يمر القارئ المتدبر لكلام الرحمن بكلمات يختلف ظاهرها الدارج لغويًّا بين الناس عن معناها المقصود بها، وهو من سحر البيان وعجائب التبيان، وخلال شهر رمضان تسلط "سبق" الضوء على هذه الكلمات التي قد تُفهم خطأً، وسيتم عرض بعض الآيات لتوضيح معناها؛ وكشف شيء من الإعجاز القرآني.
ففي الآية الثالثة من سورة الجمعة يقول الرب تبارك وتعالى: {وَءَاخَرِینَ مِنۡهُمۡ لَمَّا یَلۡحَقُوا۟ بِهِمۡۚ وَهُوَ ٱلۡعَزِیزُ ٱلۡحَكِیمُ}، يظن بعض الناس أن معنى "لما يلحقوا بهم" أي حينما يلحقون بهم، والصواب أن معنى "لما" أي لم يلحقوا بهم.
والمعنى أن ﷲ امتنّ وأنعم على الأميين وهم العرب إذ بعث فيهم محمداً ﷺ وامتن وأنعم على آخرين من أمة محمد لم يلحقوا بهم في الزمان ولا الفضل، وهم الذين لم يباشروا دعوة النبي ﷺ، والله أعلم.
يُشار إلى أن مصدر معاني الكلمات هو كتاب "أكثر من 300 كلمة قرآنية قد تُفهم خطأ"، الذي أعده الشيخ عبدالمجيد بن إبراهيم السنيد، وقدمه القاضي الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد عضو مجلس الشورى.
