كشف الباحث الأمريكي بروس ريد، الذي عمل نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكية في منتصف التسعينيات، أن مؤامرة تفجيرات الخُبر كانت في أحد مساجد العاصمة السورية دمشق.
وفي التفاصيل، كتب "بروس ريد" في مقال على معهد "بروكينغز" أن المؤامرة دُبّرت قبل عامين من موعد التفجير في مسجد السيدة زينب بدمشق من قِبل ثلاثة أطراف: المخابرات الإيرانية، وحزب الله اللبناني، ومجموعة سعودية عرفت حينها بحزب الله الحجاز.
وأشار بروس إلى أن المسجد في التسعينيات كان معقلاً للحرس الثوري الإيراني في دمشق، وكان المسجد يوجَد فيه منذ نهاية الثمانينيات عدد كبير من الأرامل وأيتام الحرس الثوري الذين قُتلوا في الحرب العراقية الإيرانية.
وأضاف بأن الدور الإيراني حظي بدور أكبر من الاهتمام، لكن حزب الله اللبناني كان مفتاح التفجير. ودُعمت المؤامرة بصنع القنابل ووُضعت المتفجرات في الشاحنة.
وقال الباحث إن الانفجار وقع عند الساعة التاسعة والنصف مساء 25 يونيو 1996، وهز ثكنات الجناح المؤقت لسلاح الجو الأمريكي 4404 في الخُبر، وقُتل خلاله 19 طيارًا أمريكيًّا، وأُصيب 498 شخصًا معظمهم سعوديون وعمالة أجنبية، وإن قوة الانفجار كانت هائلة لدرجة أن سكان البحرين شعروا به.
وأشار إلى أنه بعد الانفجار بأشهر عدة تم نقل الطائرات والأطقم الأمريكية والبريطانية والفرنسية من الخُبر إلى قاعدة الأمير سلطان الجوية في الرياض.
وتابع: بعد تلك الحادثة اتصل ضباط وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالمخابرات الإيرانية وعملاء في الحرس الثوري الإيراني الذي عملوا سرًّا كدبلوماسيين، وكانت حكومة الولايات المتحدة تعلم حقيقة عملهم، وتم إبلاغهم بأنه سيتم فضحهم علنًا، ولن يكون لهم سرية؛ وهو ما اضطر عملاء إيران للعودة إلى طهران. مضيفًا بأن هذه اللدغة كانت مدمرة لإيران؛ إذ فقد الكثيرون من عملائها وجواسيسهم مواقعهم في الخارج.
وأضاف بأن الحكومة الأمريكية بعثت رسالة إلى إيران عن طريق سلطان قابوس، ونفت إيران أي تورط لهم في التفجيرات، وهو ما كان متوقعًا، لكنها كانت رسالة تؤكد أن الجهات السعودية والأمريكية تملك الأدلة الكاملة بتورطهم في التفجير.
وأمرت محاكم أمريكية إيران في أحكام عدة بدفع تعويضات للضحايا والمصابين في هجوم أبراج الخُبر، ومن بينها أحكام وصلت لدفع تعويضات بأكثر من 879 مليون دولار بعد ثبوت كامل الأدلة بتورط إيران وجماعة حزب الله اللبناني في العملية الإرهابية.
