نساء الأعمال المصريات يلجأن إلى تطبيقات الديون السريعة لإنقاذ أعمالهن

نساء الأعمال المصريات يلجأن إلى تطبيقات الديون السريعة لإنقاذ أعمالهن نساء الأعمال المصريات يلجأن إلى تطبيقات الديون السريعة لإنقاذ أعمالهن
القاهرة - " وكالة أخبار المرأة "

لجأت العديد من نساء الأعمال المصريات إلى تطبيقات تضعها جمعيات وغيرها من أجل الحصول على قروض بشكل سريع بما يضمن لهن الحفاظ على استمرارية أعمالهن خاصة في ظل ما يواجهنه من تداعيات وباء كورونا.
وكانت نجاة محمد في حالة مالية حرجة بعد انخفاض المبيعات في متجر الملابس الذي تمتلكه في دلتا النيل في ، ونالت قرضا من شركة للتمويل الأصغر لمواصلة العمل لكنها لم تكسب ما يكفي لسداد القرض أيضا.
وتحولت محمد البالغة من العمر 43 عاما إلى نظام إقراض المال التقليدي، وهو التعريف الذي وضعته “الجمعية” له، وهو نظام جرى إحياؤه مع تطور القرن الحادي والعشرين في شكل تطبيق.
وقالت “لقد كان هذا المنقذ حقا. لم أستطع النوم بسبب الديون، لكن العثور على هذا التطبيق أنقذني وأنقذ أطفالي”.
وتعدّ “الجمعية” نوعا من مجمعات المدخرات المجتمعية التي تعمل كنظام قروض من نظير إلى نظير. ويشارك الأعضاء من خلال إيداع مبلغ ثابت ومتساو من المال في محفظة مشتركة كل شهر. وفي نهاية كل شهر يُمنح شخص واحد المبلغ الكامل حسب ترتيبه.
وبينما كانت العملية منظمة منذ فترة طويلة بشكل غير رسمي وغير متصل بالإنترنت، تتواجد الآن من خلال التطبيقات في تحول تكنولوجي أحدث ثورة في تمويل رائدات الأعمال في مصر اللاتي يعانين من ضائقة مالية.
ووفقا للبنك الدولي، يُعدّ خمس عمال مصر من النساء، وتدير العديد منهن مشاريع صغيرة أو مبادرات منزلية. وهذا ما يصعب الحصول على قرض من البنوك، والتي تتطلب وثائق تثبت راتبا ثابتا أو ملكية متجر. وفي نفس الوقت، تفرض مؤسسات الإقراض الأصغر عادة معدلات فائدة باهظة تصل إلى 40 في المئة.
وليس لدى العديد من الجمعيات عبر الإنترنت فائدة، وتعتبر متطلبات التسجيل فيها ضئيلة للغاية وتقتصر على مجرد تحميل بطاقة هوية، وتوقيع عقد شخصي، وتقديم بيانات الدخل الشهرية.
وتتيح التطبيقات للأعضاء دفع رسوم ليكونوا من بين الأوائل في الدفع، وبالتالي السماح لهم بتسوية الديون القديمة بسرعة وتجنب الحصول على قروض جديدة بأسعار فائدة مرهقة.
ولجأت محمد إلى تطبيق على الإنترنت يسمى “موني فيلوز” لمساعدتها على سداد 15 ألف جنيه مصري (954 دولارا) التي تدين بها لشركة التمويل الأصغر لمتجرها. وقالت محمد، وهي أم لثلاثة أطفال “قبل شهرين دفعت قرضي أخيرا. وانضممت إلى دائرة مالية أخرى لتنمية عملي وتمويل زواج ابنتي”.
واتجهت العديد من سيدات الأعمال في مصر إلى نموذج “الجمعية” أثناء الوباء الذي أصاب المشاريع الصغيرة بشدة. وأفاد مسح أجرته وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية المصرية أن ثلاثة أرباع الشركات سجلت تقلصا في أعمالها سنة 2020، واضطر 9 في المئة إلى الإغلاق تماما.
