أخبار عاجلة

قمة «لمّ الشمل» لحلف «ناتو» لعلاج إرث

قمة «لمّ الشمل» لحلف «ناتو» لعلاج إرث ترامب قمة «لمّ الشمل» لحلف «ناتو» لعلاج إرث

اشترك لتصلك أهم الأخبار

شارك قادة الدول الأعضاء فى حلف شمال الأطلسى «ناتو»، الأثنين، فى «قمة لم الشمل» فى بروكسل، لبحث التحديات التى يواجهها «ناتو» ومستقبله فى ظل رغبة الرئيس الأمريكى، جو بايدن، فى «إحياء» التحالفات مع دول الحلف وترميم ما خلفه الرئيس الأمريكى السابق دونالد ، بعدما أبدى الأخير عدم الثقة بالحلف، وهدد فى 2018 بانسحاب الولايات المتحدة من هذا التحالف الذى تشكل عام 1949 لاحتواء التهديد العسكرى السوفيتى، لكن الأوروبيين منقسمون بشأن إعادة التوجيه الاستراتيجى التى يريدها الأمريكيون، وبخاصة فيما يتعلق بالخلافات حول ميزانية الدفاع والصين، وأقر الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبرج، بأن «هناك تقاربات وخلافات».

وقال ستولتنبرج إنه يتعين على الحلف الرد على صعود الصين الاقتصادى والسياسى والعسكرى، وإن قمة الحلف تعزز استراتيجية جديدة تجاه بكين، وأضاف: «الصين تقترب منا، نراهم فى الفضاء الإلكترونى، وفى إفريقيا، لكننا نرى الصين أيضا تستثمر بكثافة فى بنيتنا الأساسية الحيوية، ونعلم أن الصين لا تشاركنا القيم، يتعين أن نرد معا كحلف»، مشيرا إلى أن الصين ليست عدوا أو خصما.

وقال ستولتنبرج لصحيفة «دى فيلت»، الألمانية، قبل القمة «نلاحظ أن والصين تتعاونان بشكل متزايد مؤخرا على الصعيدين السياسى والعسكرى، وهذا بعد جديد وتحد خطير للحلف». وأفاد البيت الأبيض بأن بايدن يأمل بأن «يظهر التحدى الأمنى الذى تمثله الصين خلال القمة»، وهو موقف أثار استياء بعص الحلفاء، وقال قصر الإليزيه «إن قلب حلف الأطلسى هو أمن المنطقة الأوروبية- الأطلسية، الآن ليس الوقت المناسب لتخفيف جهدنا فى هذا الإطار».

وفى الوقت نفسه، تهدف قمة «ناتو» إلى إطلاق مراجعة المفهوم الاستراتيجى للحلف الذى تم تبنيه فى 2010 بهدف الاستعداد لمواجهة التهديدات الجديدة فى الفضاء والفضاء الإلكترونى، وأدى الانسحاب من أفغانستان، الذى قرره ترامب دون التشاور مع الحلفاء، إلى تشويه صدقية العمليات الخارجية للحلف. ومن ناحية أخرى، أصبحت أوروبا أكثر عرضة للخطر بعد انسحاب الولايات المتحدة من العديد من المعاهدات التى أبرمت مع موسكو بشأن القوى النووية، كما أدت عدم ثقة ترامب فى الأوروبيين إلى تضرر القارة الأوروبية، وقد سبب رفضه تذكير تركيا بواجباتها، إلى تفاقم التوتر مع الاتحاد الأوروبى. وفى مواجهة ذلك، وصف الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون وضع الحلف بأنه «فى حالة موت دماغى»، وأكد عشية القمة أنه «يجب على الحلف بناء قواعد للسلوك بين الحلفاء».

