لاتزال أصداء قرار نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان هانى شاكر بمنع 19 مغنيا بشكل نهائى تلقى بتبعاتها على الساحة الغنائية، إذ انضم كثيرون لدعم نقابة المهن الموسيقية فى قرارها، بينما انتقد آخرون ذلك القرار وطالبوا النقابة بالعدول عنه، لتستمر المعركة بين فريق يرى المهرجانات الشعبية خطرا كبيرا على المجتمع والغناء، لما ارتبط بها من نشر كلمات متدنية وإيحاءات فى بعض أغنياتها، وفريق آخر يدافع عن المهرجانات الشعبية معتبرا إياها لونا غنائيا مطلوبا، وحقق نجاحا كبيرا، وأصبح مؤدوها نجوما خلال العامين الأخيرين.
الفنان هانى شاكر، نقيب المهن الموسيقية، الذى عقد مؤخرا مؤتمرًا صحفيًا لمناقشة حرية الفن والإبداع، على إثر الأزمة التى نشبت بين النقابة ومطربى المهرجانات أكد فى تصريحات له أن تحركه ووقوفه وراء هذه القرارات وتفعيلها لأن «الفن يسحب من تحت أقدامنا»، بحسب وصفه، إذ تلاشت الصورة الجيدة عن الفن، وبات وسيلة للانتشار من خلال السوشيال ميديا واليوتيوب، بغض النظر عن القيمة والهدف.
وتابع «شاكر»: داخلى هم كبير، حاولنا قبل عامين ومجلس النقابة تقنين ووضع قواعد للغناء، بدءًا بمنع الغناء على «الفلاشة» نهائيًا، وما أثير مؤخرًا حول منع مطربى المهرجانات كلام ليس فى محله، لأننا لا نمتلك حق المنع لأى منهم كونهم ليسوا من أعضاء النقابة فى الأساس، هناك قواعد وأوراق مطلوبة للالتحاق بالنقابة، قبل الوقوف أمام لجنة الاستماع بالنقابة، لم نمنع أيا من هؤلاء فقط حسن شاكوش تم سحب الترخيص المؤقت منه لأسباب أخلاقية.
وحمو بيكا أيضًا تقدم بأوراقه وكان ينتظر اختبار اللجنة، لأنه رسب المرة الأولى ولم تقبله اللجنة، ووفرنا مدرسا له يساعده ولم يواظب معه فى الحضور، ودخل الامتحان ولم يوفق ورسب، ويحق له التقدم مرة أخرى ولكن بعد عام، نحن لسنا ضد أحد، «ما ينفعش شخص مبيفهمش فى الطب يقرر يعمل عملية جراحية لغيره بين يوم وليلة»، هكذا هؤلاء المؤدون لا يصح أن يكونوا مطربين بين ليلة وضحاها، وممارسة مهنة دون أن يكون عضوا فى النقابة الراعية لها يعرض نفسه للحبس. وأضاف: يشترط للتقدم للنقابة أن تتوفر شهادة مؤهل علمى، وصحيفة حالة جنائية خالية من أى أحكام، وأن يكون معه شهادة أداء الخدمة العسكرية، معظمهم متهرب من تلك الخدمة، على سبيل المثال «مسلم» متهرب من التجنيد، «عنبة» تقدم بشهادة تعليمية مزورة وأحد المعاهد العليا أكد لنا فى خطاب رسمى أن الشهادة غير تابعة له، وبعضهم مسجل خطر، والبعض الآخر جاهل لا يستطيع القراءة والكتابة.
وأكد: «أطالب أى شخص يشاهد فعلا مرفوضا من مطرب على خشبة المسرح أن يخاطبنا فى النقابة ولن نتوانى فى عقابه، وسوف نعيد تقديم دورات تدريبية داخل النقابة لأى شخص موهوب، لتأهيله وإعداده لاختبار النقابة فى فصول فى الغناء وتعليم الآلات ليتمكنوا بعد ذلك من الالتحاق بها». وتابع: الـ20 مغنيا المدرجة أسماؤهم ضمن الممنوعين من إحياء الحفلات، ليس لهم أى أوراق بنقابة المهن الموسيقية.
وطبقا لقانون النقابات رقم 35 يحق للنقابة مقاضاة أى شخص يغنى بدون تصريح، ويحق لنا تحريك جنحة ضده لمزاولة مهنة بدون تصريح. وتابع «شاكر»: هدف النقابات هو النهوض بفنون المسرح والسينما والتليفزيون والحفاظ على التراث الفنى العربى والمصرى، التصاريح المؤقتة تمنح قانونًا لاكتساب المواهب الواعية، بموافقة لجنة التقييم المشكلة داخل كل نقابة، إذا رفضت لا يمنح التصريح.
وعن تخصيص شعبة للراب داخل النقابة رغم أن بعض تصرفات مؤديها خاطئة على خشبة المسرح قال: حاولنا السيطرة عليهم، وتقنين تصرفاتهم لأنهم أصبحوا موجودين بكثافة فى الحفلات ولديهم جمهور كبير، و«ويجز» دخل اختبار اللجنة فى النقابة وتم قبوله، ووقع إقرارات بالالتزام بالمظهر العام والكلمات وأمور عديدة.
