أخبار عاجلة

.. وزير الشؤون الإسلامية يدعو مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو إلى الاقتداء بمنهج النبي

بالفيديو.. وزير الشؤون الإسلامية يدعو مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو إلى الاقتداء بمنهج النبي .. وزير الشؤون الإسلامية يدعو مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو إلى الاقتداء بمنهج النبي
حثّ على توظيف السياسة للدين والابتعاد عن الغلو والتطرف

بالفيديو.. وزير الشؤون الإسلامية يدعو مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو إلى الاقتداء بمنهج النبي

حثّ وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، مُدرسي وطلاب وطالبات مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو، بأن ينهج كل واحد منهم منهج رسول الله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- وبعده من الخلفاء والصحابة، رضوان الله عليهم، وأن نوظف السياسة للدين ولا نوظف الدين لخدمة السياسة، وأن نبتعد عن الغلو والتطرف.

جاء ذلك خلال زيارة وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لمدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو، على هامش زيارته الرسمية للبوسنة والهرسك حاليًّا؛ حيث شهدت توقيع البرنامج التنفيذي لمذكرة التعاون لخدمة الإسلام ونشر منهج الوسطية والاعتدال والتصدي للكراهية والعنصرية والانحراف الفكري.

ووصف "آل الشيخ" المدرسة بأنها مباركة؛ لأنها تدرس أهم العلوم في الدنيا وهي الكتاب والسنة وتدريس الفقه، ولا شك أن من بنى في الدين في صدره بناءً لا بد أن يجد فرصة لدراسة علوم الدنيا.

وقال: "الدين والدنيا إذا اجتمعا خير عظيم"، راجيًا من الله - جل جلاله - أن يكون هذا المعهد معهد هدى ونور، وأن ينأى بنفسه عن الغلو والتطرف وتقديس الأشخاص.

وأضاف: أن علوم القرآن الكريم والسنة النبوية والفقه لا يستطيع أن يستفيد منها شخص يوظفها لأمور الدنيا والسياسة، قائلًا: "لا بد أن يكون الخريج من هذه المدارس ينهج منهج محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم- ومن بعده من الخلفاء والصحابة رضوان الله عليهم، وأن نوظف السياسة للدين ولا نوظف الدين لخدمة السياسة، ونبتعد عن الغلو والتطرف وعن الحقد والظلم بأنواعه، ابتداءً بأن يظلم الإنسان نفسه في عبادته وانتهاءً بظلم الناس بعضهم بعضًا، بل بظلم الناس حتى بالبهائم".

وبيّن "آل الشيخ" أن الإسلام ولله الحمد، نور وسلام، وأمرنا الله سبحانه بالرحمة ومن دخل في قلبه الرحمة أول ما يبدأ برحمة نفسه وأهله ورحمة المسلمين، بل رحمة البشر جميعاً.

ولفت إلى أنه حتى البهائم والحيوانات يجب أن يجعل في قلبه رحمة لها حتى يكون مسلمًا حقيقيًّا؛ التزامًا بما قاله الله سبحانه وتعالى في محكم الكتاب القرآن الكريم، وما ورد في سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-.

وأكد أنه يجب أن نكون مسلمين يدًا واحدة، كما وحد الله سبحانه وتعالى المسلمين على القرآن والسنة، فيجب أن نوحد القلوب أيضًا على الصفاء والنقاء والالتزام بالاعتدال والوسطية.

وتابع: "الله سبحانه وتعالى أراد لنا أن نكون أمة وسطًا لا غلو ولا تطرف في اليمين ولا في اليسار، ولا بد أن نكون خير أمة أخرجت للناس".

وأوضح: الخيرية متى تكون إذا كان الإنسان قدوة، والمسلم من سلم المسلمون، بل الناس جميعاً، من لسانه ويده، سائلاً الله -سبحانه وتعالى- أن يحفظ هذه الدولة وأن يوحد قلوب جميع الناس فيها، وأن يعملوا لإصلاح هذه البلد الجميلة وبنائها حتى تكون مقرًّا وملاذًا آمنًا للأجيال من أبنائكم وأهلكم، فلا نجاح ولا حياة لأي إنسان وهو يضمر الحق ويضمر الشر للآخرين.

وأوضح الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، أنه لا بد من التسامح والصبر، والرسول -صلى الله عليه وسلم - كان يؤذى فصبر، وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وحث على ألا نكافئ أو نجازي الإنسان، فبالتعامل الحسن والرحمة واللين هكذا نستطيع أن يكون المسلمون كلهم يدًا واحدة، لا فرق لعربي على أعجمي إلا بالتقوى، ولا فرق لأبيض على أسود إلا بالتقوى، وهذا الذي علمنا عليه النبي -صلى الله عليه وسلم- وعلينا أن نبتعد عن التعصب للون أو للجنس أو المذهب أو المنهج، قائلًا: منهجنا يجمعنا القرآن الكريم كتاب الله، وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

كما قال: "حينما كان المسلمون متمسكين بهذين الركنين الأساسين انتشر الإسلام في العالم، وحينما تفرقت قلوب المسلمين أصبح المسلمون هم أكثر الشعوب التي طالها الظلم والإساءة والتشريد والفقر والتخلف، ولا بد أن نمسك بالكتاب والسنة وأن نكون متحابين إن شاء الله".

وطلب من معلمي ومدرسي مدرسة الغازي خسروبيك بسراييفو، أن يجتمعوا على يد واحدة، قائلًا: "لكم دينكم ولي دين، ولا خير في الخلاف ولا خير في الشقاق ولا خير أيضاً في ملء الصدر بالحقد والحسد؛ لأنه يحرق صاحبه أكثر مما تحرقه النار".

وفي ختام كلمته دعا وزير الشؤون الإسلامية الشيخ الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، المولى عز وجل أن يعينهم ويوفقهم، وأن يجمع كلمتهم وأن يحفظهم من كل سوء.

وتمنّى رؤية البوسنة والهرسك في مصافّ أعظم الدول؛ لأنهم في أوروبا قطعوا مراحلَ في العلم الدنيوي، متمنيًا أن يقطعوا مراحل في أمر تفوّقوا فيه عليهم بالعقيدة والإخلاص لله سبحانه وتعالى، إلى أن يتفوقوا أيضًا بالعلم النافع في أمور الدنيا والانصراف إلى بناء هذا الوطن الجميل.

صحيفة سبق اﻹلكترونية