أخبار عاجلة

يرجع تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر.. ما هو تاريخ صناعة السيارات الكهربائية؟

يرجع تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر.. ما هو تاريخ صناعة السيارات الكهربائية؟ يرجع تاريخها إلى أوائل القرن التاسع عشر.. ما هو تاريخ صناعة السيارات الكهربائية؟

اشترك لتصلك أهم الأخبار

الإهتمام بصناعة السيارات الكهربائية، أصبح اتجاه عالمي للحد من الانبعاثات والتلوث الهوائي ما يساهم في ضمان التوازن البيئي والحد من الاحتباس الحراري، لذلك ارتفعت نسبة المبيعات لتلك النوعية من السيارات لقدرتها على التقليل من استهلاك الوقود، ووصلت على سبيل المثال معدلات بيعها في إيطاليا بنسبة 75٪ في عام 2020 مقارنة بعام 2019.

وبات السؤال الذي يسيطر على أذهان المهتمين بعالم السيارات محليًا وعالميًا «ما هو تاريخ صناعة السيارات الكهربائية؟»، حيث يعتقد البعض أن سيارات الاحتراق الداخلي التي تعمل بالوقود تم صناعتها أولًا.

لكن هذه ليست الحقيقة، فيرجع تاريخ صناعة السيارة الكهربائية إلى أوائل القرن التاسع عشر، إذ بدأت فكرة السيارات الكهربائية بداية من صناعة سيارة نموذجية صغيرة، يمكن أن تتحرك من تلقاء نفسها عبر محرك كهربائي صغير، تلك التي اخترعها «أنيوس جيدليك»، وهو مخترعًا ومهندسًا وفيزيائيًا، ويعتبره المجريون والسلوفاك الأب المجهول للدينامو والمحرك الكهربائي.

من هنا انطلقت فكرة صناعة السيارات العاملة بالكهرباء، تمر سنوات ويصمم المخترع الاسكتلندي روبرت أندرسون ما بين الأعوام 1832- 1839 أول عربة كهربائية في أسكتلندا مع بطاريات بدائية، كان يتم تشغيل العربة بواسطة خلايا طاقة أولية غير قابلة لإعادة الشحن، وذلك قبل 188 عامًا.

وبين عامي 1834 و1835، اخترع المخترع الأمريكي توماس دافنبورت عربة كهربائية في هولندا وألحقها بسيارة ثانية أخترعها في الولايات المتحدة الأمريكية في العام ذاته، وفي ذلك التوقيت كان العلماء في هولندا والمجر يسعون إلى تصنيع العربات الكهربائية، حتى خرج مخترع فرنسي ليترك بصمة لا تنسى في تاريخ صناعة تلك السيارات، باختراعه بطارية قابلة لإعادة الشحن، وهو الفيزيائي الفرنسي جاستون بلانت، في عام 1865.

وفي عام 1884، ابتكر المخترع الفيكتوري توماس باركر، سيارة كهربائية وكان يقودها بانتظام للعمل في مسقط رأسه في مدينة ولفرهامبتون بإنجلترا، وتلك السيارة تم قيادتها قبل أكثر من عقد من وصول السيارات الأولى التي تعمل بالبنزين إلى المملكة المتحدة، وكان لدى سيارة «باركر» القدرة على الإنتاج بأعداد كثيفة، وهو ما كان يميزها، في المقابل، نجح مخترع أمريكي يدعى ويليام موريسون في إنشاء أول عربة كهربائية تدخل سلسلة الإنتاج في ولاية آيوا الأمريكية.

وبنى «موريسون» أكثر من نموذج أولي للسيارات الكهربائية، كما تعاقد مع شركة أمريكية لتصنيع اختراعه والترويج لنموذجه، وسرعان ما طور محرك السيارة الكهربائي، لكن استغرقت البطاريات 10 ساعات لإعادة الشحن، وكان للسيارة من صنع موريسون أن تستوعب ما يصل إلى ستة ركاب وتسافر بسرعة 22 كيلومترًا في الساعة في عام 1895، وتم إدخال نسخة معدلة من سيارته في أول سباق سيارات يقام في الولايات المتحدة الأمريكية، وتمّ تنظيم السباق الذي عُرف باسم «شيكاغو تايمز-هيرالد» للترويج لصناعة السيارات الأمريكية وعرض 2000 دولار للفائز.

وأدخلت شركة نقل في فيلادلفيا السيارات الكهربائية ضمن سرب السيارات الأجرة، في عام 1897، بتقديمها 12 سيارة للاستخدام في ولاية نيويورك، وأنتجت نفس الشركة نموذجًا جديدًا باسم «Electrobat»، في عام 1899، حتى نشب حريق عام 1907 في مخزن سيارات الشركة أدى إلى إغلاقها.

