أخبار عاجلة

«النصر» للسيارات.. وحش الصناعة المصرية يستعد لإطلاق أول سيارة كهربائية (صور)

اشترك لتصلك أهم الأخبار

تستعد شركة النصر للسيارات، إلى إنتاج أول سيارة كهربائية مصرية الصنع، حيث أعلن منذ يومين، وزير قطاع الأعمال، هشام توفيق، أنه بحلول منتصف 2022 ستبدأ الشركة إنتاجها بطاقة إنتاجية تصل إلى 25 ألف سيارة سنويًا في الوردية الواحدة، جاد ذلك خلال زيارة إلى شركة النصر لصناعة السيارات التابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، إحدى شركات وزارة قطاع الأعمال العام.

فيما تفقّد الوزير، خلال الزيارة، السيارة «E70» الكهربائية كاملة الصنع في شركة «دونج فونج» بالصين والتي تم استيراد 13 منها لعمل الاختبارات لها في الأجواء المصرية، وتعتبر هذه الخطوة ضرورية قبل الوقوف على المواصفات النهائية للسيارة التي سيتم إنتاجها محليا بمصانع شركة النصر للسيارات والتي ستحمل علامتها «نصر» المعروفة.

وناقش الوزير مع العضو المنتدب لشركة النصر للسيارات المهندس، هاني الخولي، والإدارة التنفيذية للشركة، بعض التفاصيل الخاصة بشحن الكهرباء من خلال مختلف أنواع الشواحن المتوفرة من خلال المحطات العامة الحالية ويبلغ عددها حوالي ٧٥ محطة مخطط زيادتها إلى 3000 محطة في السنة الأولى لإنتاج السيارة «E70».

ومن هنا يمكن طرح سؤال حول «ما هي شركة النصر وما أسباب اختفائها»؟

«النصر للسيارات» شركة مصرية لصناعة سيارات الركوب وشاحنات النقل الثقيل، وهي تابعة للشركة القابضة للصناعات المعدنية، وتعد أول شركة سيارات في والشرق الأوسط، وهي تقع في وادي حوف بحلوان جنوب القاهرة، وتم تأسيسها 1959عام ضمن مشروع القيادة المصرية بهدف إنشاء مشروع قومي يقوم بنهضة صناعية كبرى.

فيما يعود تاريخ إنشاء شركة النصر لصناعة السيارات إلى صدور قرار وزاري عام 1957 بتشكيل لجنة تضم وزارة الحربية ووزارة الصناعة؛ لإنشاء صناعة سيارات «اللوري» والأتوبيسات في مصر، وتم دعوة شركات عالمية لإتمام المهمة، وبالفعل أسند هذا المشروع إلى شركة تحمل اسم «كلوكنر همبولدت دوتيز» Klöckner-Humboldt-Deutz (KHD)، الألمانية والمعروفة حاليا باسم «دويتز آ.جي» (Deutz AG).

وتم التوقيع على القرار عام 1959، ثم صدر القرار الجمهوري رقم 913 في 23 مايو 1960 بتأميم شركة النصر لصناعة السيارات، لتصبح ملكًا للحكومة المصرية.

أسباب تصفية وتدهور أعمال الشركة؟

بعد سنوات من الازدهار في مجال صناعة السيارات، دخلت الشركة في مرحلة من التدهور مع بداية التسعينيات، بداية من تشجيع المصرية على إنشاء مصانع خاصة لإنتاج وتجميع السيارات، وبدأت عدة شركات عالمية بإنشاء مصانع لها في مصر.

وقدمت عدة موديلات حديثة تلبي احتياجات المستهلك، وذلك مقارنة بما كانت تقدمه «نصر» من موديلات أوقف إنتاجها في مصانع «فيات»، منذ سنوات، حيث ظهرت ماركات أخرى مثل «سوزوكي وهيونداي وبيجو»، بالإضافة إلى «أوبل» التابعة لمصنع «جنرال موتورز مصر» العامل في مصر منذ نهاية السبعينايت، وفي ظل تلك المنافسة، تراجعت مبيعات «نصر» بشدة مما أدى إلى زيادة الديون المتراكمة على الشركة.

