أخبار عاجلة

قاضي «ذابح ابنه» بالمنصورة للمتهم: «ما الذي يجري في عروقك؟.. جئت ما لم يأته الوحش» ()

قاضي «ذابح ابنه» بالمنصورة للمتهم: «ما الذي يجري في عروقك؟.. جئت ما لم يأته الوحش» (فيديو) قاضي «ذابح ابنه» بالمنصورة للمتهم: «ما الذي يجري في عروقك؟.. جئت ما لم يأته الوحش» ()

اشترك لتصلك أهم الأخبار

وجه المستشار بهاء الدين المري، رئيس محكمة جنايات المنصورة، الأربعاء، رسالة بليغة للأب المتهم بذبح نجله بعدما استدرجه لمنطقة نائية، قبل النطق بحكم إعدامه، للتعبير عن بشاعة الجرم الذي ارتكبه في حق نجله، وهو جرم ضد الطبيعة البشرية ولا ترتكبه الوحوش في حق أبنائها.

ونادى المستشار بهاء الدين المُري، على المتهم محمود حسن عبدالعظيم على، الذي ذبح نجله «أدهم» 13 سنة، وخاطبه قائلاً: «يا مَحسُوبْ على بَني الإنسان، جئتَ ما لم يأته الوَحش والطير والحَيوان، فبقَلبٍ قُدَّ من حديد، فَكَّرت وقدّرتْ، وسعَيتَ وتَدبَرت، وأعدَدت مِشرطًا جِراحيًا مَاضيًا في حِدَّتِه، ونوَّمتَ ولدَك بمُنوِّمٍ، وانتَبذت به مَكانًا قَصِيًا وأضَجَعتَه وذبَحْت، ومَنِ الذي ذبَحْت، فِلذة كبِدك، وقِطعة من رُوحِك».

وأضاف متعجباً: «ما الذي يَجري في عُروقِك، لو كان دَماً، لَمَا ذبَحْت ثَمرة فؤادِك، ألم يَرق له، والمِشرطُ يَجري في وَدَجَيهِ، الحَجَرُ الذي بين ضُلوعِك، ألم تُصعَق للدم المَسفوح، الذي هو من دِمَائِك ألم تَفقد بعدَها صَوابَك، كلاّ.. لأن الإنسان مَات في ذاتك».

ووجه رئيس المحكمة رسالة إلى الآباء العاقين قال فيها: «أبناؤكم أمانة، هِبة ربانية، ونِعمة عظيمة، أَعمِلوا فيهِم قول المُصطفَى صَلَّى الله عليه وسَلمَ (كُلكُم راعٍ، وكُلكُم مَسؤولٌ عن رَعيته)، واحذروا قولَه (كفَي بالمَرِء إثمًا أن يُضَيِّع من يَعُول)».

وأضاف رئيس المحكمة: «نعود إلى المتهم، إن المَحكمةَ وهي بصدد المُداولة، لم تَجدْ لك مِن سبيل للرأفة، ولا مُتَسعًا للرحمة، فمَن لا يَرحَم الناس، لا يَرحَمُه القانون الرادع الزاجر، فما بالنا بمَن لم يَرحمْ ابنه، ومن هنا كان إجماع آراء أعضاء الحكمة على وجوب القِصاص، فقد يكون في مَوتِك بهذا القَضاء، عِظة للناسِ خَير من حياتِك، لذلك وبعد أخذ رأى مفتى الجمهورية والمداولة قانونا وامتثالا لقوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى)، وقوله تعالى (ولكم في القصاص حياة يا أولى الألبات لعلكم تتقون)».

وتابع: «حكمت المحكمة حضوريا باجماع الآراء بمعاقبة محمود حسن عبدالعظيم بالإعدام شنقا ومصادرة المشرط المضبوط وأزمته بالمصاريف الجنائية» .

صدر الحكم برئاسة المستشار بهاء الدين المُرى رئيس المحكمة وعضوية المستشارين أحمد لطفى حسانين وسعيد عبدالرشيد السمادونى، محمد خيرى الشرنوبى وحضور محمود محدد صالح وكيل النيابة العامة وسكرتارية محمد جمال محمد ومحمود محمد عبدالرازق.

ترجع أحداث القضية إلى 13 يناير الماضى، حيث تلقى اللواء رأفت عبدالباعث مدير أمن الدقهلية، إخطارا من اللواء مصطفي كمال مدير مباحث الدقهلية، بورود بلاغ من أهالي قرية «ديبو عوام»، التابعة لمركز المنصورة بالعثور على جثة طفل على جانب إحدى الترع والواصلة بين قريتي «ديبو عوام وميت عوام».