ولا تزال روسيا هى «الأولوية رقم واحد» على أجندة «ناتو»، رغم أن بعض الدول فى «ناتو» دعت لضرورة محاربة «أحصنة طروادة الصينية»، وقال ستولتنبرج إن «الأمر لا يتعلق بنقل حلف الأطلسى إلى آسيا، بل مراعاة حقيقة أن الصين تقترب منا وتحاول السيطرة على البنى التحتية الاستراتيجية»، ويقول الأوروبيون إنهم يريدون «اعترافا كاملا» بمساهمتهم فى الأمن الجماعى، ويطلبون أن يكونوا شركاء فى مفاوضات ضبط عملية التسلح. ويدور خلاف كبير حول موازنة الدفاع للدول الأعضاء فى حلف «ناتو»، وتوجد 21 دولة من دول الاتحاد الأوروبى أعضاء فى الحلف، لكن 8 منها فقط ملتزمة بتخصيص 2% من ناتجها المحلى الإجمالى على الإنفاق العسكرى، ومنها فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا. ورحّبت برلين باقتراح ستولتنبرج، لمنح التحالف وسائل مشتركة «من أجل إنفاق أكثر وأفضل»، لكن باريس رفضت الاقتراح، ويبقى الإجماع بين الدول الحلفاء أمرا حتميا لاتخاذ القرارات داخل الحلف.

كما يبحث قادة الحلف خطة عمل بخصوص المناخ بما يحقق لقوات دولهم المسلحة الحياد الكربونى بحلول عام 2050 والتكيف مع التهديدات التى يفرضها الاحتباس الحرارى، ويقول دبلوماسيون فى الحلف إن الجهود الرامية للتركيز على التغير المناخى واجهت عراقيل خلال رئاسة ترامب، الذى دأب على وصف التغير المناخى بأنه «أكذوبة» وسحب بلاده من اتفاقية باريس الدولية لمحاربة التغير المناخى، ومع اهتمام بايدن بالتحرك على صعيد المناخ وعودة واشنطن لاتفاقية باريس، قال دبلوماسيون إن الحلف قادر على معالجة المخاوف من خطر التغير المناخى على الأمن عبر الأطلسى وعلى أفراد التحالف.

وتدرك القوات المسلحة للدول الأعضاء فى الحلف أن التغير المناخى سيكون له تداعيات أمنية كبيرة من المتوقع أن تشمل زيادة الهجرة وإغراق القواعد الساحلية التابعة للحلف وتزايد الوجود الروسى فى الدائرة القطبية الشمالية مع ذوبان الثلوج البحرية، ومن أجل تقليل الانبعاثات المسببة للاحتباس الحرارى بسبب استخدام الوقود الأحفورى، تحتاج الدول الأعضاء لإجراء إصلاحات، لأن الحلف يحدد معايير الوقود فى مختلف قطاعاته.

وبالالتزام بتحقيق الحياد الكربونى بحلول عام 2050، فإن خطة العمل بالحلف ستضعه على الطريق لتحقيق هدف اتفاقية باريس بالحد من ارتفاع درجة الحرارة عالميا بواقع 1.5 درجة مئوية، بما يعنى تقليل الانبعاثات الغازية العسكرية التى يتم استثنائها من التزامات الدول فيما يتعلق بالانبعاثات الكربونية، وهو إنجاز ليس أمرا سهلا لوزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، أكبر مستهلك فى العالم للبترول.

ورغم أن الخبراء يقولون إن دول الاتحاد الأوروبى تميل للتقليل من خطر انبعاثات جيوشها الوطنية، فقد قدرت دراسة أجريت فى فبراير الماضى بطلب من البرلمان الأوروبى أن البصمة الكربونية للإنفاق العسكرى فى الاتحاد الأوروبى خلال 2019 بلغت 24.8 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، بما يعادل الانبعاثات الناتجة عن حوالى 14 مليون سيارة. ووصف ستولتنبرج، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، التغير المناخى بأنه «مضاعف للأزمات».

وتتوقع الجيوش فى دول «ناتو» المزيد من العمليات فى مناطق عرضة لتقلبات مناخية فى ظل استدعاء قوات لمعالجة كوارث طبيعية ناتجة عن المناخ، وإدارة مثل هذه الأزمات من المهام الرئيسية لدى الحلف بفضل قدرته على توفير الإمدادات الغذائية والدعم اللوجيستى والطبى بسرعة.

المصرى اليوم