أخبار عاجلة

خالد حسانين يكتب: المرأة فى الأدب والإعلام رقم أم قيمة؟

اشترك لتصلك أهم الأخبار

كان وما زال للمرأة العربية دور وتأثير غير قليل فى عالم الأدب والشعر، وسطرت كثيرات منهن أحرفا من نور فى أوراق الإبداع العربى، ورغم عدم قدرتها على المساواة حجما ومكانة مع الرجل لكنها رفضت أن تكون مجرد رقم صغير فى سجل الأدب العربى أو عديمة التواجد على مر العصور قديما وحديثا.

مفيدة شيحة

وفى عصرنا الحديث تحاول المرأة اختراق هذا الجدار العالى الذى صنعه الرجل المبدع فى ساحة الكتابة والتألق، وهناك أنواع عديدة من المحاولات تسعى لشق طريقها نحو الصدارة دون جدوى لكن يحسب لها شرف المحاولة وإن كانت هناك مشاكل تخص أسلوب الكتابة أو تخطى حاجز المعقول أو المقبول فى مجتمع عربى يرفض من الرجل الاقتراب منها فما بالك لو كان الأمر يتعلق بالمرأة. وهنا يحضرنى من خلال متابعتى نوعان متباينان بينهما اختلاف واضح فى التعامل مع المجتمع العربى من خلال تجاربهما، فلدينا نموذجان مختلفان تماما من الأدب النسائى وهما شاعرتان من سوريا الأولى شديدة التحفظ جدا سواء فى طرحها أو فى اختيار مفرداتها وهى الشاعرة (هلا مراد)، وأخرى عكسها تماما وهى (هيلانة الشيخ) وهى روائية وشاعرة مميزة ولكنها كسرت كل قواعد وقيود المجتمع العربى سواء من خلال اختيار الألفاظ أو الصور الشعرية التى أسميها من جانبى (السريرية)، وهنا أذكر لها ما استطاعت جرأتى أن أنقله مما كتبت، وهى صاحبة تلك الجمل الشعرية «تعال نحتس كأسين من الكونياك الفرنسى وأرقص لك على مقطوعة (ديسباسيتو) شريطة أن تقبّلنى قُبلةً واحدة لا تصبح اثنتين».

لميس الحديدي - صورة أرشيفية - صورة أرشيفية

أما هلا مراد فهى التى تقف فى وجه الرجل وتراه دوما القاسى المستبد وتقول عنه «حين سكنا العش سويا، صار يقول: «يا ذات العينين السود، ما أنت إلا شرقية، قصى جناحى الحرية» ولها قصيدة بعنوان «إلى عنتر» تقول فيها: «أبوح لعنتر بكل اختصار، بأنى الفضاء وأنى الحصار.. وأنى البناء وأنى الدمار.. وهذا انقلابى يطوف البوادى. يلف المدار، لأنى هدمت خباء النساء وجبت الفقار.. أقول لعنتر بكل اختصار، يحق لعبلة وبعد انكسار... جنوح المسار».

هلا مراد

ولو تركنا الأدب واتجهنا نحو الإعلام سنجد أن هناك كوكتيلا متنوعا من إعلاميات هذا العصر، وأقصد بكلمة كوكتيل هنا تنوع الطرق والاساليب والاداء حسب منهجية وإصرار كل مذيعة على الوصول بأقصى سرعة نحو النجومية. وكثير من إعلاميات الصف الثانى لجأن إلى شراء مساحات من بعص القنوات ليستعرضن جمالهن أولا ثم سعيا للشهرة كمرتبة ثانية، وهناك نموذج منفرد كان مثار جدل كبير وهى ريهام سعيد وهى مدرسة خاصة بذاتها حيث تناقش موضوعات غريبة وغير معقولة، فتارة تتحدث عن السحر وأخيرا كفتة غرفة النوم، وقد تعرضت بسبب ما تقدم من نماذج صارخة غير مقبولة إلى الاستبعاد أكثر من مرة، وهناك من تتخذ من الهجوم على الرجل سبيلا نحو الترند والنجومية مثل رضوى الشربينى ومعها على نفس الخط مفيدة شيحة، وتأتى على رأس الاكثر تأثيرا على ساحة برامج التوك شو لميس الحديدى، وكانت تنازعها منى الشاذلى التى اضطرت لتقديم نوعية البرامج الخفيفة واستضافة نجوم الفن، بعيدا عن وجع الدماغ. وهنا لا أعمم فى حديثى أنهن يمثلن نماذج من إعلامياتنا على مدار تاريخ الإعلام المصرى، بل إن هناك قامات إعلامية نسائية لها كل الاحترام والتقدير منذ نشأ التليفزيون المصرى، ممن تخرجن من مدرسة ماسبيرو سواء الإذاعيات منهن أو نجمات الشاشة.

المصرى اليوم