أخبار عاجلة

مصرع طالب صعقًا بالكهرباء خلال إنقاذ جيرانه من حريق ()

مصرع طالب صعقًا بالكهرباء خلال إنقاذ جيرانه من حريق (فيديو) مصرع طالب صعقًا بالكهرباء خلال إنقاذ جيرانه من حريق ()

اشترك لتصلك أهم الأخبار

لم يقف أحمد سعيد فايد الشاب العشرينى، مكتوف اليدين حين سمع النداء عبر ميكروفونات المساجد: «حريق بشقة وواحدة ست وأطفالها الاتنين محتجزين»، كان أول المهرولين إلى شقة جيرانه في منطقة الهرم بالجيزة لإخماد الحريق، وبعد انتشاله الأسرة وإنقاذهم حاول الاطمئنان على عدم اشتعال النيران من جديد، فما إن لمس شاحن تليفون كان بمفتاح الكهرباء، حتى صُعق فلقى مصرعه.

صورة «فايد» مرتديًا سُترة الأمن الوقائى، إذ يعمل فرد أمن بإحدى الشركات بجانب دراسته بكلية الزراعة، تُصادفك لدى دخولك سرادق عزائه ومكتوب عليها: «شهيد الواجب والشهامة»، يتأمل والده الصورة ويبكى: «ابنى كان لسه خاطب بنت عمه من شهرين.. كان نفسى أشوفه عريس، جنازته كانت زفة مشى فيها المئات».

وسط ظلام دامس، صعد «فايد» إلى الشقة محل الحريق بالطابق الرابع، استطاع انتشال ربة منزل وطفليها الصغيرين- لا يتجاوز عمرهما الـ6 سنوات- ومع الجيران أخمدوا النيران.

علاء حمزة، صديق الضحية، وشاهد العيان، قال والدموع تسبق كلامه إن «فايد» بحكم عمله بمجال الأمن صعد مرة أخرى إلى الشقة للتأكد من عدم تجدد اندلاع النيران، وبينما كان وحده بالشقة لمس شاحن تليفون محمول بمفتاح الكهرباء، فصُعق على الفور.

كان الأهالى ينتظرون الشاب العشرينى بالشارع، وأكدوا لرجال المطافئ بعد حضورهم شهامة فايد وقدرته على إنقاذ الأسرة، وحين طال الانتظار صعد «حمزة» إلى الشقة: «عاوز أشوف غاب ليه كل الوقت دا؟!»، وكانت الصاعقة في انتظاره: (لقيت صاحبى مرمى على الأرض وفاقد النطق)».

سيارة إسعاف حضرت على الفور لنقل الجثمان لأقرب مستشفى، وهناك لم يستطع الأطباء إنقاذ حياة الشاب الشهم: «كان السر الإلهى طلع»، بحزن يروى «حمزة»، صديق الضحية، أن الوفاة تسببت في حالة من الصدمة لدى الأهالى.

منزل الشاب الشهم أحاطه الحزن، وخطيبته ابنة عمه أصيبت بإغماءة فور تلقيها الخبر الصادم. يقول عبدالسلام فايد، والدها، إن الضحية وابنته تربطهما قصة حب طويلة، وكانت خطوبتهما قبل نحو شهرين، والأقارب جميعهم كانوا ينتظرون زفاف العروسين، لكن القدر كان له رأى آخر.

يصف «عبدالسلام» مشاعر ابنته: «الحزن عندها لم ينته،والفرح لم يكتمل أبدًا بعد مصرع خطيبها»، يتمم: «ربنا يصبر قلوبنا.. اللى مات كان أفضل واحد فينا».

شهيد الشهامة أحمد سعيد فايد

أصدقاء الشاب «فايد» يرددون أنه «راح لقدره ونال الشهادة»، إذ يوم الحادث كان إجازته من عمله، ويلتقى بهم للجلوس سويًا حتى منتصف الليل مع الأجواء الصيفية، إلا أنه أصرّ هذا اليوم على أن «يروّح بدرى»، وكأن الحادث كان في انتظاره، استمع لنداءات الاستغاثة بالجوامع، فصعد للشقة المحترقة وانتشال الأسرة من وسط النيران بكل شجاعة.

النيابة العامة صرحت بدفن جثمان أحمد سعيد فايد، ووردت تحريات أجهزة الأمن بعدم وجود شبهة جنائية وراء الواقعة، وجنازته حضرها المئات من الأهالى وكذلك عزاؤه.

المصرى اليوم