أخبار عاجلة

حركة تمرد جديدة تتبنى الكفاح المسلح.. سياسات أبي أحمد تضع مستقبل أثيوبيا على المحك (تقرير)

حركة تمرد جديدة تتبنى الكفاح المسلح.. سياسات أبي أحمد تضع مستقبل أثيوبيا على المحك (تقرير) حركة تمرد جديدة تتبنى الكفاح المسلح.. سياسات أبي أحمد تضع مستقبل أثيوبيا على المحك (تقرير)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

يزداد الوضع الداخلي في إثيوبيا غموضا وتعقيدا يوما بعد يوم، الأمر الذي يلقي بظلال قاتمة على مستقبل البلد الأكبر في منطقة القرن الأفريقي من حيث عدد السكان، وذلك بسبب تزايد المعارضة الداخلية لسياسات رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد، خاصة عقب الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي قاطعتها أحزاب إثيوبية كبرى، على رأسها حزب جبهة تحرير أورومو وحصد فيها حزب الأزدهار الحاكم غالبية مقاعد البرلمان.

وازداد الوضع الداخلي في إثيوبيا سوءً جراء اتساع العمليات العسكرية بين الجيش الفيدرالي الإثيوبي وقوات جبهة تحرير تيجراي لتشمل بعض الأقاليم الإثيوبية الأخري.

فبعد أن استطاعت قوات الجبهة – صنفتها المركزية الإثيوبية حركة إرهابية- خلال شهر يوليو الجاري تحقيق انتصارات متلاحقة على الجيش الإثيوبي وبسطت سيطرتها مرة أخرى على غالبية أراضي إقليم تيجراي، الأمر الذي أجبر الحكومة الإثيوبية المركزية بقيادة أبي أحمد على إعلان وقف إطلاق من طرف واحد في الإقليم، نقلت عملياتها العسكرية إلى الاقاليم المجاورة على رأسها إقليم العفر.

ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤول أمس الأول الخميس قوله إن هجمات قوات إقليم تيجراي الإثيوبي على إقليم عفر أجبرت ما يزيد على 54 ألفا على الفرار من منازلهم.

وقال الناطق باسم إقليم عفر أحمد كلويتا إن مقاتلين من تيغراي سيطروا على ثلاثة أحياء في الإقليم هذا الأسبوع.

ولإقليم عفر أهمية إستراتيجية، إذ يمر عبره الطريق الرئيسي وخط السكك الحديدية اللذان يربطان العاصمة أديس أبابا بميناء جيبوتي البحري.

وقال دبرصيون جبرمكئيل زعيم الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي لرويترز عبر هاتف متصل بالقمر الصناعي الخميس، إن قوات تيجراي موجودة في عفر وتعتزم استهداف قوات من إقليم أمهرة المجاور تقاتل لصالح الحكومة.

تيجراي في إثيوبيا

إعلان إنشاء جبهة تحرير جامبيلا

الأحداث المتلاحقة التي تشهدها إثيوبيا لم تقتصر على الحرب الدائرة في إقليم تيجراي وإقليمي العفر وأمهرة؛ ففي تطور لافت أعلن في الساعات القليلة الماضية عن ظهور حركة تمرد جديدة ضد الحكومة الإثيوبية المركزية في إقليم جامبيلا أحد الأقاليم الإثيوبية التسعة ويقع على الحدود بين إثيوبيا مع جنوب السودان، ليزيد الوضع غموضا في إثيوبيا ويصبح مستقبل أديس أبابا على المحك.

وطبقا للبيان الذي انتشر على نطاق واسع على صفحات التواصل الإجتماعي لنشطاء إثيوبيين، قالت الحركة التي أطلقت على نفسها «جبهة تحرير جامبيلا»: «نحن هنا لنعلن التمرد ضد الحكومة التي يقودها حزب الرخاء/الازدهار الإثيوبي. كما ندرك جميعًا أن هناك خيارين فقط عندما يتعلق الأمر بالنضال السياسي، إما من خلال الوسائل السلمية أو عن طريق الكفاح المسلح. بعد استنفاد الوسائل في النضال السلمي، لم يتبق لنا خيار سوى اتخاذ الخيار الثاني.

وذكر البيان: «أثبتت الانتخابات العامة السادسة في البلاد بما لا يدع مجالاً للشك وهم أبي أحمد بالشفافية، بادرنا بالمشاركة في الطيف السياسي للمناطق نتيجة الوعود التي قطعها النظام الحالي بإجراء انتخابات نزيهة وحرة ونزيهة، وجاءت الانتخابات كما كان متوقعا، وشابت المخالفات والممارسات السيئة منذ البداية.

واضاف البيان: «وبعد المداولات والتقييم للوضع الماضي والحاضر للبلد ككل ولجامبيلا على وجه الخصوص، توصلنا إلى استنتاج مفاده أن الكفاح المسلح وحده هو الذي سيحرر شعبنا ودستورنا من هذه العبودية».

وتابع البيان: «لذلك نطلب منكم من زملائنا في جامبيلا وخاصة الشباب والمثقفين أن يرتقوا إلى مستوى التحدي المتمثل في النضال من أجل حقوقنا وحريتنا التي اعتبرتها قيادة المنطقة أمرا مفروغا منه».