وقال أحمد وادي الرئيس التنفيذي ومؤسس موني فيلوز “يُظهر الناس اهتماما متزايدا بأنظمة الادخار عبر الإنترنت لأنها بسيطة وسهلة الاستخدام وتأتي بأسعار فائدة ضئيلة”.
وارتفع عدد رائدات الأعمال اللاتي يستخدمن التطبيق من حوالي 20 ألفا قبل الوباء إلى حوالي 150 ألفا، ويمثلن حوالي 6 في المئة من 2.5 مليون مستخدم. واقترضن 12 ألف جنيه في المتوسط​.
وتشكل النساء ثلث مستخدمي تطبيق آخر، وهو “الجمعية”، وعادة ما يسعين للحصول على قروض تبلغ حوالي 15 ألف جنيه. وقال مؤسسها أحمد محمود عابدين “كانت هناك حاجة قائمة بالفعل لأعمالنا. كانت النساء تنضم بالفعل إلى شبكات غير متصلة بالإنترنت أو تقترضن من أصدقائهن وعائلاتهن لسداد قروضهن أو تنمية أعمالهن. وسهلنا الحياة بالنسبة إليهن”.
وإذا أراد المقترضون في الجمعية الحصول على مدفوعاتهم خلال الأشهر الأربعة الأولى من دائرة الإقراض، فإنهم يدفعون سعر فائدة شهريا يصل إلى 9 في المئة، ولكن إذا قبلوا الانتظار لفترة أطول، فلن يضطروا لدفع رسوم الفائدة.
وقالت أمل عبدالعاطي، التي تمتلك متجرا للأدوات المنزلية في مدينة المحلة الكبرى بدلتا النيل، إنها اضطرت إلى الاقتراض من صديقاتها وبيع بعض ممتلكاتها لسداد أقساط قرضين حصلت عليهما من شركات التمويل الأصغر.
وكان قرضها الأول بقيمة 10 آلاف جنيه بفائدة 24 في المئة على 18 شهرا. وعندما عجزت عن السداد، طلبت قرضا آخر بقيمة 10 آلاف جنيه.
وقالت المرأة البالغة من العمر 40 عاما “لقد كان هذا عبئا ثقيلا عليّ وعلى عائلتي”. وقبل ثلاثة أشهر، انضمت إلى دائرة إقراض بقيمة 12 ألف جنيه في الجمعية وتلقت كامل المبلغ بالفعل، مما سمح لها بسداد أول قرض للتمويل الأصغر. وقالت “سأدخل جولة أخرى وآمل أن أتمكن من سداد القرض الآخر بحلول منتصف العام المقبل”.
وتبقى تطبيقات قروض الجمعية غير منظمة، لكن البنك المركزي يعمل على نظام ترخيص. وتتمتع دوائر إقراض الأموال بتاريخ طويل في تعزيز الوصول إلى التمويل للمجتمعات المهمشة، لاسيما في المناطق الحضرية، وفقا لما ذكرته يمنى الحماقي أستاذة الاقتصاد بجامعة عين شمس.
كما أن هناك عنصرا دينيا أيضا. وقالت الحماقي “في مجتمع إسلامي مثل مصر، يفضل الناس عادة التسجيل في جمعية بدلا من الذهاب إلى البنوك أو المؤسسات المالية الأخرى التي تقدم قروضا بأسعار فائدة يعتبرها كثير من المسلمين محرمة”.
ومع تضاؤل ​​الاقتصادات بسبب الوباء، أصبحت التطبيقات التي تقدم هذه الخدمات شريان حياة على الإنترنت لرائدات الأعمال الصغيرات في مصر.
وتابعت الحماقي “تمثل هذه التطبيقات منطقة عازلة للكثيرين ممن تأثرت أموالهم سلبا بالوباء. وهي أفضل من القروض أو الجمعيات التقليدية لأنها توفر وصولا أسهل وأسرع وجديرا بالثقة للحصول على التمويل، وخاصة بالنسبة إلى النساء اللاتي يحتجنه”.

وكالة أخبار المرأة