اشترك لتصلك أهم الأخبار
لا تُعد منطقة ميت رهينة بالنسبة إليه مكانًا للسكن أو تجمع الأهل والجيران أو العمل فقط، بل هى مصدر الإلهام والتعلم، عرف منها الحفاظ على حضارة أجداده والترويج لها، وتعلم منهم النحت والترميم.
نحت عددًا كبيرًا من تماثيل الأجداد؛ منها رمسيس الثانى والإله حميتو وتماثيل أخرى، يُقبل عليها زوار ميت رهينة والسائحون. اعتاد العمل بنفسه فى ورشته الصغيرة بقرية كوم العزيز فى ميت رهينة بمحافظة الجيزة.
طه مهدى، ابن ميت رهينة، 36 عامًا، حاصل على دبلوم فنى صناعى، ومنذ أن كان فى المرحلة الابتدائية تعلم ذاتيًا تشكيل التماثيل بالأحجار، ويحاول صنع تماثيل قريبة من أعمال الفراعنة. يعرف النحت باستخدام الكتابة الفرعونية، مستخدمًا خامات قدماء المصريين نفسها فى نحت تماثيله. قال «مهدى»، لـ«المصرى اليوم»، إنه يعمل فى نحت مستنسخات للقطع الأثرية، مستخدمًا الأحجار والبازلت الأسود، التى كان يستخدم مثلها قدماء المصريين كما يقول، لكنه يحرص على أن يضع علامة مميزة ليكون واضحًا للمشترى أن هذا التمثال نسخة مقلدة.
اعتاد «مهدى» نحت تماثيله باستخدام خامات طبيعية؛ مثل البازلت الأسود وخامات أخرى تأتى من جبل القرنة، كان القدماء يستخرجونها ويصنعون منها تماثيلهم، وتمكن خلال السنوات الأخيرة من تأسيس ورشة لنحت مستنسخات من الآثار، بالقرب من متحف ميت رهينة بالجيزة، ويعرض «مهدى» تماثيله بجوار المتحف، وقد تمكن من لفت أنظار زوار المتحف من المصريين والأجانب.
يُذكر أن منطقة ميت رهينة تُعد عاصمة مصر الأولى، بعد أن وحّد الملك مينا (نعرمر) قطرى الشمال والجنوب، ليختار نقطة التقاء الوادى بدلتا النيل، لتصبح المنطقة عاصمة مصر عصورًا طويلة نظرًا لموقعها المميز وقيمتها التاريخية، ومع مرور الزمن تعرّضت المدينة للإهمال، وتأثرت بعوامل كثيرة أدّت إلى فقدانها رونقها، باعتبارها جزءًا من التاريخ المصرى القديم.
«مهدى» يعتبر تقليد الآثار هواية وفنًا يسعى لتطويره، ويشارك فى المعارض الفنية بشكل دائم فى القاهرة وباقى المحافظات.
ومن بين التماثيل المعروضة لديه تمثال للرئيس عبدالفتاح السيسى، منحوت من حجر البازلت. وقال «مهدى» إنه نحته خلال 4 أيام فقط، وحلمه أن يقدمه هدية للرئيس بنفسه: «حلمى إنى أدِّى التمثال هدية للرئيس».
* هذا المحتوى ينشر بالتعاون مع «مركز المصرى اليوم للتدريب»
