130 عامًا من الإخاء والفداء .. كيف انعكست متانة العلاقات الكويتية على مجالات التعاون بينهما؟

130 عامًا من الإخاء والفداء .. كيف انعكست متانة العلاقات السعودية الكويتية على مجالات التعاون بينهما؟ 130 عامًا من الإخاء والفداء .. كيف انعكست متانة العلاقات الكويتية على مجالات التعاون بينهما؟
تطورت إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية .. وشهدت تأسيس "مجلس التنسيق"

130 عامًا من الإخاء والفداء .. كيف انعكست متانة العلاقات السعودية الكويتية على مجالات التعاون بينهما؟

تحظى العلاقات الكويتية بالعمق التاريخي، إذ تعود جذورها إلى عام 1891م، حينما حل الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود، ونجله الملك عبد العزيز ضيوفًا على الكويت، التي اتخذها الملك عبد العزيز، بعد 11 عامًا من قدومه إليها، قاعدة لاستعادة الرياض عام 1902م، وقد جسدت العلاقات خلال الـ 130 عامًا الماضية أعمق قيم الإخاء، والتعاون، ووحدة المصير، والتنسيق المشترك، وقد عبّر الشيخ أحمد الجابر الصباح أمير الكويت عام 1935م، أدق تعبير عن متانة العلاقات بين الكويت والسعودية، قائلاً: "إن علاقاتنا على أحسن ما يرام من الاتفاق والوئام، وعدا ذلك فقد يظن بعضهم أن علاقتي الشخصية مع الملك عبد العزيز إن هي إلا صداقة بحكم الجوار، وما تجمعنا به الألفة والدين، ولكن لا، فإننا لسنا بأصدقاء فحسب، بل قل إننا شقيقان بحق، يفتدي أحدنا أخاه بنفسه، وقد تشاركنا في السراء والضراء".

وتَصدُق مقولة الشيخ أحمد الجابر على كل محطات العلاقات الثنائية بين المملكة والكويت، فعند وقوع العدوان العراقي للكويت في أغسطس عام 1990، رفضه الملك فهد رفضًا قاطعًا، قائلاً: "الحياة والموت واحد بيننا، بعد ما احتلت الكويت، وبعد ما شاهدت بعيني ماذا جرى للشعب الكويتي، ما في كويت وما في سعودية، فيه بلد واحد، يا نعيش سوا يا ننتهي سوا، وهذا القرار الذي اتخذته لا يوجد أي سعودي إلا واتفق معي عليه، يا تبدأ الكويت والسعودية، يا تنتهي الكويت والسعودية"، وهي مقولة تجسد أرفع معاني وحدة المصير والفداء، التي عبّر عنها الشيخ أحمد الجابر قبل احتلال الكويت بـ 55 عامًا، ما يبرهن على أن العلاقات الثنائية بين البلدين ظلت محتفظة بقوتها والقيم الوثيقة التي تحكمها في كل مراحلها التاريخية.

وانعكست متانة العلاقات بين السعودية والكويت على التعاون بينهما، الذي ارتقى إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية الشاملة لكل المجالات، فقد شهد "حجم التجارة المتبادلة بين البلدين ارتفاعًا خلال الأعوام الماضية، وقفز إجمالي حجم التجارة بين البلدين إلى 9 مليارات و28 مليون ريال في 2019 بمتوسط سنوي بلغ 3.7 في المائة، فيما سجل الميزان التجاري فائضًا بمقدار 5 مليارات و155 مليون ريال، حيث بلغ إجمالي الصادرات السعودية للكويت 7 مليارات و121 مليون ريال وبلغت الواردات مليارًا و960 مليون ريال بنهاية 2019م" وفقًا لبيانات الهيئة العامة للإحصاء في المملكة، ولا يقل التعاون في المجالات السياسية والعسكرية والأمنية قوة عن مجال الاقتصاد، فيحرص البلدان على تنسيق مواقفهما حيال كل القضايا الإقليمية والدولية.

وتشاركت الدولتان في تأسيس مجلس التعاون الخليجي عام 1981م، الذي شهدت قممه المتتالية عن توقيع العديد من الاتفاقيات المشتركة في مختلف المجالات منها الاتفاقية الأمنية بين دول مجلس التعاون الموقع عليها في مدينة الرياض في نوفمبر 2012م، كما أسسا مجلس التنسيق السعودي الكويتي في يوليو 2018، وقد شكلت الزيارات الرسمية المتبادلة لقادة البلدين أحد روافد متانة العلاقات بينهما، فقد زار الملك عبد العزيز الكويت خلال الأعوام: 1910 م، 1915 م، و1936م، وزارها من بعده كل أبنائه الملوك، ومن بينهم الملك سلمان الذي زارها في ديسمبر 2016م واستقبل استقبالاً رسميًا وشعبيًا كبيرًا، كما زارها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مرتين، الأولى في مايو 2015م عندما كان وليًا لولي العهد، والثانية في سبتمبر 2018م، وتأتي زيارة الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد الكويت إلى السعودية اليوم (الثلاثاء) في هذا السياق المعمق للعلاقات بين الدولتين.

صحيفة سبق اﻹلكترونية