جيمس جويس شاعر أيرلندي رائد مولود في 2 فبراير 1882،لوالدين من الطبقة الوسطى، وألحقوه وهو في السادسة من عمره بمدرسة داخلية يشرف عليها رهبان يسوعيون، وهيأته تربيتهم القاسية لأن يألف النظام ويتزود بدراسة علمية أدبية كلاسيكية غنية أفادته في كتاباته بسبب التزمت الشديد الذي اتسمت به تلك التربية والتي أدت في شبابه لزعزعة إيمانه وكُره لرجال الدين، وبعد أن التحق بجامعة دبلن،قررأن يصبح أديبًا وفي 1902 انتقل لباريس، وكانت حياته صعبة، ومليئة بالمشاكل المالية كما كان مصابا بأمراض عين مزمنة، بالإضافة لإصابة ابنته بمرض عقلي، وقد أمضى«جويس»17عاما في كتابة عمله الأخير«استيقاظ فينجانز» وقد يكون الكاتب الأسوأ صيتا لكثرة تردده على الحانات وبيوت الهوى، كما كان يصرح بنفسه متباهيا، لكنه يظل واحدا من أهم الشخصيات الأدبية في القرن العشرين، كما كان كاتبا غير تقليدي، وجريئا إلى أبعد الحدود،وقادرا على تعرية النفوس البشرية والغوص لأعماقها؛ الأمرالذي جذب القراء إليه، وفي البداية تعرضت أعماله للانتقاد وربما الملاحقة بتهمة ارتكابها الفاحشة، ولكن سرعان ما أدرك الأكاديميون والمثقفون قيمتها فانبروا للدفاع عنها، أما عمله الأشهر«عوليس» فقد استغرق أكثر من 10 سنوات لإعادة نشره بعد طبعته الأولى في باريس، قبل أن يصبح متاحا في العالم الناطق بالإنجليزية والعربية أيضا، وكان قد حقق نجاحا منقطع النظيرواعتمد فيه البنية الهوميرية للإلياذة ليبني ملحمة معاصرة تسجل تحركات البطل ليوبولد بلوم داخل مدينة دبلن خلال يوم واحد فقط يحمل تاريخ 16 يونيو 1904ولاتزال دبلن تحتفل به حتى اليوم تحت مسمى «يوم بلوم»،وهو تاريخ اللقاء الأول بين جويس وحبيبته نورا ورغم الانتقادات صنفت روايته «استيقاظ فينجانز»الصادرة في 1939 أصعب وأعقد رواية بتاريخ الآداب الإنسانية وقد استغرق في تأليفها قرابة 17 عاما لتخرج في النهاية ضمن ألف صفحة إلى أن توفي «زي النهارده»في 13 يناير 1941 في زيوريخ.
