أخبار عاجلة

قطف العنب.. موسم قصير يوفر فرص عمل للفلسطينيات

قطف العنب.. موسم قصير يوفر فرص عمل للفلسطينيات قطف العنب.. موسم قصير يوفر فرص عمل للفلسطينيات
" وكالة أخبار المرأة "

تعمل مجموعة من النساء فلسطينيات من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية كخلية نحل يوميا في إنتاج أنواع مختلفة من منتجات العنب في محاولة لدر الدخل عليهن.
وتشارك النساء العاملات في مشروع موسمي مدته شهران تنفذه جمعية (دورا) التعاونية للصناعات الزراعية غير الحكومية من بداية أغسطس حتى نهاية سبتمبر.
وتقول هدى شديد رئيسة الجمعية الفلسطينية لوكالة أنباء (شينخوا) إن شهري أغسطس وسبتمبر من كل عام توفر الجمعية فرص عمل مؤقت لما لا يقل عن 50 امرأة معظمهن يعانين من الفقر وسوء الوضع الاقتصادي.
وتنتج العاملات، اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين (25-65 عاما) ما لا يقل عن طنين من “دبس العنب” الفلسطيني التقليدي و1.5 طن من “ملبن” العنب وطن من مربى العنب ونصف طن من العنب المجفف “الزبيب” ومنتجات أخرى، بحسب شديد.
وتساهم العنب بنحو 12 في المئة من إجمالي الإنتاج الزراعي في الأراضي الفلسطينية، حيث تحتل المرتبة الثانية بعد زراعة أشجار الزيتون من حيث كمية الإنتاج، بحسب إحصائيات رسمية.
ويقول الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن الأراضي المزروعة بكروم العنب تقدر بأكثر من 80 ألف دونم، منها 45 ألف دونم في الخليل و15 ألف دونم في بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وبحسب الجهاز الإحصائي في تقريره الصادر نهاية العام الماضي فإن الإنتاج السنوي من العنب يقدر بنحو 80 ألف طن سنويا في الضفة الغربية، منها 52 ألف طن في الخليل وحدها.
وتوضح شديد بينما تشرف على النساء أثناء طهي دبس العنب إن الخليل تشتهر بزراعة العنب، حيث تنتج أكثر من 15 صنفا يتميز معظمها باحتوائها على نسبة عالية من السكر، مما يتيح لنا إنتاج العديد من منتجات العنب وتسويقها محليا وعالميا.
وتمر صناعة دبس العنب بعدة مراحل تبدأ بأخذ أنواع عديدة من العنب مثل البيروتي والسلطي والشامي ليتم تنظيفها بالماء جيدا لإزالة الأتربة ثم تفكيك حبات العنب ووضعها في قوارير حجرية ليتم عصرها. ولاحقا يتم أخذ العصير ويوضع في أكياس معلقة تحتوي على نوع خاص من التربة البيضاء تسمى الحر (ذات تركيبة عالية من الأملاح المعدنية) لتنقية العصير وإزالة الشوائب والحموضة منه وتركه ليوم كامل.
وبعد ذلك يتم وضع العصير في أوعية فوق مواقد الحطب، حيث يغلي حتى يتكثف ويصبح لزجا مثل العسل وبعد ذلك يبرد ليصبح الشراب جاهزا للتعبئة في برطمانات زجاجية خاصة تغلق جيدا لحين الاستخدام.
وأعربت السيدة الخمسينية ابتسام أبوعرقوب من الخليل عن سعادتها بالعمل في إنتاج مشتقات العنب التقليدية للعام الخامس على التوالي في محاولة لكسب المال لإعالة أسرتها. وتقول أبوعرقوب البالغة من العمر (55 عاما)، وهي أم لعشرة أبناء، إن العمل في موسم العنب يكسبها بعض المال التي تستطيع من خلاله إبقاء أسرتها على قيد الحياة.
وتضيف السيدة التي تعمل مقابل 20 دولارا يوميا أن معظم الفلسطينيين يعانون من الفقر بسبب تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية، ما دفع النساء لدخول سوق العمل في أعمال غير مسبوقة تناسب الرجال لمساعدة أزواجهن في كسب المال.
وتشير أبوعرقوب ذات العيون الخضراء إلى أن الصناعات التقليدية تساهم في توفير فرص عمل للمرأة، خاصة غير المتعلمة، مشيرة إلى أن صناعة دبس العنب ورثتها عن أجدادها منذ قديم الزمان. وبمجرد أن تنتهي النساء من صناعة منتجات العنب، يقوم قسم التسويق في جمعيتهن بتسويق منتجاتهن في السوق المحلي من خلال بيعها في محلات السوبر ماركت والأسواق المحلية.
وفي بعض الأحيان تصدّر الجمعية دبس العنب الفلسطيني التقليدي إلى الخارج عبر تسويقه من خلال منصات التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك وإنستغرام”. وينظر السكان في الأراضي الفلسطينية إلى دبس العنب على أنه صحي للغاية ويساعدهم على محاربة العديد من الأمراض لأنه غني بالعناصر الطبيعية مثل الحديد والبوتاسيوم.
واعتاد الشاب الثلاثيني حمادة جرادات، وهو من مدينة رام الله الانتظار كل عام لشراء دبس العنب ومنتجات أخرى من الخليل. ويقول جرادات وهو والد لطفلين، إن دبس العنب يمنح الطاقة والدفء، مشيرا إلى أن منتجات الخليل الأكثر شهرة في فلسطين لأنها تتميز بصناعة طبيعية دون أي مواد حافظة.

وكالة أخبار المرأة