أخبار عاجلة

قدموا له 250 مليون ريال.. كيف رد "المؤسس" على عرض بريطانيا من أجل التخلي عن فلسطين؟

قدموا له 250 مليون ريال.. كيف رد "المؤسس" على عرض بريطانيا من أجل التخلي عن فلسطين؟ قدموا له 250 مليون ريال.. كيف رد "المؤسس" على عرض بريطانيا من أجل التخلي عن فلسطين؟
حادثة سجلها التاريخ بمداد من ذهب وتستدعيها ذاكرة يوم الوطن

قدموا له 250 مليون ريال.. كيف رد

اتسم موقف المملكة العربية من القضية الفلسطينية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه)، مروراً بالملوك سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله بن عبدالعزيز، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله)، بالثبات والرسوخ وعدم الإذعان لأية ضغوط أو مغريات من أجل تغيير موقف المملكة من عروبة فلسطين، حيث لم تحظ قضية عربية باهتمام السعودية مثلما حظيت قضية فلسطين، ويتجلى ذلك في الاهتمام البالغ الذي أبداه المؤسس تجاه القضية، فلم يشغله توحيد السعودية وبناؤها وتطويرها، وتحديات العصر، والمخاطر المحيطة بالدولة الوليدة عن العناية بها، والتفكير فيها وفي قضايا العرب والمسلمين كافة.

عرض مغر

ويذكر الكاتب الدكتور أحمد حطيط في كتابه الملك عبدالعزيز آل سعود، موقفاً يكتب بماء الذهب للمؤسس يظهر نزعته القومية والإسلامية، ومدى العناية التي أولاها للقضية الفلسطينية منذ البداية، حينما عرض عليه الرحالة البريطاني هاري سانت جون فيلبي، عرضاً من البريطانية يقضي بدفع مبلغ 250 مليون ريال إلى المؤسس، إضافة إلى موافقتها على استقلال جميع الإمارات العربية، باستثناء عدن، وذلك مقابل التخلي عن فلسطين، إلا أن الملك قابل العرض برفض قاطع وحازم، مؤكداً أن الإمارات العربية ستستقل مهما طال الزمن، أما فلسطين فالتخلي عنها مسألة لا تعوض ولا تُغتفر.

وعلى الرغم من العلاقة الوطيدة التي جمعت المؤسس بـ"فيلبي"، واستعانة الملك عبدالعزيز بالرحالة البريطاني في بعض أسفاره، واستشارته له في بعض الأمور الخارجية، إلا أنه كان من الحنكة والذكاء أكبر من أن يستميله أحد حتى لو كان من مستشاريه إلى شيء لا يرضاه للعرب والمسلمين، ونصح "فيلبي" بألا يتطرق إلى هذا الموضوع من جديد، بالرغم مما بذله الأخير من محاولات لاستمالة المؤسس.

هذا فيما يشير الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، عضو هيئة كبار العلماء، في كتابه الملك عبد العزيز آل سعود: أمة في رجل، إلى أن الملك كان حاسماً بشدة حينما التقى رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي فرانلكين روزفلت في عام 1945 فيما يخص القضية الفلسطينية، فقد كان المؤسس مقتنعاً بشدة بالظلم الذي وقع على الشعب الفلسطيني من جراء استيلاء اليهود على أرضهم، وهو ما يتضح من رسائله المتبادلة مع الرئيس الأمريكي.

موقف ثابت

وكرر الملك مواقفه الثابتة والواضحة أثناء زيارة أول بعثة إعلامية غربية للمملكة عام 1943، فقد قال المؤسس خلال حديثه إلى نويل بوش، مراسل مجلة "لايف" الأمريكية (أشهر مجلة آنذاك)، في معرض حديثه عن القضية الفلسطينية: "أولاً إنني لا أعلم أن لليهود أمراً يبرر مطالبهم في فلسطين، لأن فلسطين كانت من قبل البعثة المحمدية بقرون لبني إسرائيل، وقد تسلط عليهم الرومان في ذلك الوقت وقتلوهم وشتتوا شملهم ولم يبق أثر لحكمهم فيها".

وأضاف "العرب استولوا عليها من الرومان منذ 1300 سنة، ومنذ ذلك الوقت هي بيد المسلمين، وهذا يظهر أنه ليس لليهود حق في دعواهم، لأن جميع بلدان العالم تقلبت عليها شعوب تمتلكها وصارت الآن وطناً لهم لا منازع فيه"، وأكمل "فلو أردنا تعقيب نظرية اليهود، لوجب على الكثير من شعوب العالم أن يرحلوا من بلادهم وفلسطين من ضمن هذه البلاد".

صحيفة سبق اﻹلكترونية