وكشف هانى شاكر عن اتفاقه مع الإذاعة المصرية على عودة لجان الاستماع مرة أخرى، وأوضح: تراجع دور الإذاعة أمر يحزننى كثيرًا، وأرفض ما تقدمه إذاعة الشعبيات، بأنها تنقل صورة للناس أن هذه النوعية من الغناء عادى جدًا تكون موجودة، فى بيوتنا وحياتنا ومسلسلاتنا، يجب أن يتم الاختيار بعناية للأغانى التى تبث فى الإذاعة، رئيس الإذاعة صديق مقرب، ووعدنى بعودة لجنة الاستماع فى الإذاعة مرة أخرى، لانتقاء أى الأصوات التى تغنى فيها، شركات الإنتاج تقوم بدفع رسم مقابل استغلال الهواء على الإذاعة ويتم بث أى شىء، بغض النظر عن الكلام واللحن، وهو أمر خطير جدًا.
وأضاف نقيب المهن الموسيقية: سنرسل لكافة الجهات الإعلامية والإعلانية، ولن نشاهد أى شخص ليس عضوا بنقابة المهن الموسيقية فى إعلان تليفزيونى أو مسلسل، أو حتى يغنى فى حفل، أو يكون ضيفا فى برنامج، داخل مصر أى من هؤلاء الأشخاص لن يكون مصرحا بظهورهم، فمحمد رمضان حين قلت إنه «محصن ولا يستطيع محاسبته»، فذلك أمر حقيقى لأنه عضو نقابة المهن التمثيلية وكذلك السينمائية ويجب أن تقوم نقابته الأساسية بحسابه.
وقمنا مؤخرًا أثناء منحه آخر تصريح لإحياء حفل بإلزامه بتوقيع تعهد بالالتزام بالمظهر العام والعادات والتقاليد وأنه «ميقلعش» على المسرح لأننا لم نعتد على ذلك، لكن للأسف لم يلتزم، بناءً على تقارير لجنة العمل المكلفة بمراقبة الحفلات، رصدت عدم التزام محمد رمضان بالإقرارات الموقعة منه، ولن يمنح محمد رمضان أى تصريح مرة أخرى من نقابة الموسيقيين حتى يتم التحقيق معه من نقابة المهن التمثيلية، برئاسة د. أشرف زكى، وإخطارنا بنتائج التحقيقات، وهذا القرار يتعلق بالحفلات داخل مصر.
وطالب «شاكر» بضرورة عودة الدولة للإنتاج الفنى بقوة، حتى لا يتفرد المنتج الخاص، بالربح والاهتمام بالمكسب بغض النظر عن قيمة ما يقدمه، أناشد المجلس الأعلى للإعلام أن يقف محايدًا ضد كل من يحاولون تخريب الفن المصرى، وعدم استضافتهم والترويج لهم فى الإعلام، وضرورة تحقيق اتفاق بين الدولة وإدارة الفيسبوك ويوتيوب، وجميع وسائل السوشيال ميديا للحد من انتشار الأغانى التى تحتوى على كلمات مسفة ومبتذلة، فى أغان مكانها السجن، فتح جميع مسارح الدولة وقصور الثقافة فى جميع المحافظات لتنظيم حفلات يكتشف فيها أصوات جديدة يتم تقديمها فى الحفل «مصر مليانة مواهب» أتمنى أن تعود حصص الموسيقى فى المدارس مرة أخرى، وأن تعود برامج الأطفال بالتليفزيون مرة أخرى.
من جانبه، علق الموسيقار الكبير حلمى بكر على الأزمة: لا يوجد خلاف بين الحق والباطل، ولكن الخلاف يكون بين الحق والحق، تلك الأغانى لا يمكن سماعها ولكنها مجرد موسيقى بغض النظر عن الكلمات، يدخل فى حالة هستيرية، محدش بيركز فى الكلمات، الكل اجتمع على رفض هذا النوع من الغناء، نحن نعيش عصر دعارة الغناء.
وأضاف: ترأست لجان استماع لسنوات طويلة وإلى جانبى كمال الطويل والموجى، أم كلثوم رفضت صوت عبدالحليم حافظ فى البداية بلجنة الإذاعة عامين.
من جانبه، علق المنتج ريتشارد الحاج بأن الأغنية الشعبية تطورت بشكل كبير، ولكن يجب مراعاة ما يتم تقديمه من أغان وما يوجه من كلمات تؤثر فى الأجيال الجديدة، مشيرا إلى أننا بحاجة إلى مواجهة أغانى المهرجانات التى تحتاج للاندثار، وذلك بعودة المطربين الكبار وتطور ما يقدمونه، وتابع: بدون شك أنا مع تطور المزيكا، ولكن أرفض تمامًا الكلمات المسفة والبذيئة، الصوت الجيد قادر على أداء كل أنماط الأغنية دون تصنيف.
