أحمد اللقماني (مكة المكرمة)
ما إن يستعد الأب لاصطحاب أسرته إلى إحدى الحدائق في العاصمة المقدسة أو تلك التي في أطرافها ويشتري كل ما تلزمه جلسته للهدوء في تلك الحديقة، إلا ويتفاجأ بأن الظلام يحيطه من كل جانب، للدرجة التي يكاد لا يرى من هو بجانبه، لانعدام الإضاءة تماما داخل الحديقة ليستعين الموجودون بها بأنوار السيارات المارة على الطريق العامولاقى هذا الوضع استهجانا وتذمرا من رواد الحدائق المهملة، لما يرونه من تصميم فائق الدقة للحدائق وفي ذات الوقت يعايشون انعدام الإضاءة فيها، وسط دهشتهم بأن حديقة في العاصمة المقدسة يجلس من يرتادها وسط الظلام الدامس، استغلته بعض العمالة الوافدة للترويج لبضاعتها دون علم المسؤولين، مؤكدين أن مكة لن تكون مدينة متكاملة المرافق إلا إذا تم الاهتمام بالحديقة الطرفية.قال لـ«عكاظ» أسامة الزبيدي إنه دوما يرى تلك الحديقة التي تقع في نهاية الطريق الدائري الثالث عند ذهابه إلى دوامه صباح كل يوم وقرر في يوم الجمعة الماضي اصطحاب أسرته لها، وأخذ معه كل ما يلزم للرحلة الأسرية بعد العشاء ليتوجه إليها ويتفاجأ بأن الإضاة لا تعمل، ما استدعاه لاستخدام إضاءة هاتفه الجوال كي يرى ما حوله، وتساءل «كيف لمرافق عامة تخدم المواطنين لا توجد بها إضاة وكأن الموقع جهز كمبنى فقط وترك للزمن يتصرف به كيفما يشاء».وأكد قاسم الصبحي أنه شعر بالضيق عندما اكتشف عدم وجود إنارة بالحديقة وشبه وجوده فيها بدخوله «غابة» تجوبها العمالة المخالفة التي تبيع كل ما لزم بيعه من أجل التنزه في تلك الحديقة، وقال الصبحي إنه أثناء جلوسه مع أصدقائه تفاجأ بأحد العمالة يقف على رأسه وسط الظلام وتسأل ما إذا كانت الحدائق تترك على حالها دون اهتمام ومراعاة من قبل المسؤولين عنها في حين أنه يجب أن تتوفر فيها كل مقومات التنزه وما يجذب الأسر لا ما ينفرهم من منها.عوض المجنوني أوضح لـ«عكاظ» أن الحدائق التي تعرضت للإهمال عديدة، وليست التي بنهاية الطريق الدائري الثالث هي الوحيدة فهنالك حدائق خلفية أهملت أشد الإهمال كالتي في شارع العزيزية الخلفي بقرب مصلحة المياه، حيث لا توجد بها أدنى مقومات الحديقة أو التي خلف شارع عبدالله عريف من ناحية محلات الهواتف المحمولة، وزاد المجنوني «لو تم الاهتمام بالحديقة في مكة وأنشئت حدائق أخرى ستكون مكة المكرمة نموذجا للمدينة المتكاملة المرافق».