عودة الشركة للعمل مرة ثانية؟

عادت الشركة للعمل وطرح سياراتها بالأسواق، بداية من إقرار مجلس الشورى عودة الشركة للعمل في شهر مارس 2013.. أما عن أشهر «موديلات» الشركة كانت، سيارات فيات فهي من أبرز منتجات الشركة، التي استطاعت من خلالها بناء ثقة بينها وبين العملاء، حيث كانت السيارة الأكثر مبيعًا في مصر وقت إنتاجها، وأنتجت الشركة عدد من موديلاتها مثل «نصر 128، نصر 127، تمبرا، فلوريدا، نصر شاهين».

يذكر أن في ضوء التوجه العالمي نحو التحول إلى استخدام الطاقة النظيفة، وتوجيهات رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح ، بشأن تخفيض مستوى التلوث وتصنيع سيارة كهربائية مصرية بالتعاون مع شركات عالمية، وفي إطار مساعي وزارة قطاع الأعمال العام لإعادة إحياء شركة النصر لصناعة السيارات، تم التعاون مع كبرى الشركات المصنعة للسيارات في الصين لإنتاج السيارات الكهربائية.

وقريبًا توقع شركة النصر عقود الشراكة مع شركة «دونج فينج» الصينية لإنتاج 25 ألف سيارة ركوب كهربائية سنويًا، ما يعد انطلاقة لصناعة السيارات الكهربائية في مصر وبوابة تصدير إلى إفريقيا والدول المجاورة. كان قد وقع الاختيار على شركة «دونج فينج»، التي تعد من أكبر مصنعي السيارات في الصين بحجم إنتاج يصل إلى 3.6 مليون سيارة سنويًا، والمرشحة من قبل الحكومة الصينية.

في سبتمبر 2019، زار وزير قطاع الأعمال العام، دولة الصين، وأجرى لقاءات مع عدد من المسؤولين والمصنعين بشأن التعاون في إنتاج السيارات الكهربائية نظرًا لأن الصين تعد الأكثر تطورًا في هذا المجال عالميًا، كما زار سيادته شركة دونج فينج ومصانعها.

وتم توقيع مذكرة تفاهم بين شركتي النصر للسيارات، ودونج فينج، في يونيو 2020 لإنتاج السيارة «نصر E70»، وذلك عبر تقنية الفيديو كونفرانس نتيجة جائحة كورونا، وخاصة أن مقر الشركة الصينية يقع في مدينة ووهان. وعلى الفور وبعد توقيع مذكرة التفاهم، تم إجراء دراسة بين الجانبين أوصت فنيًا بإقامة المصنع بطاقة قصوى 50 ألف سيارة سنويًا، تبدأ في العام الأول بعدد 25 ألف سيارة، حيث من المقرر بدء الإنتاج في نهاية 2021 على أن تتوافر بالسوق المصرية في النصف الأول من عام 2022.

يهدف المشروع إلى وضع مصر على خريطة الدول المصنعة للسيارات وإعادة إحياء شركة النصر وعلامتها التجارية العريقة، الأمر الذي يسهم في خفض الواردات وفتح المجال للتصدير وتقليل مستوى التلوث والتوسع في مشروعات الكهرباء النظيفة وتوطين صناعة السيارات الكهربائية والسعي نحو تصنيع سيارة مصرية محليًا بنسبة 100%. ومن منظور الكفاءة الاقتصادية، تسهم السيارة الكهربائية في توفير تكاليف الوقود ومصروفات الصيانة، بالإضافة إلى خفض الانبعاثات الدفيئة وتحسين جودة الهواء.

المصرى اليوم