انتقل المقدم أحمد توفيق رئيس مباحث مركز المنصورة، إلى مكان البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة للطفل «أدهم محمود حسن عبدالعظيم»، 13 سنة، ومقيم بقرية طناح التابعة لدائرة المركز، وبها جرح ذبحى بالرقبة، وانطبقت صورته ومواصفاته وملابسه مع البلاغ الذي قدمه والده بغيابه، وكذلك للصور التي نشرها على «فيسبوك» للبحث عن نجله.

واستدعت المباحث والد الطفل، والذى تعرف عليه وتحرر محضر بالواقعة وأحيل للنيابة العامة، والتي انتقلت لمعاينة مكان الجثة، وقررت نقلها لمشرحة مستشفي المنصورة الدولي، وانتداب الطبيب الشرعي لبيان سبب الوفاة، وبسرعة تحريات المباحث حول الواقعة وملابساتها وسرعة ضبط الجناة.

ولأهمية الواقعة شكل مدير المباحث فريق بحث برئاسته وقيادة المقدم أحمد توفيق، رئيس مباحث المركز، وضباط البحث الجنائى والمعلومات والتكنولوجيا، وكشفت التحريات بعد 72 ساعة من الواقعة بتفريغ الكاميرات بمحيط منزل الطفل ومكان العثور على الجثة عن مفاجأة غير متوقعة وهى أن والد الطفل هو مرتكب الجريمة خاصة بعد إنكاره رؤيته لابنه، بينما قالت زوجته إنه طلب منها إرسال محفظة أمواله مع ابنهما أدهم المجني عليه.

وأكدت التحريات وتتبع الكاميرات أن والد الطفل استأجر سيارة وتتبع نجله بعد خروجه من المنزل متوجها للجيم، وطلب ركوبه معه وفى الطريق أعطاه قرصا مخدرا بحجة أنه يساعده في تقوية عضلاته في الجيم وبعدها توجه إلى طريق دكرنس ثم عاد مرة ثانية وتوقف أمام صيدلية بقرية ميت خيرون دائرة المركز.

وأكدت تحريات المباحث وفحص الـGBS الخاص بالسيارة المستأجرة، توقف السيارة لمدة ثلث ساعة بمكان العثور على جثة الطفل.

وبمواجهة الأب اعترف بذبح نجله وادعى خلال التحقيقات أن نجله بشقيقته الأصغر وهى نائمة 3 مرات، وأنه نهره أكثر من مرة ولكنه أصر على تصرفاته، وأشار إلى أن الطفل هدد بقتل شقيقته فخاف من تنفيذ تهديده فقتله.

وقال الأب: «عقب الجريمة توقف وألقيت الشبشب والمشرط بعيدا وتوجهت لغسيل يدىّ ولكنى ظللت أغسلهما لمدة ساعتين وشعرت بأن الدم مازال بهما ولم يتم تنظيفه».

كما استمعت النيابة لأقوال الأم والتي نفت ادعاءات الأب وأكدت أن زوجها متعدد العلاقات النسائية وأن ابنها أدهم كان طفلا شقيا فقط ولم تصدر منه أي أفعال مشينة
وأكدت الأم أن زوجها ليلة اختفاء أدهم ظل يبكى طول الليل وكان في حالة انهيار كبيرة وعندما سألته قال لها: «أنا خايف على أدهم»، وقالت الأم: «لكن انهياره كان مش طبيعي وكأنه كان يخفى أمرا ما».

ونفت شقيقة المجنى عليه، 10 سنوات، ادعاء الأب بقيام ابنه بالتحرش بها وقالت: «أخويا أدهم كان بيحبنى وعمره ما عمل لى حاجة وحشة».

وواجهت النيابة الأب بأقوال الأم وابنته، ولكنه أصر على أقواله وأرشد عن مكان المشرط الطبي الذي ارتكب به جريمة ذبح ابنه، وكذلك مكان إلقاء الشبشب الخاص بالمجنى عليه.

ووجهت النيابة للمتهم تهمة القتل العمد، حيث قتل نجله عمدا مع سبق الإصرار والترصد وأحرز سلاحا أبيض مشرطا جراحيا بدون مسوغ قانونى.

المصرى اليوم