل محطة للسكك الحديدية داخل قصر رأس التين، وذلك لتسهيل انتقال الأسرة المالكة من القاهرة إلى الإسكندرية، وجددها الملك فؤاد عام 1920 عندما عزم الأمر على تجديد القصر، هذا وقد تم تجديد القصر مرتين: الأولى فى عصر الخديو إسماعيل، والثانية فى عهد الملك فؤاد عام 1927 ميلادية.

لقد شهد القصر العريق العديد من أفراح واحتفالات أسرة محمد على باشا. فقد شهد إعداد الموائد الرمضانية لإحياء ليالى هذا الشهر الكريم من قبل الملك فاروق لعامة الشعب، كما كانت تغادر منه كسوة الكعبة المشرفة التى كانت مصر تهديها سنويًا إلى الأراضى عن طريق البحر.. كما شهد قصر رأس التين العريق بالإسكندرية وفاة محمد على باشا فى 2 أغسطس 1849 ميلادية، فقد تم نقل جثمانه إلى القاهرة، وذلك عن طريق ترعة المحمودية.

وقد شهد من الأحداث المهمة أيضًا خروج الخديو إسماعيل، فقد خلعه عن العرش السلطان العثمانى تحت ضغط كل من إنجلترا وفرنسا، وكذلك خروج عباس حلمى عندما حاول أن ينتهج سياسة إصلاحية ويتقرب إلى المصريين ويقاوم الاحتلال البريطانى، فخلعه الإنجليز فى 19 سبتمبر 1914، وأيضًا تنازل الملك فاروق الأول عن العرش وذلك عندما وافق على مطالب الضباط الأحرار فى ثورة عام 1952 ميلادية، فقد وقع الملك فاروق على وثيقة التنازل عن العرش لابنه وذلك فى يوليو 1952 لينتهى بعدها حكم أسرة محمد على باشا.

قصر رأس التين

أثناء الحملة البريطانية على مصر عام 1882 قام الإنجليز بقصف الإسكندرية أثناء تجديدات الحصون، مدمرين معظم المدينة ومسببين الذعر لسكانها.. بعد يومين من القصف، رفعت المدينة أعلامها البيضاء معلنةً استسلامها للإنجليز، مما أدى فيما بعد إلى اشتعال الثورة العرابية، وبدلًا من أن يدافع الخديو توفيق عن المدينة استقبل قائد الأسطول البريطانى الأميرال بوشامب سيمور واضعًا بذلك سلطته تحت تصرف المحتلين.. بعدئذ نقل الجنود الإنجليز، الخديو، من قصر الرمل إلى قصر رأس التين الذى بقى فيه معظم فترة الحملة.

■ مكونات قصر رأس التين

لقد كان لهذا القصر حمام سباحة، به بهو مغطى بالزجاج، وقد أنشا الملك السابق حمّامًا بحريًا بدلا منه على حاجز الأمواج بعد الحرب العالمية الثانية فى مكان كان معدا ليصبح موقعا للدفاع الجوى عن ميناء الإسكندرية، وقد أوصل هذا برصيف طويل بقصر رأس التين، وكان يصل إليه برًّا بعربة جيب، وكانت به استراحة بها غرفة للنوم وأوفيس كامل لإعداد الطعام وحجرات مملوءة بأدوات الصيد البحرى، وقد تسلمتها فى السنوات الأخيرة القوات البحرية بعد أن تم سحب جميع متعلقات الملك السابق فاروق والأميرات السابقات شقيقاته، حيث كان هذا المكان المصيف الرئيسى لهن فى الإسكندرية.

- الدور الأول علوى

أهم ما يوجد فى الدور الأول العلوى بعد الصعود من سلم التشريفات (الصالونان الملحقان) بقاعة العرش، ثم قاعة العرش الفسيحة الفخمة، وكانت تسمى سابقا قاعة الفرمانات، وهى أصغر من مثيلتها بقصر عابدين، والمكتب الخاص، ثم طرقة موصلة إلى قاعة الولائم الرئيسية، ثم حجرة المائدة والقاعة المستديرة مقفلة الأبواب، وتضاء صناعيا ومملؤة بنقوش وحليات موزعة بين أرجائها الفسيحة، وفى جناح الملك فاروق يوجد الحمام الخاص به، وهو صورة طبق الأصل من حمام عابدين، وحجرة النوم وحجرة المكتب، ثم صالون النظارة، ثم الباب السرى الموصل لجناح الملكة السابقة، حيث نجد صالون الزينة والمخدع والحمام الخاص وهو يشبه مثيله فى عابدين، ثم بعد ذلك نجد الصالون الكبير الفخم وبه (شرفة كبيرة) تطل على ميناء المحروسة، ثم قاعة الطعام الصغرى.

قصر رأس التين

- الدور الأرضى

يوجد به صالون الحرملك ذو الأبهة والعظمة وأجنحة الخدم والحاشية، ثم القاعة المستديرة حيث وقع الملك السابق فاروق وثيقة تنازله عن العرش.

- البدروم

به أيضا الصالة المستديرة الثالثة التى توصل إلى السلم الموصل إلى مرسى الباخرة المحروسة التى غادر عليها الملك فاروق مصر متجها إلى إيطاليا.

قال سامح سعد، الخبير ومستشار وزير السياحة الأسبق، لـ«المصرى اليوم»، إن أهم الأدوات للترويج للقصور التاريخية أو المقاصد ذات الطبيعة الخاصة هو وضع قواعد واضحة لتنظيم الزيارات، وأسلوب الزيارة وحركة الفوج.

وأضاف أن على الجهة صاحبة الولاية على القصور التاريخية التواصل مع غرفة شركات السياحة، بهدف تنظيم رحلة تعريفية لأعضاء الغرفة بالمقصد وطبيعة التعامل به وحجم رسوم الزيارة ورسوم التصوير وما هو مسموح به فيما يتعلق بالتصوير سواء الفيديو أو الفوتوغرافى.

وتابع «سعد» أن سياحة القصور يمكن أن تشكل قيمة مضافة إلى الدخل، مشيرا إلى أن تصميم برنامج للزيارة يمكن أن يضيف ليلة إقامة إلى مقصد سياحى بحجم الإسكندرية، يستفيد منه القطاع على مختلف تنوعاته وكذلك الدولة.

كما أكد أن السائح الثقافى هو من الشرائح المتوسطة والغنية، لافتا إلى أن معدل إنفاق السائح يبلغ 150$ ويمكن أن يزيد على ذلك، فيما أوضح أن الترويج لسياحة القصور يمكن من خلال التسويق الأون لاين والجولات الافتراضية.. وغيرها من الأدوات التقليدية، مثل تنظيم الأحداث التى تتلاءم وطبيعة المقصد.

المصرى اليوم