الجندوبي.. «أغسطس قيصر» تونس الذي صنع مجد العرب في بلاد الشمس المشرقة

الجندوبي.. «أغسطس قيصر» تونس الذي صنع مجد العرب في بلاد الشمس المشرقة الجندوبي.. «أغسطس قيصر» تونس الذي صنع مجد العرب في بلاد الشمس المشرقة

شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن

في وسط كم كبير من الإخفاقات ظهر شعاع الأمل، وفي ظل الظلام الكالح ظهر نور الفرحة والطموح، ومن بين عدد لا حصر له من الهزائم والانكسارات جاء الانتصار ليمحو أحزان العرب مع أول أيام منافسات دورة طوكيو الأولمبية.

التونسي محمد خليل الجندوبي، بطل لعبة التايكوندو يُتوج بأول ميدالية للعرب في دورة طوكيو الأولمبية 2020، مكتفيًا بفضية وزن أقل من 58 كيلوجرام أمام منافسه الإيطالي فيتو دياكلا، حيث كان بطل تونس قاب قوسين أو أدنى من عناق الذهب لولا تأخره في الثواني الأخيرة من عمر المواجهة.

الجندوبي من مواليد الأول من يونيو من عام 1992، بمدينة طبربة التابعة لولاية منوية، والتي تقع في شمال تونس وتبعد ما يقرب من 35 كيلومتراً عن العاصمة التونسية، وهي مدينة قام بتأسيسيها أغسطس قيصر الإمبراطور اليوناني، ضمن مستعمراته في أفريقيا في النصف الثاني من القرن الميلادي الأول بهدف إيواء المحاربين القدامى، وتحولت طبربة إلى قاعدة هامة للحكم العثماني في تونس عام 1574.

«هذا الشبل من ذاك الأسد»، بل إن صح التعبير تفوق الشبل وحقق ما لم يحققه الأسد بميدالية أولمبية تاريخية، والد البطل التونسي، هو الهاشمي الجندوبي مدرب الرياضات الدفاعية وصاحب الحزام الأسود في لعبة التايكوندو ويملك قاعة متخصصة في الرياضات الدفاعية.

ولم ينتظر والد الجندوبي كثيراً، فبعد مرور 5 سنوات فقط من مولد نجله اصطحبه لصالات التايكوندو وزرع فيه عشق اللعبة وشغف التتويج وعناق الميداليات، فرأى فيه حلمه وتوسم فيه روح البطولة.

ابن مدينة طبربة كان على موعد مع ميدالية أولمبية في 2018 بدورة بيونس ايريس للشباب في الأرجنتين فزُينت رقبته بميدالية برونزية كانت بمثابة الحافز الكبير لأخرى على مستوى منافسات الكبار في طوكيو، قبل أن يتمكن أيضاً من تحقيق ذهبية الألعاب الأفريقية في الرباط بالعام قبل الماضي.

محمد خليل الجندوبي الطالب بالمرحلة الثانوية تغيب عن اختبارات المرحلة الثانوية بسبب استعدادته لدورة طوكيو، مُفضلاً تأجيل خطواته على المستوى الدراسي من أجل خطوة رياضية أثلجت صدور الجماهير العربية وأدخلت عليهم الفرح بعد عدد من إخفاقات عدد كبير من أبطالهم الذين توقع لهم الخبراء العودة متوجين بالذهب والفضة من أرض الشمس المشرقة.

البطل التونسي شبهه الكثيرون بالبرتغالي برونو فيرناندز نجم خط وسط فريق مانشيستر يونايتد الانجليزي، فالملامح تبدو واحدة رغم اختلاف القومية والجنسية والأصول والعروق، إلا أن الجندوبي كان له رأياً آخر حينما سُأل عن مفارقة هذا الشبه قائلاً: «لا أنا أشبه أكثر النجم الألماني مسعود أوزيل».

شبيه فيرناندو وأوزيل، ابن المدينة التي أسسها الامبراطور اليوناني أغسطس قيصر، صنع مجدًا عربياً في بلاد الشمس المشرقة ورسم لوحة بديعة في البطولة وتزين بأولى ميدالية العرب في دورة طوكيو، فلازالت الأحلام ممكنة والأماني قائمة في مزيد من التتويجات العربية بدورة الألعاب الأولمبية.

المصرى اليوم