وفي العام التالي، أصبحت سيارة «La Jamais Contente»، وهي سيارة كهربائية بلجيكية الصنع أول سيارة تسير على الطرق بسرعة تزيد عن 62 ميل في الساعة، وتم تشغيلها بمحركين كهربائيين، ويقودها السائق السباقات البلجيكي كميل جيناتزي. ارتفعت شعبية السيارات الكهربائية بشكل كبير في عام 1900، خاصة في أمريكا، وأصبح 28% من بين 4192 سيارة تم إنتاجها في الولايات المتحدة كهربائية، وشكلت السيارات الكهربائية حوالي ثلث جميع السيارات الموجودة على طرق مدينة نيويورك وبوسطن وشيكاجو.

وفي عام 1966، قدّم الكونجرس الأمريكي أولى مشاريع القوانين التي توصي باستخدام السيارات الكهربائية كوسيلة للحد من تلوث الهواء، وفي العام التالي، أقر الكونجرس قانون البحث والتطوير للسيارات الكهربائية، بهدف تطوير تقنيات جديدة بما في ذلك البطاريات والمحركات والمكونات الكهربائية للسيارات. أما في عام 1988 وافق روجر سميث، الرئيس التنفيذي لشركة «جنرال موتورز» الأمريكية، على تمويل جهود البحث لبناء سيارة كهربائية عملية للمستهلكين.

بين السنوات 1997-2000 تم إنتاج آلاف السيارات الكهربائية بالكامل، واستطاعت بعض السيارات التجريبية السير بسرعات تبلغ 210 كيلومترا في الساعة، وآخرى تستطيع السير مسافة 400 كيلومترا، وفي عام ٢٠٠٦ أصبحت سيارة «Tesla Roadster» الرياضية متاحة، حيث كشفت شركة «Tesla Motors» عن السيارة في معرض «سان فرانسيسكو الدولي» للسيارات، وتم بيع أول سيارة «Roadsters» في عام 2008، بسعر أساسي بلغ 98.950 دولارًا.

ورغم أن سيارة تسلا كانت بعيدة عن التصميم المتكامل والمثالي، فقد تمكنت من قطع أكثر من 200 ميل بشحنة واحدة للبطارية، وتبعتها شركة «ميتسوبيشي» بصناعتها سيارة كهربائية باسم «Mitsubishi i-MiEV» أطلقتها في اليابان عام ٢٠٠٩، وكان تطوير وإصدار هاتين السيارتين، بمثابة بداية فترة تطور للسيارات الكهربائية.

وتوالت إصدارات السيارات الكهربائية، إذ أصدرت الشركة الأمريكية «جنرال موتورز» سيارة «شيفروليه فولت»، بينما أصدرت شركة «نيسان» اليابانية سيارة «ليف»، وهي سيارة كهربائية بالكامل بخمسة أبواب «هاتشباك». رغم نجاح مسيرة صناعة السيارات بالكهرباء إلا أنها شهدت تراجع ملحوظ في مبيعات السيارات الكهربائية ببعض الدُول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وهو ما دفع شركات وحكومات للتدخل وإنقاذ الموقف، بعد وصول الغاز في يوليو 2008 إلى مستويات قياسية تجاوزت 4 دولارات للجالون، وانخفضت مبيعات السيارات الكهربائية إلى أدنى مستوياتها.

وفي عام 2009، خصص قانون الإنعاش وإعادة الاستثمار الأمريكي 2 مليار دولارًا لتطوير بطاريات السيارات الكهربائية، وأضافت وزارة الطاقة 400 مليون دولار لتمويل بناء البنية التحتية اللازمة لدعم المركبات الكهربائية الموصولة بالكهرباء، وفي أبريل من نفس العام.

وأعلن رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون أن البريطانية ستروج لاستخدام السيارات الكهربائية في المملكة المتحدة من خلال تقديم دعم بقيمة 2000 جنيه إسترليني للمشترين، بهدف خفض 80٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2050، فيما قدّمت الدول الأجنبية الدعم لصناعة السيارات الكهربائية حتى يومنا الحالي، حيث تخطط شركات السيارات الأوروبية إلى تقديم 214 طرازا جديدا من المركبات الكهربائية عامنا الحالي، على أمل قفزة السيارات الكهربائية إلى أكثر من 300 طراز في أوروبا وحدها بحلول 2025.

المصرى اليوم