وأوضح البيان تفاقم معاناة سكان الإقليم من حيث تقديم الخدمات وارتفاع معدل البطالة بين الشباب، قائلا: «نحن في المرتبة الأخيرة من حيث التنمية والأولى في الفساد في البلاد وانعدام الأمن في المناطق بعيد عن السيطرة والحزب الحاكم يبدو غافلاً ومنفصلاً عن الواقع. بدلاً من أولويات أمن المنطقة من التهديدات مثل هجمات المورلي المستمرة على طول حدود جنوب السودان، لجأت القيادة إلى إرضاء أسيادهم في الحكومة المركزية من خلال إرسال قوات خاصة غير مجهزة للمناطق لمحاربة إخواننا وأخواتنا في إقليم تيجراي».

وأضاف: «لذلك نناشدكم، أيها الناس في جامبيلا للتضامن معنا في النضال من أجل حقوقنا وحريتنا. لقد حان الوقت لإحداث تغيير حقيقي من شأنه أن يؤدي إلى الديمقراطية الحقيقية والتنمية التي يتوق إليها شعب جامبيلا».

[image:3:center]

إنتقادات أمريكية وأوربية لحكومة أبي أحمد

في سياق متصل؛ شهدت الأيام القليلة الماضية إستمرار الإنتقادات الأمريكية والأوربية لحكومة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد بسبب الإنتهاكات والجرائم التي تم ارتكابها في إقليم تيجراي، إضافه إلى السلبيات التي شابت الإنتخابات البرلمانية الأخيرة.

وعبَّرت وزارة الخارجية الأمريكية عن بالغ قلقها، بسبب الانتخابات البرلمانية الإثيوبية التي فاز فيها حزب «الرخاء» الذي يقوده رئيس الوزراء آبي أحمد الذي يطمح في الفوز بفترة ثانية في المنصب.

وقال ساميويل وربيرج، المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية في تصريحات للصحفيين «لم تكن الانتخابات التي أجريت في إثيوبيا بتاريخ 21 يونيو الماضي حرة أو نزيهة، فالديمقراطية تزدهر عندما تكون مؤسسات الحكم شاملة وشفافة وخاضعة للمسائلة ومستجيبة لشعبها، فالانتخابات في حد ذاتها ليست علامة كافية للديمقراطية أو الإصلاح السياسي الحقيقي».

وأضاف من الأهمية أن يجتمع الإثيوبيون لمواجهة الانقسامات المتزايدة

يأتي هذا فيما نقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن السفارة الأمريكية في الكونغو الديمقراطية بيانا أوضحت فيه ان وزير الخارجية الامريكي أنتوني بلينكن أجري إتصالا هاتفيا برئيس الكونغو الديموقراطية فيليكس تشيسكيدي ناقشا أيضا ملف تيغراي، حيث أعرب وزير الخارجية الأمريكي عن قلق بلاده البالغ من تدهور الأوضاع الإنسانية في إقليم تيجراي الإثيوبي.

وفي سياق الانتقادات الأوربية لسياسات الحكومة الإثيوبية، قالت الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في القرن الأفريقي أنيتا ويبر خلال لقاء عقدته مع وزير الخارجية الإثيوبي دمقي مكونن حسن في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا إن الاتحاد الأوروبي يريد التعجيل بالتحقيق المشترك في انتهاكات حقوق الإنسان، كما أعربت عن مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن احتمال حدوث أزمة إنسانية في إقليم تيغراي.

وذكرت الخارجية الإثيوبية في بيان في ختام اللقاء انه خلال مناقشة الانتخابات العامة التي اكتملت مؤخرًا، قال نائب رئيس الوزراء إنها كانت سلمية وذات مصداقية وقد وضعت الحكومة الفيدرالية خارطة طريق للعمل عن كثب مع الأحزاب السياسية المتنافسة.

وأضاف دمقي إن الحكومة أعلنت وقف إطلاق النار الإنساني من جانب واحد في إقليم تيغراي للعمل عن كثب مع المجتمع الدولي من أجل وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل وتعزيز الجهود لإعادة تأهيل وإعادة بناء إقليم تيغراي.

وبحسب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية، فإن الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي تفسد معنويات وقف إطلاق النار من خلال الانخراط في هجمات عسكرية مختلفة مستغلة الجمهور كدروع بشرية، وعرقلة الدعم الإنساني، وتوظيف الأطفال كجنود.

وفي هذا الصدد، قال دمقى إن الحكومة الفدرالية الإثيوبية ملتزمة باتخاذ الإجراءات اللازمة ضد كل من يعيق وقف إطلاق النار الإنساني من جانب واحد.

كما أعرب عن خيبة أمله إزاء قيام الاتحاد الأوروبي بقيادة قرار سابق لأوانه وذات دوافع سياسية بشأن حالة حقوق الإنسان في إقليم تيغراي، متجاهلاً اتفاق الحكومة الإثيوبية بشأن نشر فريق تحقيق مشترك يضم المفوضية الإثيوبية لحقوق الإنسان والمكتب. المفوضية العليا لحقوق الإنسان.

وفي ختام اللقاء دعا دمقى الاتحاد الأوروبي إلى فهم أن إثيوبيا لها دور في استقرار المنطقة المضطربة وأن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتصرف بطريقة إيجابية بدلاً من الضغط غير الضروري على الحكومة الإثيوبية.

المصرى اليوم