أخبار عاجلة

ترجمات .. «جسر أرتا ..الثمن الفادح».. من إصدارات هيئة قصور الثقافة للمسرح العالمى

ترجمات .. «جسر أرتا ..الثمن الفادح».. من إصدارات هيئة قصور الثقافة للمسرح العالمى ترجمات .. «جسر أرتا ..الثمن الفادح».. من إصدارات هيئة قصور الثقافة للمسرح العالمى

اشترك لتصلك أهم الأخبار

فى إطار الدور الذى وضعته الهيئة العامة لقصور الثقافة، على عاتقها لتعريف وتوعية الأجيال الجديدة بما أنتجه السلف من أعمال فنية وإبداعية، أصدرت وزارة الثقافة مختارات من الكلاسيكيات المسرحية فى سلسلة تحمل اسم «روائع المسرح العالمى» والتى صدرت لأول مرة فى ستينيات القرن الماضى عن سلسلتى «مسرحيات عالمية» و«روائع المسرح العالمى»، وصدر عن هذه السلسلة 50 عملا مسرحيًا مترجمًا. وقوام مسرحية «جسر آرتا.. الثمن الفادح» أغنية شعبية يونانية يغنيها عازف العود تحكى أسطورة بناء جسر آرتا وما تقدم من تضحية، وقد اتخذها المؤلف أساسًا لمسرحيته حيث نسج من الأغنية عملا دراميًا مسرحيًا، إذ يمضى عازف العود فى المسرحية ينشد أبياتًا من الأغنية الشعبية بينما تجرى الأحداث الدرامية من حولها كأصداء لها. ومسرحية «جسر أرتا» تقع فى خمسة مشاهد، ومن شخصيات المسرحية: «رئيس البنائين، الزوجة، العجوز، المساعد، عازف العود، الشبح، عابر السبيل، الجارة الأولى، الجارة الثانية، الحارس الأول، الحارس الثانى، مواطن، عمال، فتيان وفتيات، قساوسة». ويُعد جورج ثيوتوكا واحدًا من أشهر الأدباء اليونانيين، حيث ولد فى عام 1906 ودرس القانون والأدب فى جامعات أثينا وباريس ولندن، وعمل مديرًا للمسرح اليونانى ما بين أعوام 1945 و1946 وعامى 1950 و1952، وألف «ثيوتوكا» القصة والرواية والقصيدة والدراسة والمسرحية. وكتب «ثيوتوكا» مسرحية «جسر آرتا» فى عام 1942 ونُشرت لأول مرة عام 1944، ومُثلت للمرة الأولى فى مدينة آرتا ذاتها باليونان فى شهر أبريل عام 1946.

تبدأ أحداث المسرحية فى بيت رئيس البنائين فى ساعة الغروب حيث تُمضى زوجته وقتها فى هدهدة طفلها حتى ينام وتنتظر أمها حتى تعود من قداس المساء ليجرى حوارًا بين الزوجة والعجوز، ترثى فيه العجوز حال ابنتها، إذ أضحى زوج ابنتها (رئيس البنائين) صلبًا، وأمسى وجهه جامدًا كأنه قد من صخر، وصار شأنه شأن الحجارة التى يعمل فيها، فأصبح كل ما فيه من روح وحياة قد تحجر، إلا أن ابنتها ظلت تدافع عن زوجها الذى يصارع فى عمله الشاق الصخور الصلبة التى تثقل روحه ولا ينزاح الحمل إلا فى الليل فيعود من جديد إلى سجيته بوجه صبى صغير وديع ورقيق.

فى المسرحية يدوى جرس الكنيسة، فقد انهدم الجسر فى الليل للمرة الثالثة دون أسباب واضحة، فامتزجت أصوات الأجراس بهمهمات الجموع حول انهياره، يحكى رئيس البنائين أن جسر آرتا يأبى الوقوف على قدميه، لا يريد أن ترسى دعائمه ولا أن يرتكز على أرض وطيدة، وينشغل بالتفكير فى أسباب انهياره الدائم ويقول لزوجته إن أرض اليونان أمتن أرض شققها بمعوله، والمواد التى يستخدمها هى الأفضل فى البناء، وليلا يحرس الجسر رجال مسلحون وهم أتباع مخلصون ولم يتسلل إلى الجسر أحد من الخارج ليتسبب فى تدميره وانتهى بأن أصابه الشك وأقر أن لعنة أصابته.

فى المشهد الثانى يضفى القمر ضياءه ويظهر على إثره الأعمدة المنهارة ومواد البناء المكدسة والحراس المسلحون، كما يظهر عازف العود الذى ينشد القصة: «خمسة وأربعون بناء ومن الصبيان ستون. مضوا يبنون على نهر آرتا جسرًا. طيلة الأيام يبنون ثم يمسى بالليل منهارًا. البناؤون عند جسر آرتا كانوا ينشدون. أغنية عالية حافلة بالشكوى. ومن فرط النغم الحزين والأغنية الكليمة انشرخ الجسر وكف النهر عن الجريان. أيها الرفاق، دعكم من النواح وأنشدوا أغنية أخرى لعل الجسر يلتئم صدعه ويعود النهر إلى الجريان».

يظهر شبحًا لرئيس البنائين يطلب منه ثمنًا فادحًا لكى يتركه يستكمل بناء الجسر فيمتثل لطلبه، بينما يكمل عازف العود الحكاية: «عصفور مر، وحط على ضفة النهر. لم يكن يغرد مثل العصافير ولا الطيور بل كان ينشد قائلا بصوت البشر: لو لم تدفنوا إنسانًا لم يقم جسر ولكن حذار لا تدفنوا غريبًا أو شريدًا بل زوجة رئيس البنائين».. وبذلك بورك الجسر وتأسست دعائمه وشُيدت قامته.

جدير بالذكر أن العدد الأول من سلسلة «روائع المسرح العالمى» صدر عام 1959 عن وزارة الثقافة والإرشاد القومى واستمرت حتى عام 1966.

المصرى اليوم