أخبار عاجلة

أهالي منطقة عقار الوراق المنكوب يروون تفاصيل المأساة: «إحنا أصحاب مرض.. وهنروح بالعيال فين؟» ()

اشترك لتصلك أهم الأخبار

ما إن تطأ قدماك شارع القومية العربية في الوراق بالجيزة، حتى تطالعك أعمال تشييد مترو الأنفاق «الخط الجديد» ويكاد طريقه العلوى يلامس شرفات العقارات، وصباح اليوم الثلاثاء، استيقظ سكان حارة أبوالنصر المتفرعة من الشارع الرئيسى على انهيار عقار مكون من 5 طوابق ومصرع مالكه وانتشال زوجته بعد 7 ساعات تحت الأنقاض.

الأهالي يرجعون انهيار العقار، لسببين لا ثالث لهما: إهمال المحليات والمحافظة.. وأعمال الحفر تحت الأرض لتدشين طريق علوي للمترو، ما أدى إلى ضعف العقارات.

مأساة «العقار المنكوب»

إحدى السيدات بُح صوتها جراء الصراخ من بعد الحادث: «البيت اللي انهار على سكانه بقاله 4 أشهر بيقع منه طوب»، هكذا تستقبل ممثلي وسائل الإعلام الذين حضروا بكثافة، قبل أن تضيف باكيةً: «إحنا أصحاب مرض، مش عارفين هنروح فين بعد ما قالوا لنا: سيبوا بيتكم أحسن يقع عليكم زي البيت اللي وقع».

زوجي مطلقني

سيدة أخرى، انهارت وسط الناس، وقالت بعد تهدم أجزاء من المنزل الذي تقطنه إثر انهيار العقار المنكوب: «زوجي مطلقني وبصرف على أولادي.. أنا مأجرة أوضة وصالة وبشتغل على عيالي»، تتساءل في حزنٍ: «أروح بالعيال فين؟!».

«زوجي مركب شرائح ومسامير»

لم تختلف مأساة هذه السيدة عن سابقتها، فوقفت إلى جوار زوجها ممسكة بيده وهو جالس على كرسي «بلاستيك» يطالع أعمال رفع أنقاض العقار المنهار، كأنها تحاول طمأنته، لكنها تبكي: «كنت نازلة الصبح الساعة 6 ومعايا عيالي، البيت المنكوب كان هيقع فوق راسنا، لولا ستر ربنا، بس وقع على بيتنا وإحنا بقينا في الشارع».

الزوجة تقول: «زوجي مركب شرائح ومسامير، وحركته ضعيفة، ومش هنعرف ننام في الشارع، إحنا من الصبح على الأرصفة».

مخالفات وأعمال حفر

محمد سعد، محاسب، وأحد سكان العقارات المتضررة، يتحدث بغضبٍ عن ما سماه بـ«الإهمال الجسيم من مسؤولي الحي»، يقول: «مالك العقار المنكوب بنى طابقين مخالفين، ولما بلغنا جاءت لجنة عاينت ولم تُحرك ساكنًا، وإثر أعمال الحفر والدق اللي بيحصل علشان مترو الأنفاق، وقع كتف من العقار من حوالي شهر، فالمفروض اللجان كانت تحركت لإنقاذ الأرواح، ومحصلش، والبيوت هنا قديمة ومبنية على وش الأرض دون عمدان».

البيت أعطى إنذارًا وبه 3 أسر!

ويضيف «سعد»: «العقار المنكوب أعطى إنذارًا للأهالي قبل سقوطه، فكان الطوب يتساقط منه على مهلٍ قبل الانهيار الكامل، ولم يكن يقطنه غير 3 أسر، بينهم مالك العقار رامي موسى وزوجته ريهام ونجلاهما، أكبرهما 8 سنوات، والقدر أنقذ أسرتين كانتا خارج العقار وقت انهياره».

إنقاذ زوجة مالك العقار بعد 7 ساعات بحث تحت الأنقاض

ويحكي أن «رامي»- مالك العقار- أنقذ طفليه وأعطاهما لأحد الجيران يصطحبهما بعيدًا عن منزله، ثم نادى على زوجته «ريهام»: «إنزلي البيت بيقع علينا»، وما لبث دقائق حتى هرولت الزوجة فانهار البيت على الزوج وهو يحاول إبعادها عن المنزل، فمكثت تحت الأنقاض نحو 7 ساعات كاملة حتى انتشلتها قوات الحماية المدنية ونُقلت إلى المستشفى بعربة إسعاف، وسط تهليل الأهالي لجهود القوات.

«ترميم ولا إزالة.. محدش سأل فينا

سيدة تُدعى «أم أيمن»، كانت تقف في شرفة منزلها صباح اليوم: «كنت بلم الغسيل بتاعي»، فلفت انتباهها وقوع أجزاء من منزل «رامي» فنادت على «الأخير» لتخبره بالأمر، تحكي بحسرةٍ: «الراجل مات، والعقار وقع وتضرر جنب منه 8 تانيين، وإحنا بقينا في الشارع».

تضيف قائلةً: «كان فيه لجنة جت لينا تعاين العقار المنكوب قبل عيد الأضحى، وكانوا بيقولوا لنا هنشوف هنعمل له إزالة ولا ترميم، لكن محدش سأل فينا».

شروخ بتوسع في البيوت

تختتم «أم أيمن» قائلةً: «مكناش عاوزين مترو الأنفاق يعدي من عندنا، بيوتنا قديمة، الشروخ بدأت توسع بعد أعمال الحفر، والمهندسين كانوا بيقولوا لنا: لو حصلت حاجة هنرممها!».

بلاغات ومحاضر من 2014

محمد وحيد، أحد المتضررين من سكان المنطقة، يكشف أن هناك محاضر للعقار المنكوب منذ عام 2014 لبنائه طابقين دون الحصول على التراخيص اللازمة.

يٌشير «وحيد» إلى منزله وقد تهدمت واجهته جراء سقوط العقار الملاصق له، يقول: «موظفو الحي كانوا بيردوا على شكاوانا بأنهم هيعملوا أعمدة للعقار ومحصلش».

بدهشة يقول الرجل: «عندي 4 عيال إزاي هروح بيهم مدرسة ننام فيها زي ما محافظ الجيزة قال لنا، إحنا قاعدين في الشارع وحتى مش معانا حصيرة».

«نزلت أبويا وأمي من الشباك»

إسلام سعد، الشاب العشريني، أحد المتضررين، يعبر عن غضبه، فيقول: «الطوب كان بيقع علينا جوا البيت، أنا نزلت أبويا وأمي كبار السنّ من البلكونة لأن مدخل بيتنا اتقفل بعد انهيار عقار (رامي)، وإحنا بالشارع ومش معانا هدوم ولا أكل ولا شرب».

رامي ضحية عقار الوراق المنكوب

شقيق زوجة مالك العقار يرد

شقيق زوجة «رامي» مالك العقار، يقول إنهم منذ شهرين يتابعون إجراءات تنكيس وترميم العقار، وكانوا بصدد البدء فيها لولا إجازة عيد الأضحى، مشيرًا إلى أنهم لم يتسلموا رخصة لترميم العقار من حي الوراق.

ويضيف: «عملنا محضرًا وأثبتنا خلاله أن أعمال الحفر لأجل المترو، تسببت في تصدع العقار».

ويختتم: «أختى دلوقتي في العناية المركزة، وواخده 20 غرزة في دماغها».

المصرى اليوم